تقارير منوعةالتقاريررئيسيةمنوعات

الطلب على المعادن منخفضة الانبعاثات قد يشهد طفرة بحلول 2030

الطاقة

من المتوقع أن يشهد الطلب على المعادن منخفضة الانبعاثات زيادة ملحوظة خلال السنوات الـ10 المقبلة، في ظل التوجهات العالمية بخفض الانبعاثات من سلاسل التوريد لتحقيق الحياد الكربوني

تعدّ صناعة الحديد والصلب من الصناعات العالمية كثيفة الانبعاثات، إذ إنها كانت مسؤولة عن أكثر من 3.1 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في عام 2020، أي ما يمثّل نحو 7% من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية– ما يضعها أكبر قطاع صناعي مصدر للانبعاثات.

وكشف تقرير أصدرته مؤخرًا شركة أبحاث واستشارات الطاقة وود ماكنزي أن يشهد الطلب على الصلب ارتفاعًا بنسبة 30% بحلول عام 2050، بدعم من زيادة الطلب من قبل الصين والهند وأفريقيا وجنوب شرق آسيا.

عنصر مهم لتحول الطاقة

يعدّ الصلب جزءًا لا يتجزأ من تحول الطاقة، إذ يعمل بصفته مواد أساسية لتقنيات مثل توربينات الرياح، والمركبات الكهربائية، وعمليات التصنيع المتقدمة، ومن ثم فإن التحول إلى المعادن منخفضة الانبعاثات ضروري لقطاع الحديد والصلب من أجل تلبية التحركات العالمية لخفض الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية.

وشدد التقرير على ضرورة طرح الاستثمارات في صناعة الصلب منخفض الانبعاثات خلال العقد المقبل، إذ ستؤدي الطاقة الكهربائية المولدة من مصادر متجددة للطاقة دورًا مهمًا في إزالة الكربون من إمدادات الصلب.

التحول إلى المعادن منخفضة الانبعاثات

أشار تقرير ماكنزي إلى أن زيادة الطلب على السيارات الكهربائية مدفوعة بالأهداف الطموحة لإزالة الكربون سترفع من الطلب على المعادن الخضراء خلال العقد القادم.

توقعات بزيادة الطلب على المعادن منخفضة الانبعاثات
أحد مصانع المعادن - أرشيفية

وأوضح التقرير أن الطلب على المنتجات منخفضة الكربون، أوما يُعرف بالمنتجات" الخضراء"، يزداد مدفوعًا بطلبات العملاء النهائيين والمصنّعين والحكومات من أجل زيادة الاستدامة والحلول الدائرية.

وأدى الضغط من المستهلكين إلى العديد من اتفاقيات توريد الصلب الأخضر المستقبلية بين صانعي الصلب والشركات، خاصة في صناعة السيارات.

ويذكر التقرير أنه في سيناريو الحياد الكربوني، سيزداد الطلب العالمي على الصلب بشكل طفيف، وسيكون أعلى بنسبة 10% في عام 2050 عمّا هو عليه اليوم، مع تحوّل الإنتاج بنسبة 100% تقريبًا إلى الصلب منخفض الكربون.

من المتوقع إزالة الكربون من صناعة الصلب عن طريق تركيب معدّات احتجاز الكربون وتخزينه، أو عن طريق استبدال الأفران بأفران القوس الكهربائي باستعمال الخردة والحديد المختزل المباشر القائم على الهيدروجين، ومع ذلك، هناك بعض عدم اليقين حول التقنيات التي ستسود.

من جهة أخرى، أشار التقرير إلى أن الإنفاق الرأسمالي الأولي اللازم لإزالة الكربون من الإنتاج، والذي يبلغ نحو 4.4 تريليون دولار أميركي على مدى الـ30 عامًا المقبلة، سيؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج بنحو 30%، بحلول عام 2050 مقارنة باليوم.

ويمكن لمنتجي الصلب الأخضر منخفض الانبعاثات أن يكتسبوا ميزة تنافسية اعتمادًا على العلاوة التي يتمتع بها العملاء على استعداد للدفع، في ظل التنظيم الذي يشمل -على سبيل المثال- أسعار الكربون.

أكد التقرير أن نمو إمدادات المعادن منخفضة الانبعاثات يرتبط أساسًا بتوافر الطاقة المتجددة، وهو أيضًا شرط أساس لتقنيات خالية من الكربون.

زيادة الطلب على المعادن الخضراء

يتوقع التقرير أن ينمو الطلب على الألمنيوم الأخضر من 26 مليون طن في عام 2021 إلى 62 مليون طن بحلول عام 2030، ولكن من المتوقع أن تظل السوق الإجمالية في حالة توازن نسبي، مع توقُّع زيادة العرض من 44 مليون طن إلى 71 مليون طن في المدة نفسها، وهو ما يحافظ على أقساط الألومنيوم منخفضة الكربون.

ومن المتوقع أن ينمو المعروض من المواد منخفضة الكربون، من مليوني طن في عام 2020 إلى ما بين 3 إلى 4 ملايين طن في عام 2030.

كما من المتوقع أن يزداد الطلب على الصلب منخفض الكربون من 84 مليون طن في 2021 إلى ما يقرب من 200 مليون طن في 2030، مدعومًا أيضًا بالطلب على السيارات والبناء.

مسارات إزالة الكربون

حُدِّدَت 3 مسارات لإزالة الكربون من صناعة الصلب الأولية، تتمثل في احتجاز الكربون والهيدروجين والكيمياء الكهربائية.

توقعات بزيادة الطلب على المعادن منخفضة الانبعاثات
أحد مصانع المعادن - أرشيفية

تشهد صناعة الصلب باستعمال الهيدروجين الأخضر اليوم الزخم الأكبر، مع وجود العديد من المشروعات قيد التطوير في جميع أنحاء العالم.

 

ومن المتوقع أن تنخفض تكاليف التكنولوجيا الخاصة باحتجاز الكربون واستعمال الهيدروجين في صناعة الصلب على مدار العقد، ولكن يجب أن تظل أعلى بنسبة 25-50%، على الأقلّ من الطرق التقليدية بحلول عام 2030.

أمّا صناعة الصلب عبر العمليات الكهروكيميائية فمازالت في مراحلها الأولية، ومن المتوقع أن تصبح متاحة على نطاق تجاري قبل عام 2035.

أولويات الطلب على المعادن

حدّد تقرير ماكنزي عددًا من الأولويات من أجل تأمين الطلب المتنامي على المعادن منخفضة الانبعاثات، وفي مقدمتها تطبيق معايير رفع الكفاءة لتعظيم الحدّ من الانبعاثات في العمليات الحالي، وزيادة عدد المشروعات منخفضة الانبعاثات لتسريع خفض التكاليف وتقديم الاستعداد التجاري لتقنيات الفولاذ النظيف.

كما تشمل الأولويات تطوير قدرة الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين الأخضر، ونقل ثاني أكسيد الكربون، والبنية التحتية للتخزين المطلوبة لتمكين إنتاج الصلب والمعادن منخفضة الانبعاثات، مع مضاعفة إشارات الطلب على الصلب الأخضر لتحفيز المنتجين والمستثمرين على توجيه رأس المال نحو أصول إنتاج منخفضة الانبعاثات.

كما دعا التقرير إلى وضع سياسات داعمة لإنتاج المعادن منخفضة الانبعاثات، وتعزيز الاستثمار، إذ يتمثل أحد خيارات إزالة الكربون في صناعة الصلب بتركيب معدّات لاحتجاز الكربون في المصانع الموجودة، ما يسمح للشركات بمواصلة تشغيل مصانعها دون التأثير في المناخ.

وقال التقرير، إن مشروعات احتجاز الكربون في مصانع الصلب لا تزال في المرحلة التجريبية، ومن المحتمل أن يتطلب الأمر مزيدًا من الاستثمار لخفض تكلفة التقاط الكربون، بما يكفي لجعله قابلًا للتطبيق بصفته حلًا واسع النطاق.

ومن بين الخيارات المطروحة للتحول إلى المعادن منخفضة الانبعاثات، بناء مصانع جديدة ينبعث منها حدّ أدنى من ثاني أكسيد الكربون أو (صفر انبعاثات)، إذ يمكن أن تستعمل هذه المصانع طرق إنتاج مختلفة عن مصانع الصلب الحالية، من خلال استعمال الهيدروجين الأخضر (المصنوع من الكهرباء المتجددة) لتشغيل الاختزال المباشر لخام الحديد، والذي سيُدخَل بعد ذلك في أفران القوس الكهربائي (التي تعمل أيضًا بالطاقة المتجددة).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق