سويسرا تلجأ إلى احتياطي الوقود الإستراتيجي لتأمين احتياجات مطار جنيف
سحبت نحو 208 آلاف برميل
الطاقة
لجأت الحكومة السويسرية إلى سحب كميات من احتياطي الوقود الإستراتيجي، لتأمين احتياجات مطار جنيف الدولي.
جاء سحب الحكومة نحو 3 ملايين لتر (208 آلاف برميل) من الكيروسين من مرافق التخزين في حالات الطوارئ إلى المطارات، بعد أن تسبَّب إضراب عمال المصافي في فرنسا خلال الأشهر الماضية في عجز بإمدادات وقود الطائرات.
كان عمال المصافي في فرنسا قد نفّذوا إضرابًا استمر ما يقرب من شهر خلال سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين، مطالبين بزيادة الأجور، ما تسبَّب بأزمة وقود في فرنسا وتناقص الإنتاج بصورة كبيرة.
إمدادات مطار جنيف
يرتبط مطار جنيف بخط أنابيب فرنسي، وبسبب إضرابات عمال المصافي التي اندلعت في سبتمبر/أيلول، لا يزال الوقود غير كافٍ، وهو ما دفع الحكومة السويسرية إلى اللجوء لاحتياطي الوقود الإستراتيجي.
يبلغ طول خط الأنابيب الذي ينقل وقود الطائرات إلى مطار جنيف أكثر من 500 كيلومتر، ويمتد من مرسيليا إلى فيرناير، والتي يمتد منها خط مباشرة إلى المطار، إذ تُزَوَّد الطائرات بالوقود.
ولا تزال كمية الكيروسين التي تتدفق حاليًا عبر خط الأنابيب أقلّ من المعتاد، حسبما ذكر المكتب الفيدرالي للإمدادات الاقتصادية الوطنية، قائلًا: "إن التدفق عبر خط الأنابيب، وكذلك المعالجة في مصفاة كريسير، ما تزال محدودة".
بدأ تراجع التدفق في أعقاب إضراب عمال المصافي في فرنسا خلال فصل الخريف المنصرم، والتوقف عن العمل، مطالبين بزيادة قدرها 10% في الأجور، حسبما ذكرت صحيفة واتسون.
يضيف مكتب الإمدادات الفيدرالي: "قد انتهى الإضراب الآن.. ومع ذلك، سوف يستغرق الأمر قدرًا معينًا من الوقت لزيادة القدرات مرة أخرى".
يتأثر مطار جنيف بشكل خاص بنقص الكيروسين، وحتى تتمكن الطائرات من الإقلاع واستمرار عمليات التشغيل، يحتفظ المستوردون بما يسمى بالمخزون الإجباري نيابة عن الحكومة الفيدرالية، وفي الحالات القصوى، تغطي هذه الحاجة إلى الكيروسين لمدة 3 أشهر.
ونظرًا لنقص الكيروسين، سُحِب 33 مليون لتر من احتياطي الوقود الإستراتيجي بنهاية ديسمبر/كانون الأول.
وتشير بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة أنه على الرغم من السحب من احتياطي الطوارئ، ما تزال الخزانات تحتفظ بقدر جيد، إذ يوجد بها نحو 382 مليون لتر (2.4 مليون برميل) من إمدادات الطوارئ.
إمدادات مطار زيورخ
في زيورخ، يأتي الوقود بالقطار إلى مطار زيورخ، الذي يتطلب 4 ملايين لتر من الكيروسين يوميًا، إذ لم يتأثر بآثار بإضراب عمال المصافي في فرنسا.
يُوَصَّل الوقود لمطار زيورخ عبر السكك الحديدية إلى مزرعة صهاريج روملانغ من خلال 8 قطارات يوميًا.
تعرَّض مطار زيورخ لمشكلات خلال الصيف الماضي بسبب الفوضى التي سادت نقل البضائع بالسكك الحديدية في أوروبا، إذ توقفت حركة السكك الحديدية عبر الحدود بسبب نقص الموظفين ومواقع البناء، وأُلغيت رحلات عدد من القطارات مع تأخيرات لأخرى.
تشير البيانات إلى أن نقل البضائع بالسكك الحديدية قد خفّف في المدة الأخيرة، مع عودة سفن الراين، التي تزوّد سويسرا بالوقود، تحميل المزيد من الديزل أو البنزين أو زيت التدفئة مرة أخرى.
مع تراجع انخفاض منسوب المياه في نهر الراين خلال الصيف الحار، كانت هناك اختناقات مؤقتة، وهو ما انعكس في أسعار الشحن، إذ بلغت تكلفة نقل طن من الوقود عبر نهر الراين أكثر من 200 فرنك (217.35 دولارًا أميركيًا)، وهو أحد أسباب ارتفاع أسعار البنزين في محطات الوقود، وتراجع سعر شحن الطن حاليًا إلى 45 فرنك (48.90 دولارًا).
أسعار تذاكر الطيران
الاختناقات وزيادة أسعار الوقود في سويسرا دفعت شركات الطيران إلى رفع أسعار التذاكر، بعد أن اضطرت إلى دفع مبالغ أكبر مقابل وقود الطائرات منذ اندلاع حرب أوكرانيا.
وتسجل أسعار تذاكر الطيران حاليًا ارتفاعًا بنحو 20% مما كانت عليه قبل الحرب، وفق البيانات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة.
وأشارت شركة الطيران السويسرية إلى إجراء زيادات على جميع الأسعار في جميع أنحاء العالم خلال العام الماضي.
وقالت: "سنواصل مراقبة السوق والسلوك التنافسي وإجراء التعديلات المناسبة، إذا لزم الأمر".
موضوعات متعلقة..
- سويسرا تعلن السحب من مخزون المشتقات النفطية للحد من استهلاك الغاز
- سويسرا تستعد لمواجهة أزمة الطاقة في الشتاء.. ترشيد الاستهلاك وتلميح بقطع الكهرباء
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية: إنتاج الهيدروجين يتجه نحو التقنيات منخفضة الانبعاثات
- مصافي التكرير الصينية تنتعش بحصص إضافية من النفط المستورد في 2023
- الغاز النرويجي يغزو أوروبا في 2023 رغم ثبات الإنتاج.. هل تواصل الجزائر المنافسة؟