نفطتقارير النفطرئيسية

التنقيب عن النفط والغاز في سريلانكا يفتح أبوابه للمستثمرين الأجانب

محمد عبد السند

يمثّل التنقيب عن النفط والغاز في سريلانكا ركنًا أساسيًا في رفع معدلات إنتاج الطاقة في البلد الواقع جنوب آسيا، الذي يسعى لتطوير هذا القطاع سعيًا لسد الاحتياجات المحلية المتنامية، ومواجهة أزمة الطاقة المستفحلة.

وفي هذا الإطار، انتهت سريلانكا للتو من إعداد قواعد جديدة تتيح للشركات الأجنبية القيام باستكشافات في قطاع الطاقة بالبلاد، في إطار محاولات كولومبو التعافي من إحدى أسوأ أزمات الطاقة التي تشهدها على مدار تاريخها على الإطلاق، حسبما نشر موقع "أرغوس" Argus.

وصرّح وزير الكهرباء والطاقة السريلانكي كانشانا ويجيسكيرا، الجمعة 13 يناير/كانون الثاني (2023)، بأنه أبرم إطارًا قانونيًا للاستثمارات في التنقيب عن النفط والغاز في بلاده.

وتهدف اللائحة الجديدة إلى استقطاب الاستثمارات في قطاع التنقيب عن النفط والغاز في سريلانكا.

وتأتي القواعد الجديدة المنظمة لاستكشافات النفط والغاز في أعقاب تمرير قانون أُعد خصيصًا لتحرير قطاع الطاقة المحلي في أكتوبر/تشرين الأول (2022).

دراسات حول التنقيب عن النفط والغاز في سريلانكا

حدّدت هيئة تنمية النفط السريلانكية زهاء 900 موقع بحري، تأمل في استكشافها من قِبل المستثمرين، حسبما ذكر ويجيسكيرا.

وقد تطالب هيئة تنمية النفط السريلانكية بإعداد دراسات مشتركة على المواقع البحرية الـ900، بحسب ما تضمنه إخطار نُشر في الجريدة الرسمية السريلانكية.

وحال وجدت دراسة مشتركة نفذها أحد الشركاء، نفطًا أو غازًا بكميات تجارية في نطاق مساحة جغرافية تغطيها هذه الدراسة، فيمكن لهذا الشريك التفاوض حول إبرام عقد لتقاسم الموارد مع هيئة تنمية النفط السريلانكية.

وفي هذا الخصوص، يتعيّن إنهاء أي مفاوضات بشأن إبرام عقد في غضون عام، ما لم يقرر الطرفان معًا تمديد المهلة، حسبما ورد في الإخطار.

أزمة الصرف الأجنبي

تشهد سريلانكا مخاض أعمق أزمة سعر صرف أجنبي منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1948، وهو ما نتج عنه شُح في الوقود والغذاء والطاقة.

واضطرت كولومبو إلى وقف وقود التجزئة، باستثناء الخدمات الأساسية، لمدة أسبوعين في أواخر يونيو/حزيران (2022)، إذ تركت أزمة سيولة طاحنة الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي عاجزة عن تمويل احتياجاتها من الطاقة.

وفي سبتمبر/أيلول (2022)، وافق صندوق النقد الدولي على منح سريلانكا قرضًا بقيمة 9.2 مليار دولار.

وتُعوّل سريلانكا بصورة كاملة على واردات النفط الخام، وأدى عجزها عن سداد تلك المدفوعات في خضم أزمة سعر الصرف إلى غلق متكرر لمصفاة تكرير كيلانيا الوحيدة لديها، والبالغة سعتها 50 ألف برميل يوميًا، ناهيك بنقص حاد في الوقود.

وتستهلك الدولة عادةً زهاء 110 آلاف برميل يوميًا من منتجات النفط، بيد أن إجمالي حجم النفط المُنتَج من مصفاة تكرير كيلانيا لا يتجاوز 35 ألف برميل يوميًا، ما يسلّط الضوء على أهمية التنقيب عن النفط والغاز في سريلانكا وتطويره من قبل المستثمرين الأجانب.

وبلغت واردات سريلانكا 3.8 مليون برميل، أو ما يعادل 10 آلاف برميل يوميًا من النفط الخام في العام الفائت (2022)، ما يقل عن نصف النفط الخام الذي استوردته الدولة في عام 2019 الذي لامس 36 ألف برميل يوميًا، وفق ما أظهرته أحدث البيانات الصادرة عن شركة "فورتيكسا" المتخصصة في تتبع تدفقات النفط والغاز عالميًا.

التنقيب عن النفط والغاز في سريلانكا
سريلانكيون ينتظرون الحصول على أسطوانات الغاز – الصورة من AFP

دعوة المستثمرين

منحت الحكومة السريلانكية -أيضًا- الضوء الأخضر لدعوة المستثمرين الراغبين في إنشاء مصفاة جديدة في مقاطعة هامبانتوتا جنوب البلاد، حسبما قال ويجيسكيرا الثلاثاء 10 يناير/كانون الثاني (2023) دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

وفي عام 2019 أعلنت سريلانكا أن شركة أكورد الهندية الخاصة -عبر ذراعها الاستثمارية سيلفر بارك إنترناشونال المسجل في سنغافورة- كانت تبني مصفاة في هامبانتوتا سعة 20 ألف برميل يوميًا، بالشراكة مع وزارة النفط والغاز في سلطنة عمان.

وكان من المُستَهدف أن يبدأ هذا المشروع في الإنتاج في العام المنصرم (2022)، لكن لا تتوافر حتى الآن أي معلومات رسمية مُحدثة ذات صلة.

وعلاوة على ذلك وافقت الحكومة السريلانكية على الدعوة إلى تقديم عطاءات من موردين جدد لإمداد السوق المحلية بزيوت التشحيم، بجانب تقييم مسألة تجديد اتفاقيات بشأن المعروض كل 3 سنوات، حسبما قال ويجيسكيرا دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

يُذكر أن أزمة الوقود المستفحلة في سريلانكا كانت الشرارة الأولى التي أشعلت فتيل الاحتجاجات الشعبية في البلاد، في يونيو/حزيران (2022)، في ظل نفاد وقودي الديزل والبنزين، ولجوء الحكومة -حينها- إلى قصر الإمدادات على الخدمات الأساسية لمدة أسبوعين من 28 يونيو/حزيران وحتى 10 يوليو/تموز.

وتعصف بسريلانكا أشرس أزمة اقتصادية في تاريخها خلال 7 عقود، بلغ مداها انفجار المظاهرات في الشوارع على مدار أسابيع، ضد تردي مستويات المعيشة، وارتفاع الأسعار، وانقطاع التيار الكهربائي، ونقص المواد الغذائية، والأدوية.

وقاد هذا الغضب الشعبي المتنامي في النهاية إلى الإطاحة بالرئيس غوتابايا راجاباكسا الذي هرب إلى خارج البلاد في 9 يوليو/تموز (2022)، بعد اقتحام المحتجين القصر الرئاسي في العاصمة كولومبو.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق