التقاريرتقارير الكهرباءتقارير منوعةرئيسيةكهرباءمنوعات

توقعات بارتفاع الطلب على الفحم في الهند لتلبية احتياجات محطات الطاقة

محمد عبد السند

تشهد الهند على ما يبدو صعودًا في الطلب على الفحم، على أساس سنوي، ما يُعزى مباشرة إلى فشل نيودلهي في تحقيق المستَهدَف من إنتاج الطاقة المتجددة.

واستنادًا إلى ما سبق، فإنه من المتوقع أن يرتفع معدل استهلاك الفحم في محطات الطاقة في الهند بنسبة 8% في العام المالي المنتهي في مارس/آذار (2024)، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز، نقلًا عن مسؤول حكومي رفيع، إضافة إلى عرض تقديمي نشرته وزارة الطاقة الهندية.

وتأتي توقعات نيودلهي بعدما أخفقت الدولة الواقعة جنوب شرق آسيا في تحقيق مُستهدفَها من إنتاج الطاقة المتجددة في عام 2022، والذي يربو على 30%، بحسب معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتعوّل الهند، ثالث أكبر مستهلك للطاقة في العالم، وثالث أكبر دولة من حيث الانبعاثات الكربونية، على الفحم في إستراتيجيتها الهادفة لتحقيق أمن الطاقة، في حين تسعى لإعادة اقتصادها الوطني إلى المسار في أعقاب انكماشه جراء جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وكذلك درء أزمة شُح الطاقة التي أثّرت سلبًا في المصانع، وقادت إلى انقطاع الكهرباء عن قرى بأكملها إبان موجة الحرارة الشديدة.

تزايد الطلب على الفحم

تتوقع الهند أن يبلغ الطلب على الفحم في محطات الطاقة 821 مليون طنًا في عام 2023-2024، بحسب تفاصيل العرض التقديمي.

وبسبب قيود كورونا، لم تضف نيودلهي سوى 120 غيغاواط من الطاقة المتجددة إلى شبكة الطاقة لديها بحلول العام المنصرم (2022)، وهو ما يقلّ عن مستهدفها البالغ 175 غيغاواط، حسبما ذكر مصدران حكوميان مطّلعان على مجريات الأمور.

في غضون ذلك، قادت الفورة في النشاط الاقتصادي، جنبًا إلى جنب مع موجة الحرارة إبان الربع الأول، إلى زيادة في الطلب على الكهرباء، وهو النمط التصاعدي الذي توقعت نيودلهي أن يستمر في عام 2023-2024.

ومن المتوقع أن تُنتج الهند كهرباء بسعة 1.255 تيراواط/ساعة، باستعمال الفحم في عام 2023-2024.

وتأمل الحكومة الهندية أن تضيف 16 غيغاواط من الطاقة المتجددة في العام المالي المقبل، بزيادة نسبتها 13% عن السعة الحالية المُنتَجَة.

وستواصل الهند التعويل على الفحم، لكنها ستخفض معدلات استعماله تدريجيًا، بحسب وزارة الطاقة الفيدرالية.

وتزوّد "كول إنديا" الشركة الحكومية، التي تمثّل ما نسبته 80% من إجمالي إنتاج الفحم في البلاد، قطاع الطاقة بـ620 مليون طنًا من الفحم في عام 2023-2024، بحسب ما ورد في العرض التقديمي الذي قُدِّم لوزير الطاقة الفيدرالي يوم الخميس 29 ديسمبر/كانون الأول (2022).

ومن المتوقع أن تنتج "كول إنديا"، أكبر شركة تعدين في العالم، 770 مليون طنًا من الفحم في عام 2023-2024، وهو ما يجعل لديها كميات من الفحم لبيعها بهوامش أعلى إلى القطاعات غير المتعلقة بالطاقة.

ويُتوقع -أيضًا- أن يلامس إنتاج نيودلهي من الفحم المحلي زهاء 735 مليون طنًا، في العام المالي 2022-2023.

الطلب المحلي غير كافٍ

لا يمكن تلبية الطلب على الفحم عبر مصادر محلية، وبسبب تحديات لوجستية، وفق تقديرات حكومية، رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وبناءً عليه، طالبت نيودلهي محطات الطاقة باستيراد ما نسبته 6% من احتياجاتهم.

وقد تسهم الجهود التي تبذلها الحكومة الفيدرالية لزيادة الواردات عبر "كول إنديا،" ثاني أكبر مستورد للفحم في العالم، في رفع أسعار الطلب العالمي، في حين تُنهي الصين سياستها الخاصة بمكافحة كورونا والمسماة (صفر-كوفيد)، وتحاول تسريع وتيرة نشاطها الصناعي.

وتمثّل الصين والهند معًا ثلاثة أرباع استهلاك الكهرباء في منطقة آسيا- المحيط الهادي، إذ يغذّي الفحم أكثر من70% من توليد الكهرباء في الهند.

كما سرّعت محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، والتي تمثّل ما يزيد عن ثلاثة أرباع استعمال هذا الوقود الأحفوري في الهند، وتيرة توليد الكهرباء بنسبة 10% في العام الفائت (2022)، لمواجهة معدلات الطلب المرتفعة.

ويوضح التصميم التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مزيج الطاقة في الهند:

مزيج الطاقة - الهند

استيراد الفحم

أعادت الهند شروطًا لمحطات الطاقة لاستيراد الفحم الذي تستعمله، بينما تسعى نيودلهي لبناء مخزون من الوقود الملوث، وتفادي انقطاع الكهرباء في أشهر الصيف، حسبما ذكرت شبكة "بلومبرغ" الإخبارية.

وسيتعين على محطات الطاقة استيراد ما نسبته 6% من احتياجاتها من الفحم، في سبتمبر، بغية المحافظة على عملياتها، حسبما ذكرت وزارة الطاقة بمذكرة منشورة في موقعها الإلكتروني.

وتواجه الهند عجزًا بواقع 24 مليون طنًا من الوقود في الأشهر الـ6 بدءًا من أبريل/نيسان (2024)، بحسب ما قالته الوزارة، وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويؤدي الفحم دورًا لا غنى عنه للاقتصاد الهندي -مصدر زهاء 70% من الكهرباء المولدَة في البلاد- كما أن له أهمية خاصة لمحطات الطاقة لبناء مخزونات في فصل الصيف، حينما تؤدي موجات الحرارة المرتفعة إلى استعمال أجهزة التكييف دون هوادة.

وعلاوة على ذلك، فرضت نيودلهي -أيضًا- شراء الفحم من الخارج لعدّة شهور في العام الفائت (2022)، لكن هذا ما يزال إجراءً نادرًا، إذ يتعارض مع هدف الهند في الاعتماد على الذات بصورة أكبر في إنتاج الطاقة.

هبوط الإمدادات

الطلب على الفحم في الهند
قطار عتيق ينقل الفحم في الهند – الصورة من climatechangenews

تنخفض إمدادات الفحم المحلية في الهند بواقع 300 ألف طن الآن، بحسب ما ورد في مذكرة الوزارة.

ودون واردات، سيهبط المخزون الموجود في المحطات التي تستعمل الفحم المحلي، إلى الصفر، وهو ما سيؤثر بشدة بإمدادات الكهرباء في البلد النووي.

وتكافح الهند من نقص الفحم منذ خريف عام 2021، حينما هبّت رياح موسمية لمدة طويلة على المناجم.

ليس هذا فحسب، بل عانت البلاد -أيضًا- من انقطاع الكهرباء على نطاق واسع في الصيف الماضي، وهو ما تفاقم جراء ارتفاع أسعار الفحم المحمول بحرًا، في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط (2022).

ونمت مخزونات الفحم في العام الماضي، وسط ارتفاع المخزون في محطات الطاقة بنسبة 31%،ومع ذلك ما تزال تلك المخزونات عند مستوى سيدوم لمدة 12 يومًا، ما يقلّ كثيرًا عن المستوى المستهدف الذي يزيد عن 3 أسابيع.

وتُقطع إمدادات الفحم الواصلة إلى محطات الطاقة التي تمتنع عن استيفاء قواعد الاستيراد، حسبما ذكرت الوزارة.

وأوصت الوزارة كذلك بضرورة البدء المبكر في الاستيراد؛ بغية تفادي التكدّس في المواني، وفي شبكات النقل.

ولعل من العقبات التي تعرقل سلسلة إمدادات الفحم في الهند، شبكة السكك الحديدية المتوافرة لديها، والتي لا تعدّ كافية لنقل الوقود الأحفوري إلى المناطق التي تبعد عن المناجم والمواني في البلاد.

وفي هذا السياق، ستستغرق مواجهة القيود ذات الصلة بالسكك الحديدية في الهند بعض الوقت، وفق مذكرة الوزارة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق