نفطالتقاريرتقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانيا

طفرة في صادرات نفط الشرق الأوسط إلى 3 دول.. وهذا موقف الهند والصين

مي مجدي

عززت بعض الأسواق الآسيوية الواردات من نفط الشرق الأوسط، خلال عام 2022، مع توقعات بحصوله على حصة سوقية أكبر في عام 2023.

فقد دفعت الشهية النهمة للصين والهند على النفط الروسي إلى إتاحة الفرصة أمام موردي الشرق الأوسط لتلبية احتياجات مستوردي النفط الآسيويين الآخرين، وفق معلومات منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن موقع إس آند بي غلوبال بلاتس (S&P Global Platts).

وبات من السهل على المصافي في كوريا الجنوبية واليابان وتايلاند شراء إمدادات نفط الشرق الأوسط؛ نظرًا إلى أن الهند أصبحت أكبر مشترٍ للخام الروسي في أواخر عام 2022، وعززت الصين من التدفقات الروسية خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني (2022).

اتجاهات النفط في السوق الآسيوية

قال مستشار أسواق النفط في آسيا والمحيط الهادئ لدى "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس"، ليم جيت يانغ، إنه من المرجّح أن تستمر الاتجاهات التي شُهدت في آسيا لعام 2022 خلال العام الجاري (2023)، ويعني ذلك مواصلة الصين والهند شراء كميات ضخمة من النفط الروسي، وسط انخفاض الصادرات إلى كوريا الجنوبية واليابان.

منشاة نفطية تابعة لشركة أرامكو
منشاة نفطية تابعة لشركة أرامكو - الصورة من موقع المونيتور

فقد أدى تحول الهند والصين للخام الروسي إلى تخفيف حدة المنافسة على نفط الشرق الأوسط في آسيا، وأفسح المجال لهؤلاء المنتجين لتلبية احتياجات بعض المشترين من أوروبا.

وعلّق محلل بإحدى شركات تجارة النفط العالمية الرائدة بأن أسعار الخام كانت ستتجاوز ما هي عليه الآن في حالة انضمام الهند والصين للمنافسة على نفط الشرق الأوسط.

الواردات الروسية

كانت حصة النفط الروسي في سلة واردات الهند من النفط الخام، خلال عام 2021، تُقدر بنحو 2.2%، وفقًا لبيانات إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس.

وأصبحت روسيا أكبر مورد للنفط الخام إلى الهند، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022؛ حيث استوردت نحو مليون برميل يوميًا.

وحافظت موسكو على الصدارة، للشهر الثالث؛ حيث تجاوزت صادرات النفط الروسي إلى الهند، خلال ديسمبر/كانون الأول 2022، المليون برميل يوميًا للمرة الأولى على الإطلاق، وفقًا لبيانات التتبع من شركة فورتيسكا.

وأظهرت بيانات جمركية أن واردات الصين من النفط الروسي ارتفعت بنسبة 10.2% على أساس سنوي، خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2022، إلى 79.78 مليون طن متري أو 1.75 مليون برميل يوميًا.

وخلال ديسمبر/كانون الأول 2022، بلغت واردات خام إسبو إلى مواني شاندونغ المتجهة إلى مصافي التكرير المستقلة قرابة 2.6 مليون طن متري، بزيادة 36.6% عن نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، وهو أعلى مستوى لها في 31 شهرًا.

وتشير الزيادة إلى أن مصافي شاندونغ تسعى إلى استيراد المزيد من البراميل الروسية على الرغم من السقف السعري الذي دخل حيز التنفيذ في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022.

واردات نفط الشرق الأوسط

في المقابل، لم تواجه واردات نفط الشرق الأوسط عالي الكبريت أي عقبات بسبب استعداد شركات التكرير الهندية والصينية لشراء المزيد من الخام الروسي لتلبية انتعاش الطلب بعد رفع القيود المفروضة الناجمة عن الوباء، وأسهم ذلك في توفير إمدادات النفط الخام بالمنطقة عمومًا.

وقال مدير المواد الأولية بإحدى مصافي النفط بكوريا الجنوبية إنه من الممكن طلب المزيد من البراميل، وسيحظون بموافقة الموردين الرئيسين، مثل أرامكو السعودية وأدنوك الإماراتية، خاصة أن كبار المستوردين في آسيا، مثل الهند والصين، يستفيدون من الخام الروسي.

وأوضح أن ذلك يترك مجالًا للمشترين الآسيويين الآخرين للحصول على إمدادات من نفط الشرق الأوسط.

وارتفعت واردات كوريا الجنوبية من النفط السعودي على أساس سنوي للشهر الخامس على التوالي، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2022؛ حيث ارتفعت بنسبة 15% إلى 29.59 مليون برميل، بحسب بيانات من شركة النفط الوطنية الكورية (كوريا ناشيونال أويل كورب).

وتلقت ثالث أكبر مستورد للخام في آسيا 309.15 مليون برميل من المملكة العربية السعودية خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بزيادة 24% مقارنة بالمدة نفسها من عام 2021.

ميناء شاندونغ
ميناء شاندونغ - الصورة من موقع غلوبال تايمز

التأثير في الأسعار

في الوقت نفسه، اتّسع التراجع في هيكل سوق دبي منذ الربع الثالث من عام 2022؛ حيث حوّل التجار في الهند والصين تركيزهم إلى البراميل الروسية الرخيصة، وأدى ذلك إلى إمالة ميزان العرض والطلب في سوق الشرق الأوسط وآسيا لصالح المشترين.

وقال تاجر بإحدى المصافي التايلاندية: "لو قررت مصافي التكرير الهندية والصينية تجنب النفط الروسي -أيضًا-، والدخول في منافسة مع المشترين الآسيويين الآخرين على نفط الشرق الأوسط؛ فإن الأسعار المحددة وفروق أسعار البيع الرسمية في الخليج العربي ستواصل الارتفاع".

وأظهرت بيانات مكتب سياسات الطاقة والتخطيط أن تايلاند حصلت على إمدادات وفيرة من الخام الخفيف والخام متوسط الكبريت من الإمارات خلال عام 2022، وتلقت 360 ألف برميل يوميًا خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بزيادة 73.3% مقارنة بالمدة نفسها من عام 2021.

في غضون ذلك، شهدت اليابان ارتفاع شحنات النفط الخام من الإمارات في أول 11 شهرًا من عام 2022 بنسبة 21.3% مقارنة بعام 2021، عند 1.03 مليون برميل يوميًا، وفقًا لأحدث بيانات صادرة عن وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة.

وأشار أحد العاملين بإدارة المواد الخام في شركة إينيوس اليابانية إلى أن تركيز الهند والصين على البراميل الروسية خفّف العبء على الإمدادات من الشرق الأوسط؛ ما يفسر زيادة اليابان عدد شحنات الخام عالي الكبريت من أبوظبي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق