هيدروجينتقارير الهيدروجينرئيسية

ناميبيا توسع إنتاج الهيدروجين الأخضر بنظام ضريبي جديد

محمد عبد السند

تعكف الحكومة الناميبية حاليًا على إعداد نظام ضريبي في مجال الهيدروجين الأخضر، والذي تعول عليه في تعزيز آفاق تلك الصناعة الحيوية؛ بغية تلبية احتياجاتها المتنامية من الكهرباء، بل وتحقيق فوائض في الطاقة النظيفة لتصديرها للخارج.

وفي إطار تلك الخطط الطموحة، أعلن مفوض الهيدروجين في ناميبيا جيمس منيوبي، أنه من المتوقع أن تُنجز حكومة بلاده هيكلًا ضريبيًا لتوسيع قطاع الهيدروجين الأخضر لديها بحلول نهاية العام الجاري (2023)، وفق ما أورده موقع إنرجي نيوز (energy news).

وبالنظر إلى أن رئيس ناميبيا هاجي جينغوب قد أعلن مؤخرًا أن اتفاقية تنفيذ المشروع -الذي تتولاه شركة "هايفين هيدروجين إنرجي" والبالغ إجمالي قيمته 170 مليار دولار ناميبي (10 مليارات دولار أميركي)- سيبدأ تنفيذها في الربع الأول من عام 2023، فإن منظومة الضرائب ستكون عاملاً أساسيًا في تحديد عدد المشاركين الذين سيدفعون الأموال في صناعة الهيدروجين.

(الدولار الناميبي = 0.059 دولارًا أميركيًا).

وذكر منيوبي أن السلطات الناميبية المختصة قد أنهت دراسة معيارية من شأنها أن تساعد المسؤولين على اختيار هيكل ضريبي جديد في صناعة الهيدروجين.

وفي هذا الصدد، قال منيوبي: "لقد استكشفنا مجموعة واسعة من التصورات مع المطورين، وتباحثنا في عدد من السيناريوهات العالمية، وسنتجاوز تلك الصعوبات هذا العام (2023)".

الهيدروجين الأخضر
مقرّ شركة "هايفين هيدروجين إنرجي" – الصورة من hyphenafrica

قانون الوقود الاصطناعي

أشار مفوض الهيدروجين الأخضر في ناميبيا إلى أن قانون الوقود الاصطناعي -ما إن يُمرر- سيتحكم في كل شيء ذي صلة بالهيدروجين الأخضر، وأنواع الوقود الاصطناعي الأخرى.

وسيشتمل القانون سالف الذكر على لوائح تنظّم عملية دفع الضرائب في صناعة الهيدروجين.

وتابع: "يغطّي قانون الوقود الاصطناعي المقترح عملية دفع الضرائب، ومع ذلك يتعين علينا الانتهاء من وضع السياسة ذات الصلة قبيل عرض مشروع القانون على البرلمان، ليمرّ بالإجراءات التشريعية المطلوبة، كما يجب علينا لاحقًا التشاور مع الأطراف المعنية المختلفة في هذا الشأن".

وتفرض ناميبيا ضريبة على الشركات تصل نسبتها إلى 37.5% على عمليات التعدين التي ليس لها علاقة بالماس، و55% على عمليات تعدين الماس، و10% على الماس الخام، و5% على النفط والغاز.

وفضلًا عن ذلك، أقدمت ويندهوك على رفع الضريبة المُستحَقة على شركات النفط والغاز إلى 35%.

وقد شرعت ناميبيا في تنفيذ إستراتيجية الوقود الاصطناعي، التي من شأنها أن تؤسس هيكلًا وظيفيًا ملائمًا لتطوير صناعة الهيدروجين الأخضر.

وسيكون هذا الهيكل المقترح مسؤولًا عن تنظيم مشروعات الهيدروجين الأخضر المبنية على أراض مملوكة للدولة، إضافة إلى الاستحواذ والإشراف عليها في المستقبل.

أول مشروع أفريقي لإنتاج الهيدروجين الأخضر

في نوفمبر/تشرين الثاني (2021)، وقع اختيار الحكومة الناميبية على شركة "هايفين هيدروجين إنرجي"، للفوز بمناقصة أول مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في عموم البلاد.

وشركة "هايفين هيدروجين إنرجي" عبارة عن مشروع مشترك بين شركة "نيكولاس هولدنغ" البريطانية و"إنرتراغ" الألمانية المطورة لمصادر الطاقة المتجددة.

وبحلول نهاية العقد الحالي (2030)، سَيُنتِج المصنع المقترح 350 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا، للأسواق المحلية والعالمية، مُستعمِلًا ما يتراوح من 5 إلى 6 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة، و3 غيغاواط من الكهرباء المولَدة من محلل كهربائي.

وعلاوة على ذلك، سُيسهم المشروع في تقليص انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بما يتراوح من 5 إلى 6 ملايين طنًا سنويًا.

وتتوقع "هايفين هيدروجين إنرجي" أن يبدأ تشغيل المرحلة الأولى من مشروعها الخاص بإنتاج الهيدروجين الأخضر والبالغة سعته 125 ألف طن سنويًا، في نهاية عام 2026.

فرس رهان

تُراهن ناميبيا على المشروع في أن يرفع سعة إنتاج الكهرباء لديها بنحو 5 آلاف ميغاواط، مقارنة بـ680 ميغاواط الآن.

يُذكر أن البلد الواقع جنوب أفريقيا يستورد في الوقت الحالي ما يتراوح من 60 إلى 70% من احتياجاته المحلية من الكهرباء، عبر كل من شبكة الكهرباء الإقليمية، ومنظومة الكهرباء لأفريقيا الجنوبية (إس إيه بي بي).

وفي سياق تعقيبه على المشروع، قال الرئيس التنفيذي لشركة "هايفين هيدروجين إنرجي" ماركو رافينيتي: "نحن سعداء جدًا لأن شركتنا تتمتع بأقصى معايير الالتزام في التنفيذ، وأيضًا للتقدم السريع الذي تحرزه حكومة ناميبيا في هذا الشأن".

وأضاف رافينيتي: "نمضي بخطوات ثابتة نحو إبرام اتفاقية التنفيذ؛ حتى نتمكن من الشروع في تنفيذ المرحلة التالية من المشروع، وهو ما يعكس ثقة الحكومة الكاملة في الرؤية التي تتبنّاها شركتنا، وقدرتها على تنفيذ هذا المشروع الواعد".

شراكة مع ألمانيا

في أغسطس/آب (2021)، أبرمت ناميبيا شراكة مع ألمانيا، بلغ إجمالي قيمتها 47 مليون دولار أميركي؛ بغية توطيد أوجه التعاون بين ويندهوك وبرلين في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر.

وتعدّ الشراكة بين ناميبيا وألمانيا ثمرة جهود كبيرة بذلتها حكومة الأولى في هذه الصناعة بالغة الأهمية، إذ سبق أن اقترحت على بلدان أوروبية عدّة تصدير 3 ملايين طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر، لكن الأسعار المتوقعة لإنتاج وتصدير تلك السلعة من ناميبيا راقت لألمانيا دون غيرها من الدول.

ويتراوح سعر الهيدروجين الناميبي من نحو 1.50 إلى 200 يورو/كيلوغرام، وفق تقديرات كشفت عنها وزيرة البحوث الفيدرالية في ألمانيا أنيا كارليشيك.

ولدى ناميبيا أقلّ تكلفة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم، تلامس دولارين/كيلوغرام، في حين تعتزم الحكومة إعلان إستراتيجيتها بشأن تصدير الوقود النظيف بحلول عام 2025.

وخلال السنوات الأخيرة، نجحت ناميبيا في جذب انتباه البلدان الأوروبية، التي تتحرك جاهدة الآن صوب تنويع مواردها بعيدًا عن إمدادات الطاقة الروسية.

يأتي هذا في الوقت الذي رجّح فيه مسؤولون في الاتحاد الأوروبي توجّههم نحو تعزيز وارداتهم من الهيدروجين الأخضر عبر إبرام اتفاقيات مع ناميبيا، بحسب معلومات تثبّتت منها منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق