أسهم وشركاتأخبار الغازأخبار النفطرئيسيةروسيا وأوكرانياشركاتغازنفط

"إس إل بي" الأميركية تعزز وجودها في روسيا بعد تخارج الشركات المنافسة

هبة مصطفى

في الوقت الذي سارعت فيه شركات الطاقة العالمية للتخارج من روسيا عقب اندلاع الحرب الأوكرانية، شرعت شركة إس إل بي الأميركية في الاستحواذ على عقود الخدمات والمعدات من تلك الشركات ورسخت وجودها في موسكو.

ولم تكتفِ الشركة -التي تتخذ من ولاية تكساس الأميركية مقرًا لها، وتخلّت عن اسم (شلمبرجيه) قبل أشهر- بذلك، بل سجّلت أداءً قويًا، في الربع الثالث من العام الماضي (2022)، وسط توقعات بإعلانها نتائج قياسية عن الربع الرابع، بحسب ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأثار تبني أكبر شركات حقول النفط العالمية خططًا قوية في روسيا، خلال العام الجاري (2023) -من بينها تطوير مشروع "سخالين 3" لإنتاج الغاز الطبيعي- الجدلَ حول موقفها من العقوبات المفروضة على موسكو منذ غزوها كييف في فبراير/شباط الماضي، وفق تقرير نشرته رويترز.

إس إل بي في روسيا

شهد الربع الثالث من العام الماضي (2022) أداء قويًا لشركة إس إل بي (شلمبرجيه سابقًا) في روسيا؛ إذ سجلت المخزونات نموًا بنسبة 25% عن الربع السابق له (الربع الثاني من العام ذاته).

بينما تُشير توقعات الشركة إلى تسجيل نمو مخزونات مشروعاتها في روسيا نتائج قياسية خلال الربع الرابع من العام.

إس إل بي
موظفو شركة شلمبرجيه - الصورة من (Egypt oil & Gas)

وتفوق أداء الشركة في روسيا، خلال الربع ذاته، على نتائج النمو في آسيا بنسبة 12% والشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 11%.

وتعد الشركة المعروفة باعتبارها أكبر شركات حقول النفط العالمية أحد مقاولي مشروع سخالين 1 الضخم والمثير للجدل في روسيا؛ إذ شهد تعثرًا مع تخارج شركة إكسون موبيل الأميركية التي تديره غير أنه يوشك في الآونة الحالية على بلوغ طاقته الإنتاجية الكاملة مرة أخرى.

وتحمل الشركة خططًا واسعة النطاق لتطوير أعمالها في موسكو، خلال العام الجاري (2023)، من بينها خطط لرفع إنتاج مشروع "سخالين 3" المعني بإنتاج الغاز الطبيعي.

وشكّلت المشروعات الروسية 6% من عائدات الشركة، خلال الأرباع الـ3 الأولى من العام الماضي (2022)، بما يعادل 1.21 مليار دولار، ارتفاعًا من حصة قدرها 5% من إجمالي العائدات قبيل اندلاع الحرب.

اتهامات العقوبات

في الوقت الذي تخلت فيه شركات طاقة عدة عن عملياتها في موسكو التزامًا بالعقوبات وعلقت شركات أخرى مشروعاتها، عززت شركة إس إل بي رقعة موظفيها في روسيا بنحو 70 موظفًا في المشروعات المشتركة مع شركات "غازبروم" و"روسنفط".

ولم يحسم الخبراء موقف الشركة من العقوبات، مرجعين ذلك إلى أن العقوبات لم تتضمن إلزامًا لقطاع الطاقة الروسي بخفض إنتاج النفط.

وأكد المدير التنفيذي في "ميركوري"، المسؤول السابق بالمكتب الأميركي لمراقبة الأصول الأجنبية، بيتر كوسيك، أن قطاع الطاقة في روسيا لا يقع تحت نطاق العقوبات الشاملة، مشيرًا إلى أن الشركات يمكنها العمل مع مراعاة قيود المعاملات المالية الواردة في العقوبات.

ويكشف الرسم البياني أدناه -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- عن حجم الصادرات الروسية من النفط ومشتقاته، خلال العام الماضي (2022)، بحسب بيانات الوكالة الدولية للطاقة:

صادرات روسيا من النفط

وفي المقابل، تنظر أوكرانيا إلى استمرار أعمال شركة إس إل بي في روسيا باعتبارها دعمًا للحرب ضدها، وأكد المتحدث باسم سفارة كييف في العاصمة الأميركية واشنطن أن التعاون تجاريًا مع موسكو يُعَد "تمويلًا للحرب وإسهامًا في قتل المدنيين وتدمير المدن".

بينما حذر مركز موارد الشركات وحقوق الإنسان، المعني بمراقبة تعامل الشركات مع قضايا حقوق الإنسان، شركة إس إل بي (شلمبرجيه) من انزلاقها للمساهمة في جهود الحرب الروسية ضد كييف.

واعتبرت كبيرة الباحثين في المركز، إيلا سكاي بينكو، أن استمرار الشركة في عملها بالحقول الروسية يجعلها جزءًا ضمن دائرة الصراع بين موسكو وأوكرانيا.

هل التغريم حل؟

عادة ما تأخذ شركة إس إل بي (شلمبرجيه سابقًا) على عاتقها مواصلة عملها وعدم الالتفات إلى أي معوقات حتى وإن كانت "عقوبات دولية"، ولم تكن مشروعاتها في روسيا المحطة الأولى في هذا الإطار.

وسبق أن انتهكت الشركة العقوبات المفروضة على إيران والسودان، وتحملت دفع غرامة قدرها 237.2 مليون دولار إلى وزارة العدل الأميركية عام 2015، كما دفعت -عبر شركتها الفرعية "كاميرون إنترناشيونال"- 1.4 مليون دولار عام (2021) تحت نطاق عقوبات متعلقة بأوكرانيا أيضًا لتقديمها خدمات لشركة الطاقة الروسية "غازبروم نفط شيلف".

ويرصد الرسم البياني أدناه حجم إنتاج روسيا من النفط والوقود السائل خلال الأعوام من 2019 حتى العام الماضي (2022)، بجانب توقعات إنتاج العام الجاري (2023) بحسب معلومات إدارة معلومات الطاقة الأميركية:

إنتاج روسيا من النفط الخام والوقود السائل

وتلقّت شركة إس إل بي -التي تمتد جذور عملها في روسيا منذ عام 2014- دعمًا من تخارج المنافسين من مشروعات موسكو، ومن بينهم شركتان يتخذان من ولاية تكساس الأميركية أيضًا مقرًا لهما هما "هاليبرتون" و"بيكر هيوز".

وقالت شركة "هاليبرتون" إن عائداتها في موسكو حققت انخفاضًا بنسبة 6%، مقابل نمو عائدات شركة إس إل بي بنسبة 45% خلال الأرباع الـ3 الأولى من العام الماضي (2022).

ويتوافق نشاط الشركة في حقول النفط الروسية مع تسجيل إنتاج موسكو النفطي، خلال الأشهر من يناير/كانون الثاني حتى نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي (2022)، ارتفاعًا بنسبة 2.2% عن العام السابق له (2021)، في ظل تزايد عمليات الشراء من الأسواق الآسوية (الهند، الصين، باكستان) للاستفادة من أسعار النفط الروسي المخفضة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق