أخبار النفطروسيا وأوكرانياسلايدر الرئيسيةعاجلنفط

حيلة جديدة لتصدير النفط الروسي وتخزينه بإحدى الدول العربية

دينا قدري

ما يزال النفط الروسي يغري العديد من الأسواق العالمية في ظل أسعاره الرخيصة، ما دفع البعض إلى التحايل على العقوبات المفروضة على موسكو في أعقاب غزوها أوكرانيا.

في هذا السياق، لُوحظ تزايد الطلب على صهاريج تخزين النفط في سنغافورة والإمارات، في إشارة إلى أنه يجري مزج النفط الروسي وإعادة تصديره عالميًا.

وتُقتنص مساحات التخزين بسبب زيادة الأرباح من مزج إمدادات الوقود الرخيصة من روسيا مع شحنات مصادر أخرى، بحسب ما أوردته وكالة بلومبرغ.

ولم تحظر سنغافورة استيراد النفط أو المنتجات النفطية الروسية، على الرغم من أن المؤسسات المالية الموجودة في الدولة ممنوعة من تمويل السلع والشركات الروسية أو التعامل معها.

مزج النفط الروسي

زادت تدفقات النفط الخام والوقود الروسي إلى آسيا والشرق الأوسط، منذ أن دفعت حرب موسكو في أوكرانيا المشترين الغربيين إلى الابتعاد عن الإمدادات الروسية، ردًا على هذا العدوان، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وشقت مثل هذه الشحنات طريقها بصفة متزايدة إلى مراكز المزج وإعادة التوزيع مثل سنغافورة والفجيرة في الإمارات العربية المتحدة، إذ يُمكن مزجها وإعادة تغليفها وتصديرها على مستوى العالم.

وقد يتكثف هذا الاتجاه المتمثل في المزيد من الشحنات من روسيا إلى آسيا والدور المتنامي لمراكز المزج في إعادة التوزيع في الأسابيع المقبلة، إذ تستعد أوروبا لفرض عقوبات جديدة على المنتجات النفطية الروسية في 5 فبراير/شباط.

ويراقب المشاركون في سوق النفط بشدة لمعرفة أين سيستقر الوقود الروسي -مثل زيت الغاز والنافثا وزيت الوقود-؛ لأن العديد من الدول الآسيوية لا تتخذ موقفًا متشددًا بشأن العقوبات.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- إنتاج روسيا من النفط والوقود السائل منذ عام 2019 حتى توقعات عام 2023:

إنتاج روسيا من النفط الخام والوقود السائل

ارتفاع تكلفة إيجار التخزين

قال متحدث باسم شركة "أدفاريو آسيا باسيفيك" لتخزين النفط: "لقد لاحظنا زيادة في عدد الاستفسارات المتعلقة بالتخزين قصير المدى/الفوري في المدّة التي سبقت ديسمبر/كانون الأول"، وفق وكالة بلومبرغ.

وأضاف أن الشركة تتحقّق من مصدر المنتجات، للتأكد من الامتثال للعقوبات الروسية قبل قبولها.

في هذه الأثناء، ارتفع عقد الإيجار لمدة 6 أشهر لتخزين زيت الوقود أو النفط الخام في سنغافورة بنسبة تصل إلى 17%-20% في التكاليف على مدار العام الماضي (2022)، حسبما قال مسؤولون تنفيذيون من شركات تشغيل مرافق التخزين.

وأظهرت بيانات تتبع السفن من شركة فورتكسا أن محطات استقبال النفط في سنغافورة استحوذت في ديسمبر/كانون الأول 2022 على أكثر من ضعف حجم النافثا الروسية وزيت الوقود مقارنةً بالعام السابق (2021).

وتلقت ولاية المدينة 2.6 مليون برميل من النافثا، أي ما يقرب من 40 ضعف الحجم الذي سُجل في العام السابق.

هوامش ربح عالية

قال نائب الرئيس الأول في شركة ميابي إندستريز السنغافورية لاستشارات الوقود البحري ويليام تان، إن التجار وموردي الوقود يعملون في مجال تخزين النفط ومزجه في الوقت الحالي بسبب هوامش الربح "الجيدة جدًا" من مثل هذه الأنشطة.

وشدد على أن هذا الأمر يرجع إلى توافر إمدادات رخيصة للغاية من زيت الوقود الروسي ومنتجات أخرى.

وهو ما يحفّز بصفة كبيرة مزج هذه المنتجات ذات الخصومات العالية في مزيج يُمكن إعادة بيعه بسعر أعلى بكثير، ما يشجع التجار وموردي الوقود على البحث عن الخزانات البرية أو المستودعات العائمة في الخارج.

ووفقًا لتقديرات تان، يُمكن للمتداولين الاستمتاع بهامش ربح يقارب 20% من مزج المكونات الروسية مع الدرجات الأخرى لإنتاج منتج زيت الوقود الممزوج.

وأضاف أن هذا الاتجاه ساري المفعول منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022، وهو أعلى من الربح المعتاد الذي يتراوح بين 10% و12%.

ومع ذلك، ما يزال هناك مجال لزيادة الهوامش، إذا لم يجد البائعون مواقع لتفريغ شحناتهم بسبب المزيد من القيود التجارية.

النفط الروسي مطلوب

في سياقٍ آخر، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، أن النفط الروسي ما يزال مطلوبًا في السوق العالمية، إذ من الصعب ضمان توازن الطاقة العالمي دونه.

وقال -في تصريحات للصحفيين اليوم الخميس (19 يناير/كانون الثاني)-: "يجب أن نذكر أن الطلب على نفطنا مرتفع. وفيما يتعلق بالصادرات، لدينا حصة كبيرة في السوق. ونتيجة لذلك، من الصعب تحقيق توازن الطاقة اليوم دون النفط الروسي".

مزج النفط الروسي في سنغافورة والإمارات
أحد صهاريج النفط في سنغافورة - الصورة من وكالة بلومبرغ

وأشار نوفاك -أيضًا- إلى أن إنتاج النفط وصادراته في يناير/كانون الثاني 2023 ما يزالان عند مستوى ديسمبر/كانون الأول 2022، وفق ما نقلته وكالة تاس.

وأضاف أن الخصم على النفط الروسي زاد بسبب حقيقة أن المشترين يفكرون في مخاطر محتملة، متوقعًا تراجع هذا الخصم مع استقرار الوضع.

وقال: "بالطبع، نرى الآن أن الخصم على نفطنا قد زاد قليلًا، وهو أمر طبيعي لأن المشترين يأخذون المخاطر في الحسبان. ومع ذلك، نتوقع أن ينخفض الخصم، بالنظر إلى استقرار الوضع".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق