أخبار النفطرئيسيةعاجلنفط

أرامكو تعلن لأول مرة عن عدد الحفارات في السعودية

دينا قدري

أعرب الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر عن قلقه إزاء تناقص السعة الاحتياطية في العالم على المدى المتوسط والطويل، كاشفًا في الوقت نفسه عن بلوغ عدد الحفارات في السعودية 300 حفارة بحلول نهاية العام الجاري (2023).

وأشار -في مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي" الأميركية- إلى انخفاض الطلب نسبيًا بسبب ديناميكيات السوق الحالية، مثل تباطؤ الصين وقطاع الطيران الذي ما يزال يتعافى من جائحة فيروس كورونا.

إلّا أن الناصر يخشى -مع تغير الوضع وارتفاع الطلب المتوقع- من أن العالم لن تكون لديه طاقة احتياطية كافية للتعامل مع هذا التحول، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

السعة الاحتياطية.. ونقص الاستثمارات

تحدّث الناصر عن وضع سوق النفط، قائلًا: "بالنسبة للنفط الخام، نحن في وضع توجد فيه طاقة فائضة تساعد على تخفيف الانقطاعات".

وأضاف: "مع ذلك، لست متأكدًا من المدى المتوسط إلى الطويل؛ لأنه مع نقص السعة الاحتياطية، لن نمتلك القدرة على تخفيف أيّ انقطاعات قصيرة أو طويلة الأجل مثلما حدث مع الأزمة الروسية الأوكرانية".

وتضخ أرامكو نحو 10% من إمدادات النفط الخام في العالم، وقال الناصر، إن لديها قدرة قصوى لضخّ 12 مليون برميل من الخام يوميًا، وتعمل على زيادتها مليون برميل أخرى يوميًا بحلول 2027.

ومع ذلك، قال الناصر: "يجب أن نقلق على المدى المتوسط إلى المدى الطويل، أعتقد أنه ستكون هناك مشكلة في تلبية الطلب المتزايد".

وشدّد على أنه بينما تعمل أرامكو لبناء طاقة إنتاجية إضافية، "لا أعتقد أنه استثمار كافٍ لجلب طاقة إضافية ستكون مطلوبة لإمداد السوق".

وتابع: "لن يخفف ذلك الوضع الذي ينمو فيه الطلب ويعوض الانخفاض، أنت بحاجة إلى استثمارات إضافية في مكان آخر، على مستوى العالم، لتلبية الطلب العالمي".

نمو الطلب على النفط.. وتراجع الإمدادات

توقّع أحدث تقرير عن سوق النفط صادر عن وكالة الطاقة الدولية -في 18 يناير/كانون الثاني- زيادة الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.9 مليون برميل يوميًا في عام 2023، ليصل إلى مستوى قياسي يبلغ 101.7 مليون برميل يوميًا، يأتي نصف ذلك تقريبًا من الصين.

في غضون ذلك، تتوقع الوكالة أن يتباطأ نمو إمدادات النفط إلى مليون برميل يوميًا في المدّة نفسها.

وتوقّع الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو استمرار الطلب على النفط في النمو لبقية العقد، حتى مع ازدياد شعبية السيارات الكهربائية واستثمار الأموال في الطاقة المتجددة.

وقال الناصر -في تصريحات سابقة لوكالة بلومبرغ-: "إنها تعوّض بعض الطلب على النفط، ومع ذلك، سيكون استهلاك النفط الخام بالتأكيد أعلى في عام 2030".

وأشار إلى ارتفاع الطلب بقوة بحلول عام 2023، مع إعادة فتح الصين لاقتصادها وتعافي سوق الطيران.

وأكد الناصر أن العالم يحتاج من 4 ملايين إلى 6 ملايين برميل يوميًا من الإنتاج الجديد، فقط للتعويض عن الانخفاض الطبيعي في الحقول الحالية.

ويوضح الجدول التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- توقعات الطلب العالمي على النفط والمعروض في عام 2023:

توقعات الطلب على النفط والمعروض في 2023

استثمارات مطلوبة في النفط والغاز

في سياقٍ متصل، انخفض الاستثمار في قطاع النفط والغاز وسط التركيز على إزالة الكربون، واللوائح الحكومية في العديد من الدول تثبط التنقيب عن الوقود الأحفوري.

ودعت المملكة العربية السعودية والعديد من شركائها بتحالف المنتجين في أوبك مرارًا وتكرارًا إلى الاستثمار المتزامن في الهيدروكربونات وانتقال الطاقة، لتجنّب حدوث ضغوط بالإمدادات في المستقبل.

وقال الناصر -في تصريحاته لـ"سي إن بي سي"-: "لنفكر في الأمر بهذه الطريقة، اليوم لدينا نحو مليوني برميل من الطاقة الاحتياطية. صناعة الطيران أقلّ من مستوى ما قبل جائحة كورونا بمليون برميل".

وتابع: "مع انتعاش صناعة الطيران في 2023-2024، هذا يعني مليون برميل إضافي، ضع في الحسبان انفتاح الصين، وهذا سيضيف الكثير حقًا إلى جانب الطلب".

كما قال: "لذا، فإن كل هذه المؤشرات الآن، دون حدوث ركود يلوح في الأفق.. إذا بدأت الاقتصادات في الانتعاش والتحسن، فسيتطلب ذلك أيضًا عرضًا إضافيًا، لذلك، هناك حاجة إلى استثمارات إضافية للاستعداد لما هو قادم".عدد الحفارات في السعودية

عدد الحفارات في السعودية

بسؤاله عن عدد الحفارات في السعودية، أشار أمين الناصر إلى أنه سيكون هناك 300 حفارة في المملكة بحلول نهاية العام الجاري (2023).

وقال: "نحن لا نحفر فقط للحفاظ على قدرتنا في الغاز والنفط، ولكننا نبني قدراتنا في الغاز على نطاق واسع بحلول عام 2030، لاستبدال مليون برميل من حرق السوائل، وكذلك لاستعماله في الهيدروجين الأزرق".

وأضاف: "لذلك، نحن نبني الكثير من القدرات ونحافظ على قوّتنا".

وشدد الناصر على أن الغاز يمثّل قضية أكثر من النفط، "لأن النفط سلعة يمكن أخذها من أوروبا وأماكن في آسيا، سيجد النفط الخام الروسي دائمًا أسواقًا بالسعر المناسب".

وتابع: "لكن الغاز يمثّل مشكلة أكبر، لأن الغاز لا يمتلك طاقة احتياطية كافية، فأنت بحاجة إلى محطات الغاز الطبيعي المسال وإنشاء أسواق، ولا يوجد عرض كافٍ لتلبية الطلب".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق