التقاريرالتقارير السنويةتقارير النفطروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةعاجلنفطوحدة أبحاث الطاقة

أكثر 5 شخصيات تأثيرًا في أسواق الطاقة العالمية خلال 2022

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • إعلان غزو أوكرانيا جعل بوتين أكثر الشخصيات تأثيرًا في أسواق الطاقة
  • بايدن اتخذ 4 قرارات قوية أثرت في أسواق الطاقة خلال 2022
  • وزير الطاقة السعودي يقود تحالف أوبك+ لتحقيق التوازن بالسوق
  • سلطان الجابر يقود أدنوك إلى طفرة في إنتاج النفط والغاز
  • باركيندو يقود أوبك للتعامل بحكمة مع الأزمة الروسية الأوكرانية

مرت أسواق الطاقة العالمية بعام فريد من نوعه خلال 2022، إذ انقلبت أوضاعها رأسًا على عقب، ليس بسبب أزمة مالية أو اقتصادية، كالمعتاد، ولكن بقرار فردي أقبل عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وبإعلانه غزو أوكرانيا، فقد كان بوتين صاحب أكثر القرارات تأثيرًا في أسواق الطاقة العالمية، ليس فقط العام الماضي، وإنما قد تشهد سنوات عديدة مقبلة تحولات تاريخية.

كما اتخذ الرئيس الأميركي جو بايدن 4 قرارات رئيسة أثرت في أسواق النفط والغاز خلال العام الماضي، كانت جميعها نتاجًا للغزو الروسي لأوكرانيا.

وترصد وحدة أبحاث الطاقة في السطور التالية أكثر 5 شخصيات تأثيرًا في أسواق الطاقة العالمية خلال عام 2022.

ولمتابعة حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2022 بشأن أسواق النفط والغاز والطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية وغيرها، إلى جانب توقعات عام 2023، يُرجى الضغط هنا.

الرئيس الأميركي جو بايدن

كان خفض أسعار الوقود في الولايات المتحدة هو الشغل الشاغل للرئيس الأميركي جو بايدن العام الماضي، خاصة مع صعود سعر البنزين إلى أعلى مستوى منذ 2012، متجاوزًا 5 دولارات للغالون خلال يونيو/حزيران 2022، وسط تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.

وفي نهاية مارس/آذار الماضي، أعلن بايدن أكبر عملية سحب من مخزون النفط الإستراتيجي في التاريخ، بإجمالي 180 مليون برميل لمدّة 6 أشهر، بعد إطلاق 30 مليون برميل -قبل شهر تقريبًا- ضمن إصدار منسق لأعضاء وكالة الطاقة الدولية، وهو ما دفع الاحتياطي الأميركي إلى أقل مستوى منذ عام 1984.

وكان هذا القرار الأبرز ضمن إجراءات عديدة اتخذها الرئيس الأكبر سنًا في تاريخ الولايات المتحدة (79 عامًا) لخفض أسعار البنزين، مثل الدفع لزيادة الإنتاج المحلي عبر فرض ضرائب على شركات النفط التي تمتلك عقود إيجار للأراضي الفيدرالية دون استغلالها، كما يوضح الإنفوغرافيك التالي:

أسعار البنزين - خطة أميركا

وهدأت أسعار النفط وبالتبعية البنزين في النصف الثاني من العام، لكن تباينت الآراء حول تأثير السحب من الاحتياطي الإستراتيجي في خفض أسعار الخام، خاصة أنه تزامن -أيضًا- مع مخاوف الركود الاقتصادي وزيادة إنتاج تحالف أوبك+.

وردًا على غزو أوكرانيا، قرر بايدن حظر واردات النفط والغاز الروسية، وهو الإجراء الذي شجع العديد من الحلفاء، لا سيما الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة على اتخاذ إجراءات مماثلة فيما بعد.

كما أعلن الرئيس الـ46 للولايات المتحدة، في مارس/آذار، اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي تلزم صناعة الغاز المسال الأميركية بتصدير 15 مليار متر مكعب إضافي من الغاز المسال إلى أوروبا خلال 2022، إلى جانب تعزيز الصادرات إلى الكتلة لنحو 50 مليار متر مكعب حتى عام 2030، لتعويض نقص الغاز الروسي.

وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى أن الولايات المتحدة قد تشكّل ثلثي الزيادة في واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز الطبيعي المسال البالغة 50 مليار متر مكعب على أساس سنوي، لتتجاوز الواردات الأوروبية 130 مليار متر مكعب خلال 2022.

وعلى الجهة الأخرى من أسواق الطاقة، حيث الطاقة النظيفة، فإن الرئيس الأميركي الذي تولى منصبه أوائل 2021 قد وقّع أكبر حزمة مناخية في تاريخ الولايات المتحدة خلال أغسطس/آب 2022، وهو قانون خفض التضخم الأميركي، الذي يقدّم حوافز ضخمة لمصادر الطاقة المتجددة ومنخفضة الكربون.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

في 24 فبراير/شباط 2022، اتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واحدًا من أكثر القرارات تأثيرًا في أسواق الطاقة العالمية بالنظر إلى توابعه؛ بإعلان ما سماه "عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا".

وأحدثت تلك الحرب التي لم تضع أوزارها بعد اضطرابات غير مسبوقة، ليست في أسواق الطاقة فقط، وإنما على الصعيد السياسي والاقتصادي، إذ تُعدّ أكبر خطوة يقدم عليها بوتين منذ ضمه شبه جزيرة القرم عام 2014.

وتسبّب قرار الرئيس الروسي في ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات لم تشهدها منذ عام 2008، مع صعود خام برنت فوق 139 دولارًا للبرميل، قبل أن يهدأ إلى مستويات 80 دولارًا في الوقت الحالي، كما دفع أسعار الغاز، خاصة في أوروبا، إلى مستويات قياسية.

ويوضح الرسم البياني التالي تحركات أسعار النفط اليومية خلال 2022، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية:

أسعار النفط اليومية خلال 2022

كما أثر الغزو الروسي لأوكرانيا في اتجاهات الطاقة وسياساتها لدى حكومات العالم، التي أعلنت العديد من الخطط لمواجهة الارتفاع الحاد في أسعار الوقود الأحفوري، ودعم التحول إلى الطاقة النظيفة، مثل قانون خفض التضخم الأميركي وخطة ريباور إي يو الأوروبية.

وفي قرارات أخرى كان لها صدى داخل أسواق الطاقة العالمية، فقد فرض بوتين بيع الغاز إلى المشترين الأجانب بالروبل الروسي، بدءًا من 1 أبريل/نيسان 2022، ردًا على العقوبات الغربية.

كما قرر الرئيس الروسي -في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2022- حظر صادرات الخام والمشتقات النفطية لأيّ دولة وافقت على سقف أسعار النفط الروسي، ابتداءً من الأول من فبراير/شباط 2023، حتى الأول من يوليو/تموز 2023.

وكانت مجموعة الـ7 والاتحاد الأوروبي وأستراليا فرضت سقفًا سعريًا للخام الروسي عند 60 دولارًا للبرميل، وهو القرار الذي دخل حيز التنفيذ بدءًا من 5 ديسمبر/كانون الأول 2022.

وتُجدر الإشارة إلى أن بوتين تولى رئاسة روسيا منذ عام 2000، لكنه شغل منصب رئيس الوزراء بين عامي 2008 و2012، كون الدستور الروسي يمنع توليه مدة رئاسية ثالثة، وهو ما دفعه فيما بعد وتحديدًا عام 2020 إلى إجراء استفتاء على إصلاحات دستورية قد تجعله يظل رئيسًا حتى عام 2036.

وزير الطاقة السعودي عبدالعزيز بن سلمان

يتولى الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزارة الطاقة السعودية منذ سبتمبر/أيلول 2019، ويضطلع بمسؤولية تنسيق السياسات المحلية والدولية المتعلقة بأسواق الطاقة كافّة، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030.

كما يدير وزير الطاقة السعودي السياسات الدولية للمملكة المرتبطة بعلاقاتها مع الدول المنتجة للنفط، من خلال منظمة أوبك وتحالف أوبك+، والدول المستهلكة.

ونتيجة لذلك، قاد الأمير عبدالعزيز بن سلمان المملكة لتؤدي دورًا حيويًا في تحقيق استقرار أسواق الطاقة العالمية خلال العام الماضي، بصفتها مصدّرة رئيسة للنفط حول العالم ولاعبة أساسية في قرارات تحالف أوبك+.

ومع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وقفزة أسعار النفط، قادت السعودية تحالف أوبك+ لاتخاذ قرارات متتابعة تتعلق بالإنتاج جعلت الأسعار تعود بسرعة إلى توازن عادل للمنتجين والمستهلكين.

ومع هبوط أسعار النفط وتزايد مخاوف الطلب، أقرّ تحالف أوبك+ خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا، بدءًا من نوفمبر/تشرين الثاني 2022 حتى ديسمبر/كانون الأول 2023.

وصاحب قرارَ أوبك+ الأخير جدل كبير واتهامات من الولايات المتحدة بأن القرار كان لدوافع سياسية، إلا أن هذا الادعاء قُوبل بالرفض الشديد من خلال تأكيد وزير الطاقة السعودي أن التحالف لا يسيّس قراراته، وأن السياسة تبقى دائمًا خارج تحليله وتوقعاته لأوضاع السوق.

وأضاف الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن المجموعة تركز على أساسيات السوق فقط لدعم الاستقرار، خاصة مع قرار الاتحاد الأوروبي بحظر النفط الروسي.

وفضلًا عن دوره في دعم سوق النفط عبر تحالف أوبك+، فإن وزير الطاقة السعودي تواصل مع الحكومات الأوروبية لتلبية احتياجاتها النفطية، فعلى سبيل المثال، بلغت صادرات السعودية من النفط إلى قارة أوروبا 960 ألف برميل يوميًا في سبتمبر/أيلول 2022، مقارنة بـ490 ألف برميل يوميًا في الشهر نفسه من 2021.

الرئيس التنفيذي لأدنوك سلطان الجابر

كان وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات سلطان الجابر أحد الشخصيات البارزة في أسواق الطاقة العالمية خلال العام الماضي، خاصة أنه العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لإحدى أكبر شركات النفط في العالم، وهي شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك".

وفضلًا عن أدنوك، يشغل سلطان الجابر -الحاصل على الدكتوراه في الاقتصاد والإدارة من جامعة كوفنتري- منصب مجلس إدارة شركة موانئ أبوظبي، ومجلس إدارة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر".

ومنذ أن أصبح الجابر رئيسًا تنفيذيًا لأدنوك ومجموعة شركاتها في 2016، قاد الشركة لتوحيد أعمالها وهويتها المؤسسية، وزيادة سعتها الإنتاجية من النفط الخام لنحو 4.5 مليون برميل يوميًا، إلى جانب 11.5 مليار قدم مكعبة يوميًا (0.32 مليار متر مكعب يوميًا) من الغاز الطبيعي.

وكان لهذا دور كبير في فوز سلطان الجابر بجائزة "شخصية العام التنفيذية في قطاع الطاقة لعام 2021" من مؤسسة "إنرجي إنتليجنس" التي تُعد أهم جائزة في قطاع الطاقة.

ومع اضطرابات أسواق الطاقة في 2022، عملت أدنوك على تعزيز الإمدادات، جراء تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، ورفعت إنتاجها من النفط إلى 3.065 مليون برميل يوميًا في العام الماضي، مقابل 2.727 مليون برميل يوميًا عام 2021، وفق بيانات أوبك، التي اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

ويتماشى ذلك مع تأكيد رئيس أدنوك أن العالم ما زال في حاجة إلى إمدادات النفط، محذرًا من أن وقف الاستثمارات في القطاع قد يهبط بالطاقة الإنتاجية العالمية بنحو 5 ملايين برميل يوميًا كل عام، وفق تصريحات ألقاها خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر أديبك 2022 (31 أكتوبر/تشرين الأول).

وتحت قيادة سلطان الجابر أعلنت أدنوك خلال عام 2022 تأسيس شركة "أدنوك للغاز" التي بدأت أعمالها رسميًا في الأول من يناير/كانون الثاني 2023، لتتولى مسؤولية عمليات التشغيل والصيانة والتسويق لشركتي "أدنوك لمعالجة الغاز" و"أدنوك للغاز الطبيعي المسال" من خلال شركة واحدة متكاملة، تهدف إلى تحقيق الريادة العالمية في مجال الغاز، كما يُظهر الإنفوغرافيك أدناه:

شركة أدنوك للغاز

ومن جهة أخرى، يقود الجابر أدنوك لتكون عنصرًا رئيسًا في تحقيق هدف الإمارات بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050، إذ تخطط الشركة لاستثمارات بقيمة 15 مليار دولار، لتسريع حلول مبتكرة لخفض الانبعاثات وإزالة الكربون.

ليس هذا فحسب، وإنما عيّنت الإمارات سلطان الجابر رئيسًا لقمة المناخ كوب 28، التي تستضيفها البلاد في 2023، نظرًا إلى جهوده الكبيرة في هذا الشأن؛ فقد عُيِّن مرتين مبعوثًا خاصًا لدولة الإمارات للتغير المناخي (من 2010 إلى 2016 ومن 2020 حتى الآن)، وشارك في أكثر من 10 من مؤتمرات الأطراف السابقة للمناخ.

الأمين العام السابق لأوبك محمد باركيندو

رحل أمين عام أوبك السابق محمد باركيندو عن عالمنا في 6 يوليو/تموز 2022، عن عمر يناهز 63 عامًا، لكنه ترك بصمة واضحة في أسواق الطاقة العالمية، بإدارته الحكيمة لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وتعزيز التعاون مع المنتجين من خارجها.

وكانت وفاة باركيندو قبل أيام قليلة من نهاية مدّة ولايته في منصب الأمين العام لأوبك، ليحل محله الكويتي هيثم الغيص في أغسطس/آب 2022.

وتولى باركيندو منصب الأمين العام لأوبك منذ عام 2016، وقاد المنظمة خلال سنوات مضطربة في سوق النفط، وقدك دورًا رئيسًا في تشكيل التعاون التاريخي، بين أوبك والمنتجين من خارجها، فيما يُعرف بتحالف أوبك+ نهاية عام 2016.

وفي عام 2022، ومع تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، قاد باركيندو المنظمة -بالتعاون مع المنتجين من خارجها- للالتزام بسياسة الزيادة التدريجية لإنتاج النفط، بنحو 400 ألف برميل يوميًا، التي كان قد أقرها تحالف أوبك+ أغسطس/آب 2021، قبل أن تقرر المجموعة إنهاء هذه الاتفاقية في الشهر نفسه من 2022.

وكان باركيندو قد بدأ مسيرته المهنية في صناعة النفط في نيجيريا في أوائل الثمانينيات، وتقلّد مناصب مختلفة في مؤسسة النفط الوطنية النيجيرية، ومثّل بلاده داخل منظمة أوبك لسنوات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق