أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

أنس الحجي: استمرار صادرات النفط الروسي يثبت فشل العقوبات في 2022 (صوت)

سقف الأسعار ما زال غير مُجدٍ

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة، الدكتور أنس الحجي، إن النفط الروسي ما زال يُصَدَّر بشكل كبير على الرغم من العقوبات التي تفرضها دول أوروبا وبعض دول العالم ضد موسكو.

وأضاف الحجي، في حلقة جديدة من برنامج "أنسيات الطاقة" على موقع تويتر، قدمها تحت عنوان "أسواق الطاقة في 2022.. دروس وعبر"، أن هناك درسًا قديمًا عمره نحو 100 عام، ويتكرر مرة أخرى وبقوة، وهو أن العقوبات الاقتصادية بشكل عام لا تنفع، والجميع يعرفون ذلك.

وتساءل الحجي: لماذا تُطبّق الدول العقوبات الاقتصادية، خصوصًا بلدًا مثل أميركا؟ الإجابة: لأن لها قيمة سياسية عند الشعوب؛ حيث إن السياسي يجد نفسه مضطرًا لفعل شيء ما؛ فيفرض العقوبات؛ أي أن محاولات فرض العقوبات على النفط الروسي لها قيمة سياسية محلية.

وبحسب الدكتور أنس الحجي؛ فإنه من وجهة نظر الطرف الآخر، وهو موسكو في هذه الحالة، يُعَد فرض العقوبات سببًا لتوحيد الصف، وهو ما حدث بالفعل في عدة دول، التي قد تشهد خلافات سياسية داخلية بين أحزابها، ولكن عندما يأتي خطر خارجي يلتفون -كما يقولون في أميركا- حول العلم.

عقوبات بلا آثار كبيرة

قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، الدكتور أنس الحجي، إن العقوبات أثبتت عبر التاريخ أنها غير فعّالة في إجبار الخصم على تغيير موقفه، لافتًا إلى أن هناك بالطبع آثارًا سلبية كثيرة لهذه العقوبات على الطرفين.

النفط الروسي
إحدى ناقلات النفط الروسي إلى تركيا - الصورة من رويترز

وأضاف: "الطرفان يتألمان من هذه العقوبات، ولكن الألم شيء وإجبار الطرف الآخر على تغيير وجهة نظره شيء آخر مختلف تمامًا؛ فمما تعلمناه وتأكد في عام 2022 أن العقوبات الاقتصادية لا تؤتي أُكلها، فيما عدا العقوبات ضد الجيش -مثلًا-".

وأوضح الدكتور أنس الحجي أن سقف أسعار النفط الروسي أثبت حتى الآن أنه غير مُجدٍّ، خصوصًا إذا كان السقف السعري أعلى من سعر السوق، وكل هذه دروس مهمة اتضحت بشكل كبير خلال العام الماضي 2022.

ولفت خبير اقتصادات الطاقة إلى أن العام المنصرم شهد العودة إلى مصادر الطاقة التقليدية، مثل النفط والفحم، اللذين يرجع انتشارهما تاريخيًا إلى كمية الطاقة الموجودة فيهما؛ حيث إن كمية الطاقة الموجودة في برميل النفط كبيرة جدًا مقارنة بمصادر أخرى.

وتابع: "هذه الكثافة غير متوافرة في الطاقة الشمسية، وغير متوافرة في طاقة الرياح أو أي مصادر طاقة أخرى. طبعًا أكبر مصدر للطاقة هو الطاقة النووية، والآن يعود لها الكثير من دول العالم؛ إذًا فالدرس واضح تمامًا، وهو أن قصة البشرية هي قصة الطاقة".

وأشار إلى أن تطور البشرية على مدار آلاف السنين كان مرتبطًا بالتحول من مصدر طاقة إلى مصدر طاقة أكثر كثافة، وهكذا تتالت المصادر حتى بلغ العالم الطاقة النووية، ولكن قبلها هناك النفط، الذي يعطي ميزة عن الفحم وأشياء أخرى، هي أنه يمكن نقله بسهولة لأي مكان في العالم.

كما أن النفط، وفق الحجي، تكاليف إنتاجه أقل بكثير من مشروعات الطاقة النووية، ويمكن للدول الفقيرة أن تحصل عليه، بينما الطاقة النووية لا يمكن للدول الفقيرة أن تحصل عليها بسبب كثافة رأس المال المطلوبة لها.

النفط الروسي في أوروبا

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، الدكتور أنس الحجي، إن هناك اتفاقًا بين الخبراء على أن السبب الرئيس لفوز الحلفاء في الحرب هو النفط، وهناك مقولة شهيرة وهي أنهم "أبحروا فوق بحر من النفط"، والنفط الأميركي أدّى دورًا كبيرًا في نجاح الحلفاء في الحرب العالمية الثانية.

النفط الروسي

وأضاف: "لننظر الآن ماذا يحدث في أوروبا؛ فما أنقذها من سيطرة الغاز والنفط الروسيين وبوتين، وأنقذ الاتحاد الأوروبي من الانقسام هو الغاز الأميركي، ولكن لم تكن هناك أي منحة أميركية للقارة العجوز؛ فالأوروبيون دفعوا ثمنًا غاليًا لهذا الغاز".

وأشار إلى أن عام 2022 قدّم دروسًا أخرى؛ منها أنه عند الحديث عن ارتفاع أسعار النفط أو الغاز أو أي وقود؛ نجد أن الارتفاع الشديد يؤدي إلى تخفيض الكمية المطلوبة، وهذه نظرية اقتصادية أثبتت أنها حقيقية، وأنه مع ارتفاع أسعار النفط تنخفض الكمية المطلوبة، ولكن ليس بالشكل الذي يمكن أن يُنقذ هذه الدول في ظل انقطاع أو احتمال انقطاع الغاز أو النفط الروسي عن أوروبا.

ولفت إلى أن الحكومات في هذا الموقف أجبرت شعوبها على التقشف، ومن ثم استطاعت خفض الطلب على النفط بشكل كبير؛ حيث إنه بالنظر إلى الطلب على النفط عالميًا، نجد أنه ارتفع في عام 2022 في كل أنحاء العالم عدا أوروبا، والصين أحيانًا بسبب الإغلاقات.

ولكن بالنسبة لأوروبا، وفق الحجي، هناك انخفاض كبير بسبب عمليات التقشف، التي أجبرت الحكوماتُ الشعوبَ عليها؛ لذلك فإن الدرس هنا واضح تمامًا، وهو أن الإجبار على عمليات التقشف يؤدي إلى خفض الطلب على النفط، ولكنه يأتي على حساب رفاهية الشعب وأشياء أخرى.

ومن أهم الأمور التي جاء خفض الطلب على حسابها، أن بعض الشعوب عادت إلى الحطب، وبدأوا يحتطبون من الغابات بشكل غير قانوني، وهي سياسات لها تبعات تتعلق بالتغير المناخي؛ فبعض من يدافعون عن أوروبا وسياسات التغير المناخي يتجاهلون هذه التكلفة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق