إعلان موعد وصول أول شحنة هيدروجين من الإمارات إلى كوريا الجنوبية
دينا قدري
كشفت كوريا الجنوبية عن خطّتها لاستيراد الهيدروجين من الإمارات وماليزيا، في إطار مشروعاتها القائمة في البلدين لدعم أهدافها لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وأعلنت الحكومة الكورية الجنوبية أن الهيدروجين المنتَج في الإمارات وماليزيا سيُستَورَد في عام 2027 وما بعده؛ من أجل توليد الكهرباء وتصديره بعد تحويله إلى أمونيا، وفق ما نقلته منصة "بيزنس كوريا" (Business Korea).
ومن المقرر أن يُوَفَّر الهيدروجين القائم على توليد الطاقة الكهرومائية في ماليزيا من قبل شركتي سامسونغ إنجينيرينغ ولوتي كيميكال.
وفي الإمارات العربية المتحدة، ستنتج شركة كوريا للطاقة الكهربائية (كيبكو) وشركة سامسونغ سي آند تي، الهيدروجين باستعمال الطاقة الشمسية.
وتُقدَّر الكميات من البلدين بنحو 600 ألف و200 ألف طن سنويًا على التوالي، بحسب المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
خطط الهيدروجين في كوريا الجنوبية
تخطط حكومة كوريا الجنوبية لزيادة الطلب المحلي على الهيدروجين إلى حين بدء وصول الواردات؛ إذ يُختَبَر مزج وقود الهيدروجين والغاز الطبيعي المسال في هذا الصدد.
وفقًا للحكومة، يمكن الوصول إلى خفض الكربون بنسبة 10%، عند مزج وقود الغاز المسال بـ30% من الهيدروجين، ويرتفع الرقم إلى 21% عندما يكون المحتوى 50%، و52% عندما يكون المحتوى 80%.
بالإضافة إلى ذلك، تخطط الحكومة لاستعمال الأمونيا لتقليل انبعاثات الكربون من توليد الكهرباء باستعمال الفحم.
ووفقًا لمصادر الصناعة، يجب استعمال الهيدروجين والطاقة النووية بشكل أفضل لكي تتمكن كوريا الجنوبية من تحقيق هدفها في الحدّ من الكربون.
في هذا السياق، تشمل خطط الحكومة تطوير السفن التي تعمل بوقود الأمونيا بحلول عام 2026، وبناء ناقلات الهيدروجين السائل بحلول عام 2029.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مصادر إنتاج الهيدروجين:
محطة الهيدروجين الأخضر في الإمارات
كان تحالف من 3 شركات كورية جنوبية قد أبرم اتفاقية لبناء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا في الإمارات، بقيمة مليار دولار أميركي، وبقدرة إنتاجية تبلغ 200 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا.
وتتولى بناء محطة الهيدروجين الأخضر والأمونيا شركة كوريا للطاقة الكهربائية (كيبكو) وشركة سامسونغ سي آند تي وشركة كوريا الغربية للطاقة، جنبًا إلى جنب مع شركة بترولين كيمي الإماراتية.
وستُبنى المحطة على مرحلتين بمدينة خليفة الصناعية في أبوظبي (كيزاد)؛ إذ ستنتج المرحلة الأولى 35 ألف طن سنويًا، قبل أن تأخذ المرحلة الثانية المشروع إلى الحجم الكامل المقدَّر بـ200 ألف طن سنويًا.
وقالت كيبكو -في بيان أصدرته-: "سيكون المشروع الأول للشركات الكورية لكي تُحَقِّق بشكل أفضل الاتجاه نحو الحياد الكربوني".
وأضافت: "سنكرّس الجهود للاستفادة من الفرصة لزيادة القدرة التنافسية للشركات، وتقوية محركات النمو المستقبلية في سوق الهيدروجين الأخضر العالمية".
خفض انبعاثات الكربون
بناء محطة في الإمارات يُعدّ أول مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا تقيمه كوريا الجنوبية في الخارج، في إطار توسعات مبادرة الطاقة الخضراء الكورية الجنوبية بمنطقة الشرق الأوسط، حسبما أفادت منصة "كوريا تايمز".
كما أنه يمثّل خطوة ذات مغزى نحو اكتساب موطئ قدم قوي في سوق الطاقة العالمية المربحة، ومن المتوقع أن توّلد حجم سوق سنوي يبلغ نحو 130 تريليون وون (103 مليارات دولار) كل عام، بدءًا من عام 2050.
وقالت الشركات الكورية الجنوبية الـ3، إن المشروع سيعمل بوصفه منصة شاملة، ومن ثَم يسهم في تحقيق الأهداف الوطنية للحدّ من غازات الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى زيادة الاكتفاء الذاتي من الطاقة.
ووفقًا للخطة التي أعلنتها الحكومة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ستخفض كوريا الجنوبية انبعاثات الكربون إلى 40% من مستويات عام 2018 بحلول عام 2030، وستحقق الحياد الكربوني الكامل بحلول عام 2050.
وستحتاج صناعات الطاقة بحلول عام 2030 إلى 11 مليون طن من الأمونيا سنويًا، و13.5 مليون طن من الهيدروجين سنويًا بحلول عام 2050، تماشيًا مع توجهات الحكومة نحو الطاقة النظيفة.
أول شحنة أمونيا زرقاء من السعودية
في سياقٍ متصل، استقبلت كوريا الجنوبية أول شحنة أمونيا زرقاء معتمدة في العالم من المملكة العربية السعودية، أواخر العام الماضي (2022).
إذ أُرسلت أول شحنة تجارية من الأمونيا الزرقاء في العالم من قبل شركة سابك للمغذّيات الزراعية وشركة أرامكو السعودية، واستلمتها شركة لوتي فاين كيميكال، وفق ما نقلته جريدة "سعودي غازيت" (Saudi Gazette).
وأبحرت السفينة المحمّلة بالشحنة -التي يبلغ حجمها 25 ألف طن متري- من ميناء الملك فهد الصناعي في الجبيل بالسعودية في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، ورست في ميناء أولسان بمدينة أولسان الكورية الجنوبية في 14 ديسمبر/كانون الأول.
وتمثّل هذه الشحنة -وهي الأولى من نوعها- علامة فارقة جديدة في تطوير الحلول المحايدة للكربون، إذ تُعدّ الأمونيا الزرقاء بديلًا منخفض الكربون للأمونيا الرمادية التقليدية.
يُشار إلى أن شركة سابك للمغذيات الزراعية وشركة أرامكو السعودية قد تسلّمتا في وقت سابق عام 2022 أول شهادة مستقلة في العالم تحدد إنتاج الأمونيا النظيفة والهيدروجين.
ويمثّل ذلك إنجازًا كبيرًا فيما يتعلق بالجهود المبذولة لتطوير حلول الطاقة النظيفة وتعزيز قدرات المملكة العربية السعودية في تصدير الهيدروجين والأمونيا.
موضوعات متعلقة..
- حلم مدينة الهيدروجين في كوريا الجنوبية يتحول إلى واقع في 2023
- سلطنة عمان تتعاون مع كوريا الجنوبية في تطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر
- مشروع لإنتاج الهيدروجين في كوريا الجنوبية يخفض تكلفة الوقود إلى النصف
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: استمرار صادرات النفط الروسي يثبت فشل العقوبات في 2022 (صوت)
- 5 تساؤلات عن الغاز الطبيعي المتجدد وإنتاجه وأهميته (تقرير)
- أزمة الطاقة في أوروبا لم تخرج من دائرة الخطر.. و2023 عام الاختبار (تقرير)
- انتكاسة جديدة لشركات السيارات الكهربائية.. أهداف 2022 لم تتحقق
