الفحم في ألمانيا خيار داعم لسنوات مقبلة.. وهذه بدائل إمدادات روسيا
هبة مصطفى
قالت رابطة تمثّل مستوردي الفحم في ألمانيا إنه آن أوان الاعتراف به بصفته خيارًا داعمًا لتوليد الكهرباء قد يمتد لسنوات مقبلة، ما دام استمر نقص الغاز في الأسواق، مؤكدة أن برلين لديها منافذ بديلة لاستيراد الوقود الملوث بعيدًا عن روسيا.
وتنوعت البدائل بين قارات عدة، بدءًا من دول في الأميركتين الشمالية والجنوبية مرورًا بأستراليا والقارة الأفريقية، بحسب ما نشرته رويترز يوم الجمعة 13 يناير/كانون الثاني.
وخضع الفحم الروسي لحظر أوروبي منذ أغسطس/آب العام الماضي (2022) ضمن العقوبات المفروضة على موسكو إثر غزوها أوكرانيا، وتزامن غيابه عن دول القارة العجوز مع اضطراب تدفقات الغاز الروسي -أيضًا- قبل توقف الضخ عبر خط نورد ستريم 1 بصورة نهائية.
وأثّر ذلك في أسعار الغاز والكهرباء الأوروبية التي سجلت مستويات قياسية في ظل نقص الإمدادات، ما دفع اقتصادات كبرى مثل ألمانيا إلى إعلان العودة لاستعمال الفحم رغم الخطط والتعهدات المناخية، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
بيانات وبدائل
أُثيرت مخاوف عقب تطبيق الاتحاد الأوروبي حظرًا على الفحم الروسي فعليًا في أغسطس/آب العام الماضي (2022)، لا سيما أنها تزامنت مع بدء ملء مرافق تخزين الغاز استعدادًا لتلبية الطلب خلال فصل الشتاء.
وبدّد تأكيد الرابطة الألمانية لمستوردي الفحم الصلب لصالح محطات الكهرباء وصناعة الصلب تلك المخاوف، إذ أشارت الرابطة إلى أن البدائل المتاحة وواردات الفحم من دول في أميركا الشمالية والجنوبية وأفريقيا وأستراليا كافية، وتسمح بإنهاء الاعتماد على الواردات الروسية بصورة نهائية.
ورغم العقوبات، كانت روسيا مسيطرة على حصص واردات الفحم في ألمانيا خلال المدة بين يناير/كانون الثاني حتى أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي (2022)، غير أن بدائل إضافية احتلت مساحة لا بأس بها ضمن حصص الواردات قابلة للزيادة مستقبلًا.
وتفصيليًا، قُسّمت واردات الفحم الصلب إلى برلين كالآتي: (روسيا 34%، أميركا 20%، كولومبيا 15%، أستراليا 14%، جنوب أفريقيا 7%).
العودة إلى الفحم
ظهر الفحم في ألمانيا عضوًا بارزًا في مزيج الطاقة مرة أخرى، بعدما ظلّ لأوقات طويلة خارج مضمار المنافسة لاعتبارات مناخية وبيئية، وعكفت برلين على تسريع وتيرة حرق الوقود الملوث للحصول على الكهرباء في ظل نقص الغاز.
وأكد رئيس الرابطة الألمانية لمستوردي الفحم الصلب ألكسندر بيث، أن الوقود الملوث بات خيارًا داعمًا قد يمتد لسنوات مقبلة، ولن يقتصر الاعتماد عليه لتلبية الطلب خلال فصل الشتاء الجاري أو المقبل فقط.
ويرصد الرسم البياني -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- أكثر الدول المستعملة للفحم في إنتاج الكهرباء عام (2021) ومن بينها ألمانيا، بحسب بيانات شركة النفط البريطانية بي بي.
وزادت ورادات الفحم الصلب، خلال العام الماضي (2022)، مسجلة 43 مليون طن ومرتفعة عن العام السابق له (2021) بنسبة 4.7%.
وخلال تلك المدة غذّى الفحم في ألمانيا قطاع الكهرباء وقطاعات صناعية أخرى، إذ ضمّت الـ43 مليون طن المستوردة 30 مليون طن من الفحم الحراري لتزويد محطات الكهرباء بالإمدادات اللازمة للتشغيل، وهو معدل زاد بنسبة 11.7% عن العام السابق له.
وبجانب ذلك، شملت واردات الفحم في ألمانيا 11 مليون طن من فحم الكوك اللازم لتزويد صناعة الصلب، بجانب مليوني طن من نوع آخر من أنواع فحم الكوك.
اقرأ أيضًا..
- ملامح أسواق النفط والغاز عالميًا خلال 2024 (تقرير)
- مخزونات الغاز في ألمانيا تزيد أعباء المستهلكين.. والحكومة تتكبد خسائر مليارية
- سوق النفط العالمية تنتظر المزيد من الاضطرابات في 2023 (تقرير)