نفطالتقاريرتقارير النفطرئيسية

ارتفاع الطلب على النفط في الصين يثير الفزع في أوروبا المأزومة (تقرير)

اشترت 5 ملايين برميل من النفط القازاخستاني في ديسمبر

عمرو عز الدين

اتجهت الصين إلى زيادة الطلب على النفط الخام من الأسواق العالمية خلال الأشهر الماضية، ما أثار حالة من الفزع بين تجار أوروبا المتلهفين على بدائل النفط والغاز الروسيين.

وتنافس الصين على شحنات الخام المتجهة إلى أوروبا، ما قد يدفع أسعاره إلى الاشتعال مجددًا خلال العام الثاني من الحرب الروسية الأوكرانية التي لا يُتوقع لها نهاية قريبة، وفقًا لوكالة بلومبرغ.

ويخشى تجار أوروبا أن يؤدي الطلب على النفط من قبل الصين إلى منافسة شرسة تنعكس على أسعار النفط العالمية في وقت شديد الحساسية بالنسبة إلى القارة التي حظرت شراء النفط الروسي بالكامل منذ 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة.

وتوصَّل زعماء الاتحاد الأوروبي في مايو/أيار 2022 إلى اتفاق إلزامي بالحظر الفوري لشراء النفط الروسي المنقول بحرًا بنسبة 75%.

وارتفعت هذه النسبة إلى 90% منذ 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، مع استثناءات محدودة، ما دفع تجار أوروبا إلى منافسة الأسواق الآسيوية العملاقة للاستحواذ على أكبر قدر ممكن من شحنات النفط العالمية، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

بكين تخفّف من إجراءات كورونا

انشغلت الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، خلال العامين الماضيين بجائحة كورونا، ما أدى إلى انخفاض الطلب على النفط عالميًا، وأسهم في خفض محفزات اشتعاله عن المستويات القياسية المسجلة خلال 2022.

وأوقفت الصين إجراءات مطالبة المسافرين الوافدين بالحجر الصحي بداية من 8 يناير/كانون الثاني 2023، في خطوة نوعية كبيرة باتجاه تخفيف الإجراءات الاحترازية الصارمة المتخذة منذ بداية جائحة كورونا.

ويتوقع مراقبون عودة النشاط الصناعي في الصين إلى الانتعاش، ما قد يؤدي إلى ارتفاع الطلب المحلي على الطاقة في أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم.

5 ملايين برميل قازاخستاني

الطلب على النفط
شاحنات نفط في مواني قازاخستان - الصورة من موقع أويل برايس

اشترت الصين 5 ملايين برميل من خام النفط القازاخستاني المتداول في البحر الأسود خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2022، وهو أعلى مستوى منذ عام 2021، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتمثّل بيانات الطلب الصيني على النفط خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2022 امتدادًا لبيانات شهر أكتوبر/تشرين الأول 2022 الذي شهد ارتفاع مشتريات الصين من الأسواق الدولية بصورة ملحوظة دفعت الطلب العالمي على النفط إلى الصعود.

وارتفع الطلب العالمي على النفط خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2022، بمعدل 1.7 مليون برميل يوميًا، مقارنة بالشهر نفسه من عام 2021، وفقًا لبيانات منتدى الطاقة الدولي.

وارتفع الطلب على النفط في الصين إلى 518 ألف برميل يوميًا خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول 2022، ليسجل أعلى مستوى في 5 أشهر.

ولا تنافس الصين على شراء شحنات النفط المتجهة إلى أوروبا من الشرق الأوسط وغيره فحسب، وإنما باتت سوقًا خلفية للنفط الروسي المحظور من دخول أوروبا كليًا منذ 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، ما يعني اتساع رقعة ملعب المنافسة بالنسبة إلى الصين وتضييقه على تجار أوروبا.

الطلب على النفط
مصافي شركة أرامكو السعودية - الصورة من موقع الشركة

أرامكو تخفض السعر المتجه إلى آسيا

أعلنت شركة أرامكو السعودية، في 5 يناير/كانون الثاني 2023، خفض أسعار بيع النفط إلى آسيا بصورة قياسية، في محاولة لإغراء الأسواق الآسيوية التي تتوقع تدفق براميل النفط الروسية إليها خلال الأشهر المقبلة.

وقررت أرامكو خفض أسعار البيع الرسمية للخام العربي الخفيف إلى آسيا إلى أدنى مستوى في 15 أشهر عند 1.8 دولارًا للبرميل، حسب وثيقة تسعير ترصدها منصة الطاقة المتخصصة بصورة دورية ومنتظمة.

كما حدد سعر البيع الرسمي لشحنات الخام العربي الخفيف -تسليم شهر فبراير/شباط 2023- إلى شمال أوروبا ودول البحر المتوسط عند 1.5 دولارًا للبرميل أقلّ من خام برنت، بنسبة تراجع 1.4 دولارًا مقارنة بأسعار تسليم يناير/كانون الثاني.

ويأتي قرار خفض أسعار أرامكو خلال فبراير/شباط، في ظل سيطرة حالة من عدم اليقين على توقعات الطلب على النفط والمخاوف من تراجعه بالتزامن مع تدفق النفط الروسي إلى آسيا عبر بوابات خلفية، وفقًا لوكالة رويترز.

النفط الروسي مخفض للصين

حوّلت روسيا أغلب صادرات النفط من أوروبا إلى القوى الكبرى في آسيا، بعد أن أغلقت أوروبا أبوابها رسميًا أمام الشحنات الروسية المنقولة بحرًا بداية من 5 ديسمبر/كانون الأول 2022.

وتقدم روسيا تخفيضات مغرية إلى الصين والهند -أكبر دولتين في العالم من حيث السكان واستهلاك الطاقة- لتحفيزهما على شراء نفطها المحاصر من قبل أوروبا وأميركا، ما دفع الدولتين إلى تعزيز عمليات الشراء في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

ولا تقتصر حالة الارتباك وعدم اليقين على أسواق النفط العالمية فحسب، وإنما تمتد إلى أسواق الغاز المسال التي تشهد منافسة موازية بين أوروبا وأكبر القوى الآسيوية الفاعلة في السوق.

وتواجه توقعات أسعار الغاز المسال في عام 2023 تحديات ارتفاع أسعار الفائدة عالميًا، مع ضعف اليقين بشأن أساسيات العرض والطلب في الأسواق الآسيوية، مضافًا إليها تخوفات استمرار اضطرابات العالم السياسية والعسكرية.

كما تواجه أسواق الغاز المسال الآسيوية احتمالات التقلب، بعد ظهور مؤشرات قوية على تعافي اقتصاد الصين من تداعيات فيروس كورونا، ما دفع البعض إلى توقع استمرار الأسعار المرتفعة منذ عام 2022.

عدم اليقين يمتد إلى أسواق الغاز

لا تتوقع منصة إس آند بي غلوبال المتخصصة في رصد حركة السلع العالمية ظهور أثر الطلب الصيني في أسعار الغاز المسال قبل الربع الثاني من عام 2023.

وتتوقع المنصة انخفاض متوسط الأسعار إلى 27.4 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية خلال 2023 كاملًا، يتخلله انخفاض أكبر إلى 23 دولارًا في صيف 2022.

بينما تتوقع مؤسسة سيتي ريسيرش ارتفاع متوسط الأسعار إلى 36 دولارًا في الحالة الأساسية لعام 2023، أو نزولها إلى 24 دولارًا في حالة التوازن، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وبلغ متوسط أسعار الغاز على مؤشر "جيه كيه إم" الآسيوي قرابة 34 دولارًا خلال عام 2022، بنسبة نمو 126% عن المتوسط البالغ 15 دولارًا تقريبًا في عام 2021.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق