التقاريرتقارير الكهرباءتقارير منوعةرئيسيةكهرباءمنوعات

استعمال الفحم في تركيا يهدد بمزيد من حالات الوفاة المبكرة

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • تركيا واحدة من أواخر الدول التي صادقت على اتفاقية باريس للمناخ.
  • • حرق الفحم لتوليد الكهرباء في تركيا يؤدي إلى 5000 حالة وفاة مبكرة سنويًا.
  • • تخلص تركيا من الفحم بحلول عام 2030 يمنع حدوث 102,601 حالة وفاة مبكرة إضافية.
  • • في عام 2020 بلغ الإنفاق الصحي السنوي لتركيا 16.77 مليار دولار.

ركّز تقرير صادر عن تحالف الصحة والبيئة "إتش إي إيه إل" على التخلص من الفحم في تركيا، والمخاطر الصحية لتوليد الكهرباء من الوقود الأكثر تلويثًا، ومنافع الاستغناء عنها.

ورصد التقرير، في ديسمبر/كانون الأول الماضي (2022)، بعنوان "معالجة أزمة الفحم المزمنة: الفوائد الصحية لتخلُّص تركيا التدريجي من الفحم في عام 2030"، أهمية التخلص من الفحم تدريجيًا، وفق ما نشر موقع "هيلث آند إنفيرومنت".

وشارك في إصدار التقرير شبكة العمل المناخي سي إيه إن-أوروبا، وهي تحالف منظمات غير الحكومية لمكافحة مخاطر تغير المناخ، وحَمْلة "أوروبا ما بعد الفحم"، التي تدعم وتنسّق العمل مع مجموعات المجتمع المدني العاملة في جميع أنحاء القارة الأوروبية.

ويُعدّ تحالف الصحة والبيئة (إتش إي إيه إل) منظمة رائدة غير هادفة للربح، مقرّها العاصمة البلجيكية بروكسل، وتُعنى بدراسة الأضرار البيئية على صحة الإنسان في الاتحاد الأوروبي وخارجه، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

الحياد الكربوني في تركيا

في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 ، أعلنت تركيا هدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2053، وأصبحت واحدة من أواخر الدول التي صدّقت على اتفاقية باريس للمناخ.

في المقابل، لا تتخذ تركيا خطوات كافية للتخلص التدريجي من محطات توليد الكهرباء بالفحم، رغم ما يترتب على ذلك من آثار خطيرة في صحة الناس، وتغير المناخ، والمشكلات الصحية المتعلقة بالمناخ، وتكاليف العلاج الصحي، وفقًا لتقرير تحالف الصحة والبيئة (إتش إي إيه إل).

الفحم في تركيا
منجم الفحم ومحطات توليد الكهرباء بالفحم في مشروع أفشين-البستان جنوب تركيا – الصورة من الغارديان البريطانية

وتشير الدراسات إلى أنه في المدة من 1990 إلى 2020، زاد إنتاج محطات توليد الكهرباء التي تعمل بالفحم في تركيا بنسبة 459%، بينما زادت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من قطاع الكهرباء بنسبة 323%.

من ناحية ثانية، لا تتضمن أحدث الالتزامات لخفض غازات الاحتباس الحراري، التي أُعلِنَت في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 خلال قمة المناخ كوب 27، موعدًا للتخلص التدريجي من الفحم.

وحُدِّدَ عام 2038 بكونه الموعد الذي يجب أن تبلغ فيه انبعاثات غازات الدفيئة ذروتها، على الرغم من أن التحليلات تُظهر أن هذا قد يعني زيادة بنسبة 30% في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الحالية.

وما تزال هناك خطط لفتح مناطق جديدة لتعدين الفحم وزيادة توليد الكهرباء المحلية القائمة على الفحم، بالرغم من تأجيل العديد من مشروعات الفحم الجديدة.

فوائد التخلص التدريجي من الفحم في 2030

إذا تخلصت تركيا تدريجيًا من استعمال الفحم بحلول عام 2030، فيمكن منع حدوث 102.601 حالة وفاة مبكرة إضافية، وهذا ما يزيد بنحو 20 ضعفًا على الوفيات الناجمة عن حوادث المرور في تركيا سنويًا.

علاوة على ذلك، يفقد 436 ألف شخص حياتهم سنويًا بسبب الأمراض المعدية وغير المعدية، و160 ألف شخص بسبب أمراض الدورة الدموية، و 80 ألف شخص بسبب الأورام.

وهذا يدل على أن التداعيات الصحية التراكمية، التي يمكن الوقاية منها جرّاء حرق الفحم، تزيد عن الوفيات السنوية بسبب الأورام في تركيا.

في عام 2020، بلغ الإنفاق الصحي السنوي لتركيا 15.5 مليار يورو (16.77 مليار دولار)، وتعادل التكلفة الصحية، التي وُفِّرَت من التخلص التدريجي بحلول عام 2030، تمويل الإنفاق الصحي لمدة 12.5 سنة.

إمكان التخلص من الفحم بحلول 2030

نُشرت دراسة جديدة أجرتها عدّة منظمات غير حكومية ومعاهد بحثية في نوفمبر/تشرين الثاني 20212، وكشفت أن عام 2030 هو الموعد الأكثر جدوى من حيث التكلفة للتخلص التدريجي من الفحم في تركيا؛ لتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2053 في البلاد.

الفحم في تركيا
تجمّع أهالي المصابين جرّاء انفجار منجم فحم بمنطقة أماسرا بولاية بارتن شمال تركيا – الصورة من سي إن إن

وتوصلت الدراسة إلى أن التخلص التدريجي من الفحم في عام 2030 في تركيا سيقلّل من انبعاثات الكربون في البلاد من قطاع الكهرباء بنسبة 82.8% عام 2035 مقارنة بعام 2021.

وتشير الدراسة إلى أن تأخير التخلص التدريجي من الفحم حتى عام 2035 يجعل من الصعب تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2053.

ووجدت دراسة أخرى، نشرها البنك الدولي في عام 2022، أن محطات توليد الكهرباء الجديدة التي تعمل بالفحم ليست ضرورية، ولا هي الخيار الأقلّ تكلفة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.

واقترحت هذه الدراسة خفض حصة الفحم في توليد الكهرباء من 32% في عام 2020 إلى 9% في عام 2030، بدلًا من خفضها إلى 0%.

ويُعدّ تخزين الكربون في الغابات في تركيا عرضة للعوامل الاقتصادية والمناخية، مثل حرائق الغابات التي شهدتها تركيا في عامي 2021 و 2022، عندما فقدت أكثر من 210 آلاف هكتار من الغابات.

على ضوء ذلك، فإن عام 2030 هو التاريخ المقترح للتخلص التدريجي من الفحم، إذ ثبتَ أنه مُجدٍ اقتصاديًا في سياق تحقيق الهدف الرسمي لتركيا 2053، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

أهمية التخلص التدريجي من الفحم في تركيا

دعا تقرير "معالجة أزمة الفحم المزمنة: الفوائد الصحية لتخلُّص تركيا التدريجي من الفحم في عام 2030"، الصادر عن تحالف الصحة والبيئة (إتش إي إيه إل)، إلى ضرورة التخلص التدريجي من الفحم في تركيا لحماية صحة الناس والمناخ والاقتصاد.

وأفاد التقرير أنه ليس هناك شك علمي بشأن التداعيات الصحية الهائل التي يسبّبها توليد الكهرباء بالفحم.

ويؤدي حرق الفحم لتوليد الكهرباء في تركيا إلى 5000 حالة وفاة مبكرة سنويًا؛ بسبب تلوث الهواء.

وتتزايد المخاوف بشأن الآثار الصحية لحرق الفحم وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى، إذ أكدت منظمة الصحة العالمية، عام 2021، ضرورة التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري الملوث، نظرًا لتأثيره الصحي الكبير، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وحدد التقرير موعدًا للتخلص التدريجي من الفحم الحالي بحلول عام 2030 على أبعد تقدير، ودعا إلى الامتناع عن بناء أيّ محطات كهرباء جديدة تعمل بالفحم.

واقترح التقرير اتخاذ خيارات مستنيرة للطاقة بناءً على تقييمات الأثر الصحي والبيئي، وتحليلات التكلفة والفوائد الاقتصادية، التي تشمل التأثيرات قصيرة وطويلة الأجل والمحلية والعابرة للحدود.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق