إيران تتخلى عن سوريا وترفع سعر صادرات النفط إليها للضعف

وتطلب دفع قيمة الشحنات مقدمًا

حياة حسين

2023-01-15

0 2٬362

رفعت طهران سعر صادرات النفط الإيراني إلى سوريا للضعف، كما طلبت من دمشق دفع قيمة الشحنات المقبلة، مقدمًا، وسط أزمة الوقود الحادة التي تعيشها سوريا.

وأبلغ مسؤولون في إيران نظراءهم السوريين بزيادة سعر الخام الذي تشتريه دمشق إلى ما يتجاوز 70 دولارًا للبرميل من 30 دولارًا سابقًا، وفق تصريحات مصادر قريبة الصلة من المسألة، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، اليوم الأحد 15 يناير/كانون الثاني 2023.

وتعاني سوريا أسوأ أزمة وقود منذ بدء الصراع قبل أكثر من 10 سنوات؛ ما أدى إلى اصطفاف طوابير طويلة من المواطنين أمام محطات الوقود في العاصمة دمشق يوميًا للحصول على أي كمية.

وقفزت تكلفة النقل، وتبعته باقي السلع؛ ما زاد الضغط على اقتصاد معتل؛ الأمر الذي أجبر الحكومة على إغلاق بعض المكاتب الإدارية التابعة لها عدة أيام، الشهر الماضي؛ لتوفير الطاقة.

كما أغلقت عدة مصانع أبوابها بسبب عجزها عن الحصول على الوقود اللازم للتشغيل، وسط ندرة الكهرباء، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

معاناة إيران

بدأت معاناة الاقتصاد الإيراني في التأثير في حلفائها سلبًا، وعلى رأس هؤلاء سوريا.

وانقلبت طهران إلى النقيض؛ إذ إنها بدأت تعديل معاملة اتسمت بتقديم تسهيلات متنوعة إلى دمشق في مجال صادرات النفط الإيراني إلى سوريا، عبر خفض الأسعار وتسليم شحنات الخام قبل الدفع؛ لتوسيع نفوذها في الدولة العربية المضطربة.

وتُعَد إيران وروسيا، أكبر الداعمين عسكريًا للرئيس السوري بشار الأسد ضد الثورة الشعبية التي بدأت خلال ما يسمى بـ"الربيع العربي" عام 2011.

وأخبر مسؤولون إيرانيون نظراءهم السوريين بأن طهران لن تزودهم بشحنات نفط جديدة قبل دفع قيمتها، وبأسعار مضاعفة.

حرق قشور الفستق

تواجه سوريا أزمة وقود حادة، دفعت العديد من الفقراء إلى الحصول على التدفئة في هذا الشتاء البارد، وطهي الطعام بحرق الأخشاب وقشور حبوب الفستق.

واعتاد السوريون الاعتماد على الكهرباء لتشغيل أجهزة التدفئة، لكن أزمة الوقود الأخيرة قفزت بالأسعار بمقدار 5 أضعاف في 2022.

ونجم عن قفزة الأسعار مزيد من التدهور لمستوى معيشة معظم العائلات السورية، التي تعاني مشكلات متعددة جراء ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض قيمة العملة المحلية إلى مستويات قياسية في ديسمبر/كانون الأول 2022.

وأثارت أزمة الوقود غضب بعض المواطنين الذين خرجوا إلى الشوارع؛ احتجاجًا على هذا الوضع ضد الحكومة، رغم المخاوف من قمع النظام.

وقال الأستاذ المساعد لقسم الشرق الأوسط بجامعة ليون في فرنسا، فابريس بلانتش، إن "أزمة الوقود في سوريا هي الأسوأ التي توجد في ذاكرة المواطنين".

صادرات النفط الإيراني إلى سوريا

في لقاء لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، مع الرئيس السوري بشار الأسد، وعد الأول باستمرار العلاقات القوية مع دمشق، وفق ما ذكرته وسائل الإعلام المحلية في البلدين.

وقال المتحدث باسم اتحاد مصدّري النفط والغاز والبتروكيماويات في طهران، حميد حسيني: "نحن أنفسنا نعاني الآن؛ لذلك لا يوجد منطق في بيع النفط إلى سوريا بسعر منخفض".

وكان معدل التضخم في إيران قد ارتفع بنسبة 50% في أحدث إحصائيات رسمية، كما يعيش أكثر من ثلث السكان في دائرة الفقر حاليًا، مقارنة بنسبة 20% في 2015.

ولم يعلّق مسؤولون من البلدين على التصريحات غير الرسمية بزيادة سعر صادرات النفط الإيراني إلى سوريا، لكن تظهر المؤشرات عدم زيادة الواردات العام الماضي (2022) مقارنة بالعام الذي سبقه (2021)، رغم مطالبة دمشق إيران بذلك مرارًا.

شحنات النفط الإيراني

تستقبل سوريا شحنتين من النفط الإيراني شهريًا، لكن الشحنة القادمة لن تغادر طهران إلى سوريا قبل 11 مارس/آذار 2023، وفق بيانات شركة الشحن "كبلر".

وتقدم إيران تخفيضات سعرية كبيرة لعملائها بسبب العقوبات المفروضة عليها؛ ما يصعب من عمليات تسويق خامها، خاصة بعد تعليق مفاوضات إحياء الاتفاقية النووية مع أميركا في 2022.

غير أن طهران بدأت البحث عن عملاء جدد يدفعون قيمة صادراتها مقدمًا، ويأتي على رأس هؤلاء الصين، التي تحصل على مليون برميل يوميًا.

وتنتج سوريا كميات صغيرة من النفط من حقول في شمال البلاد، لكن الإمدادات من تلك المنطقة انقطعت، خلال الأشهر الأخيرة، بسبب حملة جارتها تركيا العسكرية ضد الأكراد.

وبينما انشغلت إيران بأزمتها الاقتصادية والبحث عن عملاء لنفطها أكثر ثراءً لتعزيز وضعها المالي، وانهمكت روسيا في حربها ضد أوكرانيا، قد يلجأ الرئيس السوري إلى طلب المساعدة من دول ذات عداوة مع حليفي بلاده التقليديين مثل: السعودية وأميركا والإمارات، وفق محللين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..