طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

صناعة توربينات الرياح العالمية تواجه معضلة زيادة الإنتاج

محمد عبد السند

تواجه صناعة توربينات الرياح العالمية عددًا من التحديات في الوقت الراهن، التي تهدد بتقييد المعروض في سوق بالغة التنافسية، وهو ما يجب أن ينتبه إليه المساهمون الرئيسون في ذلك القطاع الحيوي.

ويأتي هذا -أيضًا- في ظل بروز التوربينات الصينية منافسًا قويًا للمصنّعين الأوروبيين، نظرًا إلى ارتفاع جودتها مع انخفاض تكلفتها في الوقت ذاته.

ويرى الرئيس التنفيذي لـ"فيستاس" -واحدة من كبرى الشركات المصنعة للتوربينات في العالم- هنريك أندرسن، أن حجم توربينات الرياح كبير بصورة كافية في الوقت الراهن، وأن التحدي الرئيس يتمثّل في زيادة الإنتاج، حسبما ذكر موقع رينيو إيكونومي (Renew Economy).

وأوضح أندرسن -في تصريحات أدلى بها خلال مقابلة على هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي المُقام في منتجع دافوس السويسري-، أن شركته لا تخطط مُطلقًا في الوقت الراهن لتصنيع توربينات رياح أكبر مما هي عليه الآن، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

فيستاس تتخلّف عن منافساتها

في أوائل عام 2021، طرحت فيستاس توربين رياح بحريًّا بسعة 15 ميغاواط، الذي كان الأكبر في العالم آنذاك.

وبدأ النموذج الأولى للتوربين المذكور إنتاج الكهرباء فعليًا خلال أعياد الميلاد، في مركز أوستيريلد الوطني لاختبارات توربينات الرياح الكائن في غرب شبه جزيرة يوتلاند الدنماركية.

ورغم أن ذلك التوربين كان الأكبر في العالم وقت الكشف عنه، فقد استغرقت الشركة المصنعة وقتًا أطول من منافساتها، لطرح أحدث أجيالها من توربينات الرياح البحرية.

ويعني هذا أن فيستاس تتخلف عن أكبر منافستيْها في السوق، والمتمثلتيْن في جنرال إلكتريك، وسيمنس جاميسا الرائدة في تصنيع توربينات الرياح.

التوربينات الصينية تكتسح

كشفت جنرال إلكتريك وسيمنس جاميسا النقاب عن توربينات الرياح البحرية بقدرة 14 ميغاواط، بيد أنه ومنذ طرحت فيستاس توربينها البالغ سعته من 236-15.0 ميغاواط، ظهرت توربينات الرياح المصنعة في الصين، لتتحدى نظيرتها الأوروبية المنشأ.

وفي هذا السياق أماطت شركة "غولدويند"، ومقرها العاصمة الصينية بكين، اللثام عن توربين سعة 16 ميغاواط في شهر نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، الذي لا يُعد توربينًا واعدًا في المستقبل فحسب، بل إنه دخل حيز الإنتاج أيضًا.

في غضون ذلك، أزاحت شركة صينية أخرى تُدعى "منغ يانغ سمارت إنرجي" الستار عن خطط لتصنيع توربين رياح سعة 16 ميغاواط، في أواسط عام 2021.

ومنذ ذلك الحين، أعلنت الشركة -ذاتها- خططًا أخرى لتصنيع توربين رياح بقدرة 18 ميغاواط.

ومن المخطط أن يُزود هذا التوربين -ويحمل اسم "إم واي إس إي 18.إكس-28إكس"- بشفرات طولها 140 مترًا، وقطر دوار طوله 280 مترًا.

ومن حيث الإنتاج، وبحساب متوسط سرعات الرياح السنوي البالغ شدته 8.5 مترًا/ثانية، يستطيع كل توربين إنتاج 80 غيغاواط من الكهرباء سنويًا، ما يعادل تزويد 96 ألف منزل بالكهرباء.

صناعة توربينات الرياح العالمية
توربينات رياح - أرشيفية

وخلال شهر يناير/كانون الثاني (2023)، أعلنت "تشاينا ستيت شيبلدنغ كوربوريشن" أنها تخطط لتصنيع توربين رياح بقدرة 18 ميغاواط.

وتبرز الشركات الصينية المصنعة لتوربينات الرياح منافسًا قويًا لنظيراتها في أوروبا، في العام الحالي (2023)، وسط حرب أسعار شرسة تشهدها الأسواق العالمية في الوقت الراهن.

ويستهدف مصنعو توربينات الرياح الصينيون مزاحمة الشركات الأوروبية العاملة في المجال نفسه عبر تحسين كفاءة منتجاتها، وتعزيز الصادرات في 2023.

وتوقعت شركة شيجيانغ ويندي الصينية، إحدى أكبر 4 شركات لتصنيع التوربينات في البلد الآسيوي، حصول تراجع في أسعار التصدير بنسبة 15% إلى 20% لكل كيلوواط من السعة عام 2023.

وفي تصريحات أدلى بها خلال فعاليات مؤتمر مؤسسة بلومبرغ لتمويل الطاقة المتجددة، في مدينة شنغهاي الصينية، قال المدير العام لقسم الأعمال الخارجية لشيجيانغ ويندي، يو يونغ: "أتوقع أن تستمر الميزة السعرية لشركات تصنيع التوربينات في الصين، خلال العامين المقبلين".

وطرحت الشركات الصينية إصدارات جديدة من توربينات الرياح البحرية العملاقة سعة 16 ميغاواط، وتتسم بخفة الوزن نسبيًا، وقُطر هو الأكبر من نوعه في العالم، إذ يلامس 252 مترًا، وفق ما أوردته صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية.

انخفاض أسعار توربينات الرياح في الصين

شهدت أسعار توربينات الرياح في الصين هبوطًا حادًا، في ظل منافسة سوقية شرسة، وفق ما نشرته شبكة بلومبرغ (Bloomberg) في 30 نوفمبر/تشرين الثاني (2022).

وسجلت أسعار توربينات الرياح انخفاضًا قياسيًا في النصف الأول من العام الفائت (2022)، كما انخفضت بنسبة 42% على مدار عامين، وفقًا لمؤسسة بلومبرغ لتمويل الطاقة المتجددة (بي إن إي إف).

وصدّرت الشركات الصينية 1.6 غيغاواط من توربينات الرياح العام قبل الماضي (2021)، بزيادة 60% عن العام السابق 2020، بحسب (بي إن إي إف).

يأتي ذلك على الرغم من أن تلك السعة المصدرة للخارج ليست سوى جزء صغير من التركيبات المحلية، التي بلغت 21 غيغاواط في 2022.

توربينات الرياح
توربين رياح – الصورة من vox

في المقابل، زادت أسعار توربينات الرياح بنسبة 18% خلال المدة ذاتها، ويُعزى ذلك إلى زيادة تكاليف السلع والشحن في بقية أنحاء العالم.

حرب أسعار

تزدهر مبيعات توربينات الرياح الصينية في الأسواق الخارجية، لا سيما جنوب شرق آسيا، رغم اقتناص الشركات في البلد الأكثر تعدادًا للسكان في العالم عقودًا لمشروعات بحرية في أوروبا واليابان.

ويرى جُل المحللين أن هبوط أسعار توربينات الرياح في الصين قد أذكى مخاوف داخل الصناعة الحيوية، بشأن إمكان تضرر جودة المنتَج.

في ضوء هذا السيناريو، قال المدير العام في مجموعة باور تشاينا إنترناشيونال غروب، القسم الخارجي لأكبر شركة لبناء محطات الطاقة في الصين، لي سيشنغ، إن حرب الأسعار "لن تستمر على المدى الطويل".

وتابع: "يتعيّن علينا أن نضع معايير السلامة والجودة والتكنولوجيا نُصب أعيننا أولًا".

وختم قائلًا: "حال اخترنا الاستمرار في حرب الأسعار، فسنجد أنفسنا أمام فوضى عارمة في السوق، وحينئذ ستكون النتائج كارثية على الجميع".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق