غازأخبار الغازرئيسيةعاجل

بتروبراس البرازيلية تخفض أسعار الغاز الطبيعي

بعد تراجع الطلب العالمي

محمد عبد السند

لجأت بتروبراس البرازيلية (عملاقة النفط الحكومية)، لخفض أسعار الغاز الطبيعي، مدفوعة في ذلك بهبوط الأسعار العالمية للسلعة الحيوية، في ظل انخفاض الطلب نتيجة الطقس الدافئ الذي تشهده أوروبا حاليًا بأكثر من المعتاد.

وفي هذا السياق، أعلنت الشركة أنها ستقلص أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 11.1% في المتوسط، بدءًا من مطلع فبراير/شباط (2023)، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز، نقلًا عما ورد في بيان صادر عن الشركة، الثلاثاء 10 يناير/كانون الثاني (2023).

ودأبت بتروبراس على تحديث أسعار الغاز الطبيعي، على أساس رُبع سنوي؛ إذ تعمد إلى ربطه بأسعار النفط العالمية، وأسعار الصرف الأجنبي، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

هبوط الأسعار العالمية

شهدت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا هبوطًا، خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 10 يناير/كانون الثاني 2023، متأثرة في ذلك بدفء الطقس أكثر من المعتاد؛ ما قلل من الطلب على التدفئة.

وهبطت أسعار العقود الآجلة للغاز بما نسبته 3.1%، بينما جرى تداول العقود الآجلة للشهر التالي في هولندا على تراجع بنسبة 1%، مسجلًا 73.50 يورو لكل ميغاواط/ساعة، وفق ما أوردته شبكة "بلومبرغ".

ولم يطرأ أي تغيير قط في مخزونات الغاز الموجودة في مستودعات التخزين في كل أرجاء القارة العجوز؛ حيث بقيت على حالها كما كانت خلال الأسابيع الـ3 الأخيرة.

وكانت بتروبراس البرازيلية في مرمى تهديدات تعرضت لها مجموعة من أصول النفط في البلد الواقع في أميركا اللاتينية، ضمن صراع سياسي دائر أشعله أنصار الرئيس السابق جايير بولسونارو الخاسر في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أمام المرشح اليساري لويس إناسيو لولا دا سيلفا.

وبالفعل اتخذت الشركة حزمة مكثّفة من التدابير الأمنية بشأن مصافي التكرير ومحطة لإنتاج ومعالجة الوقود، والتي تُعَد الأكبر من نوعها في البرازيل، بحسب ما أوردته وكالة رويترز، نقلًا عن مصادر مطلعة.

وأعقبت حزمة التدابير تلك من قِبل بتروبراس إعلان الرئيس التنفيذي للأخيرة، كايو بايس دي أندرادي، استقالته من منصبه قبل انقضاء مدته بنحو 4 أشهر، على خلفية ما تعرضت له سياسة الشركة من الانتقادات، من جانب لولا دي سيلفا، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

بتروبراس البرازيلية
أنابيب غاز طبيعي - الصورة من رويترز

الأصول النفطية مؤمّنة

منذ اللحظة الأولى من اندلاع العنف، سعت بتروبراس البرازيلية إلى طمأنة المعنيين بإمدادات الوقود في البرازيل بشأن سير العمل بها، مؤكدة أن كل المنشآت التابعة لها لم تُمَس بسوء، وأن العمل يجري بها على قدم وساق.

وأشارت الشركة إلى أن العمل داخل الأصول ومصافي التكرير المملوكة لها كان طبيعيًا حتى مساء الأحد 8 يناير/كانون الثاني 2023، موضحة في الوقت ذاته أن هذا لم يمنعها من اتخاذ جميع التدابير الأمنية اللازمة لسلامة أصولها ومنشآتها النفطية.

من جهته حرص وزير المعادن والطاقة البرازيلي، ألكسندر سيلفيرا، على بث الطمأنينة بشأن إمدادات الوقود في بلاده، ومدى انتظامها، في ضوء التهديدات الأخيرة، مؤكدًا أن تدفقات الوقود ومصافي التكرير جارية بصورة طبيعية ومنتظمة.

وفي السياق ذاته لفت سيلفيرا إلى أن ثمة تنسيقًا على أعلى مستوى من قِبل حكومة بلاده بكل وزاراتها وقطاعاتها المعنية؛ للوقوف صفًا واحدًا في وجه الاحتجاجات المرتقبة، وما تمثله من تهديد لمصافي التكرير ومحطات التزود بالوقود.

بدوره، خص حاكم مدينة ريو دي جانيرو، كلاوديو كاسترو، بالذكر مصفاة "ريدوك" الرئيسة، موضحًا أنها حظيت بتعزيزات أمنية عالية ضد المخاطر التي يمثلها الداعون للاحتجاجات، الذين هاجموا بنايات تابعة لمؤسسة الرئاسة والبرلمان.

ويُعيد المشهد الحالي في البرازيل للأذهان الاحتجاجات التي نظّمها مؤيدو الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذين اقتحموا خلالها مبنى الكونغرس، في 6 يناير/كانون الثاني (2021).

قفزة في الأرباح

سجّلت بتروبراس البرازيلية ارتفاعًا في أرباحها، بلغت نسبته 48%، في الربع الثالث من العام المنصرم (2022)، مدعومة في ذلك بزيادة أسعار الوقود والغاز الطبيعي.

وبالمثل، سجّلت شركات الطاقة الكبرى مكاسب قياسية، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط (2022)، الذي نتج عنه نقص في إمدادات الوقود العالمية، وارتفاع في الطلب على الغاز الطبيعي، بحسب معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولامس صافي أرباح بتروبراس البرازيلية 46.1 مليار ريال برازيلي (9.01 مليار دولار أميركي) أو بواقع 3.56 ريالًا للسهم، متخطية بذلك توقعات أطلقتها مؤسسة "ريفنتيف" العالمية، البالغة 3.52 ريالًا للسهم، بحسب ما أظهرته نتائج أعمال الشركة المنشورة على موقعها الإلكتروني.

(الريال البرازيلي = 0.19 دولارًا أميركيًا).

تعزيز الأصول المُربحة

إبان السنوات الأخيرة، صبت بتروبراس جُل تركيزها على تعزيز الأصول المربحة، ولا سيما في مجال إنتاج النفط على الساحل الجنوبي الغربي للبرازيل.

ويكتنف مستقبل شركة النفط البرازيلية الآن شكوك متزايدة في أعقاب إعلان فوز لويس إيناسيو لولا بنتائج جولة الإعادة الرئاسية، التي جرت في 30 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، والتغيير المتوقع في هيكل الشركة الإداري خلال عام 2023.

يُشار هنا إلى أن أسهم بتروبراس البرازيلية هبطت بنحو 8% منذ انتخاب دي سيلفا، كما انخفض السهم بنحو الخُمس من أعلى مستوى له في 2022.

وكانت الشركة قد تلقّت سهامًا من الانتقادات بحجة أنها تخفض وتيرة الاستثمارات في أعمالها الأساسية، وذلك في أعقاب تصريحات أطلقتها بتروبراس في 3 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، قالت فيها إنها ستوزع أرباحًا نقدية تصل إلى نحو 43.68 مليار ريال برازيلي (8.5 مليار دولار أميركي).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق