كهرباءأخبار الكهرباءرئيسيةعاجل

جنوب أفريقيا تقطع الكهرباء عن قنصلية نيجيريا لعدم سدادها الفواتير

محمد عبد السند

ما تزال أزمة انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا تُلقي بظلالها على مناحي الحياة كافّة في البلاد، لدرجة أن البعثات الدبلوماسية الموجودة هناك لم تسلم منها، وفي مقدمتها القنصلية النيجيرية، لكن الأمر هذه المرة جاء عن عمد.

وقطعت جنوب أفريقيا الكهرباءَ عن القنصلية النيجيرية في العاصمة جوهانسبرغ، نتيجة ارتفاع فاتورة الطاقة المستحقة على البعثة الدبلوماسية التابعة للبلد الواقع غرب أفريقيا، حسبما أورد موقع بانش (Punch).

وقال الناطق باسم شركة "سيتي باور" المسؤولة عن توزيع الكهرباء في جوهانسبرغ، إسحاق مانغينا: "القنصلية النيجيرية تتخلّف عن سداد فواتير الكهرباء المستحقة عليها منذ العام الماضي، بيد أنهم وعدوا بالسداد بحلول يناير/كانون الثاني (2023) بعد قطع التيار عنهم".

وتابع: "القنصل العام النيجيري زار مركز تقديم الخدمات لدينا في مدينة أليكسندرا، ووافق بالفعل على دفع جزء من المبلغ المستحق عليهم، على أن يسدد باقي المبلغ بحلول نهاية الشهر الجاري".

وأضاف: "ينطبق هذا السيناريو -أيضًا- على فندق ذا كاتاليست، رغم أن الفندق تقدّم ببعض الاستفسارات حول الديون المستحقة عليه، التي سنرد عليها قريبًا".

وتابع الناطق باسم شركة "سيتي باور": "لقد دفعوا (الفندق) 400 ألف راند جنوب أفريقي، وعندها أعدنا التيار الكهربائي إليهم، وسنشرع في الرد على الاستفسارات المقدمة من جانبهم".

(الدولار الأميركي = 17.14 راندًا جنوب أفريقي)

تحذير الكنائس والشركات

في غضون ذلك، وعلى مدار الأيام الـ3 الماضية، انضمّت الكنائس والشركات إلى قائمة الجهات المتلقية تحذير "سيتي باور" بفصل التيار الكهربائي عنها، بسبب تأخرها في سداد مدفوعات الطاقة المستحقة عليها.

انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا
أبراج ضغط عالٍ - الصورة من بلومبرغ

وخلال نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، قطعت "سيتي باور" التيار الكهربائي عن مجموعة من الوحدات السكنية في مدينة هيلبرو، بعد أن تجاوزت مدفوعات الطاقة المستحقة عليها أكثر من 5 ملايين راند.

وكان المرفق قد حاول قطع التيار الكهربائي في الأسبوع السابق عن تلك البنايات السكنية، بيد أن سكانها رشقوا الفنيين الذين كانوا يضطلعون بتلك المهمة، بالحجارة وأشياء أخرى.

أزمة دون حل

ما تزال أزمة انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا تلقي بظلالها على حياة المواطنين، في ظل تعهدات المسؤولين بقرب إسدال الستار عليها، فيما يؤكد خبراء أنها لن تنتهي قريبًا.

فبينما تسعى الحكومة لطمأنة المواطنين بأن أزمة انقطاع الكهرباء في البلاد لن تزيد على 18 شهرًا، استبعد خبراء اقتصاديون هذا الرأي، مؤكدين أن حلها سيستغرق وقتًا أطول.

وخلال المنتدى الاقتصادي العالمي -المنعقد الآن في منتجع "دافوس" السويسري، الذي انطلقت فعالياته في الـ16 من يناير/كانون الثاني 2023- أكد وزير المالية الجنوب أفريقي إينوتش غودونغوانا، لوكالة رويترز، أن أزمة تخفيف الأحمال ستنتهي في بلاده خلال مدة تتراوح بين 12 و18 شهرًا.

في المقابل يستبعد خبراء اقتصاديون في شركة "بيرو" للأبحاث الاقتصادية، بالكلية تحقق وعود غودونغوانا بتحسين إمدادات الطاقة على المدى القصير، ما يعني ضمنيًا استمرار أزمة انقطاع الكهرباء.

ويعتقد هؤلاء الخبراء أن "تخفيف الأحمال الآن يمثّل أكبر المخاطر التي تضعف النمو الاقتصادي في البلاد". وفق ما قاله موقع "بيزنس تك" المحلي.

قتامة وضع الطاقة

في الأول من يناير/كانون الثاني 2023، شرعت السلطات المختصة في جنوب أفريقيا نحو تنفيذ المرحلة السادسة من فصل الأحمال، في أعقاب تعرُّض محطات توليد الكهرباء التابعة لمرفق الكهرباء في جنوب أفريقيا "إسكوم"، لأعطال مختلفة، ما أثر بالسلب في المجالات الاقتصادية كافّة.

انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا
مقر شركة إسكوم في جنوب أفريقيا - الصورة من ewn.co.za

وبينما تجد جنوب أفريقيا نفسها غارقة في الظلام، أعلنت "إسكوم" أنها ستمدد فترات انقطاع الكهرباء حتى إشعار آخر، في تدابير هي الأسوأ من نوعها، بحسب معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى عكس النبرة المتفائلة التي يتحدث بها وزير المالية الجنوب أفريقي بشأن مدة انقطاع الكهرباء في البلاد، أشار مكتب الأبحاث الاقتصادية (بيرو) إلى قتامة وضع الطاقة في جنوب أفريقيا، في ضوء رفض هيئة تنظيم الطاقة "نيرسا" رفع المخصصات المالية لـ"إسكوم" في موازنة العام المالي الجديد (2023-2024).

وبينما ترغب "إسكوم" في الحصول على ما إجمالي قيمته 17.7 مليار راند (1.03 مليار دولار أميركي)، لتغطية احتياجات محطات توليد الكهرباء من الديزل، لم تخصص "نيرسا" سوى 8.4 مليار راند (490 مليون دولار أميركي).

وخلال العام الفائت (2022) أنفقت "إسكوم" نحو 15 مليار راند (875 مليون دولار أميركي) على الديزل الذي لا غنى عنه لتشغيل المولدات لضمان عدم انقطاع الكهرباء لمستويات محددة.

وفي الأسبوع الماضي أبلغت "إسكوم" عن تعرُّض البضائع لدى الكثير من تجار التجزئة في سوق السلع الغذائية، للعطب بسبب تعطل المولدات.

ليس هذا فحسب، وإنما يواجه المزارعون في شمال البلاد معضلة ري المحاصيل بسبب عدم توليد كهرباء اللازمة لتشغيل أجهزة ضخ المياه.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق