كهرباءأخبار الكهرباءرئيسية

إجراءات عاجلة لملء مخزون النفط بمحطات الكهرباء في نيو إنغلاند الأميركية

مي مجدي

تسببت العاصفة الثلجية المميتة التي شهدتها الولايات المتحدة الأميركية في الضغط على شبكة الكهرباء بنيو إنغلاند، ما تسبّب في الضغط على مخزون النفط والوقود لدى محطات الكهرباء.

وقالت الشركة المشغلة لشبكة الكهرباء في نيو إنغلاند، يوم الخميس 5 يناير/كانون الثاني (2023)، إن منتجي الكهرباء يعملون على إعادة ملء مخزون النفط، بعد الاعتماد على الوقود داخل المحطات خلال العاصفة الثلجية.

وأوضحت الشركة أن شبكة الكهرباء اضطرت إلى حرق قرابة 31.5 مليون غالون خلال موجة الطقس السيئة الأخيرة، التي أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، وفق معلومات منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن رويترز.

(الغالون = 3.7 لترًا)

وقالت إنها تمكنت من إعادة الملء مخزون النفط بنحو 20 مليون غالون من زيت الوقود، وفي طريقها لإضافة 8 ملايين غالون أخرى.

وأعلن المتحدث باسم مشغل الشبكة "آي إس أو نيو إنغلاند" مات كاكلي، أن الإمدادات ستصبح قريبة من مستويات ما قبل فصل الشتاء فور الانتهاء من عمليات التسليم، متوقعًا عودة استئناف عمليات ملء مخزون النفط على النحو المعتاد خلال الأسابيع الـ3 المقبلة.

انقطاع التيار الكهربائي

ارتفعت حصة زيت الوقود المستخدم في مزيج توليد الكهرباء في نيو إنغلاند إلى قرابة 30% خلال العاصفة الشتوية التي ضربت المنطقة في عطلة نهاية أسبوع عيد الميلاد.

العواصف الثلجية في نيو إنغلاند تؤثر على مخزون النفط
العواصف الثلجية في نيو إنغلاند - الصورة من موقع فوكس بيزنس

وتعتمد المنطقة عادةً على الغاز الطبيعي والطاقة النووية ومصادر الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء.

وفي عام 2021، شكّل زيت الوقود أقل من 1% من هذا المزيج.

وكانت نيو إنغلاند أكثر مناطق الولايات المتحدة تضررًا مع انقطاع التيار الكهربائي خلال الطقس البارد.

وقالت الشركة، في بيان صادر عنها خلال هذا الأسبوع، إن الانقطاعات ترجع جزئيًا إلى وقوع أعطال في محطات توليد الكهرباء في نيو إنغلاند التي تدفع لها مشغل الشبكة لإنتاج الكهرباء في أوقات ذروة الطلب.

وأوضحت أن بعض المحطات لم تتمكن من الوفاء بالتزاماتها خلال العاصفة، التي بلغت أشدها على المنطقة في 24 ديسمبر/كانون الأول (2022).

وأضافت أن المحطات ذات الأداء الضعيف ستتعرض لغرامات قدرها 3 آلاف و500 دولار/ميغاواط/ساعة، ويُقدر الإجمالي إلى 39 مليون دولار، بناءً على البيانات الأولية.

بينما ستحصل المحطات التي تجاوزت الأداء على أجر إضافي قدره 3 آلاف و500 دولار/ميغاواط/ساعة.

العودة إلى النفط

خلال عطلة عيد الميلاد، اعتمدت شبكة الكهرباء في نيو إنغلاند على النفط لتلبية احتياجات المنطقة من الكهرباء.

فقد حل النفط محل الغاز الطبيعي داخل محطات الكهرباء، في محاولة بائسة لإبقاء الأنوار مضاءة خلال العاصفة الشتوية.

واعتمدت شبكة الكهرباء في نيو إنغلاند على النفط لتوليد ثلث احتياجاتها من الكهرباء على الأقل.

وفي الوقت الذي كانت تكافح فيه شبكة الكهرباء في نيو إنغلاند لتلبية الطلب، كان عليها التعامل مع التحول الجذري في مزيج مواردها.

فعادةً ما يكون الغاز الطبيعي هو الوقود الشائع المستخدم لتوليد الكهرباء، ونادرًا ما تعتمد على النفط.

وأدت موجة البرد خلال عطلة عيد الميلاد إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، لذا تحولت المحطات القادرة على استعمال النفط والغاز الطبيعي إلى النفط لتوفير المال.

الكهرباء في نيو إنغلاند
خطوط الكهرباء - الصورة من موقع دبليو بي يو آر

تأثير العواصف الثلجية

على صعيد متصل، أشار مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، في حلقة من برنامج "أنسيّات الطاقة"، إلى زيادة الطلب على التدفئة من قبل المستهلكين، خاصة في شمال شرق أميركا، وأدى ذلك إلى زيادة الطلب على مصادر الطاقة، إذ إن هناك منازل تعتمد بالكامل على الكهرباء.

وأوضح الحجي أن الكهرباء في هذه المناطق تعتمد على الغاز والطاقة النووية والفحم والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى النفط الذي يؤثر في قطاعات الطاقة كافّة.

وتحدّث عن توليد الكهرباء من المحطات المتأرجحة، التي يمكنها التجاوب مع ارتفاع الطلب على النفط وانخفاضه، وهي محطات الغاز -وليس الفحم أو الطاقة النووية- التي يمكن إغلاقها وفتحها بسهولة، وبالتالي هي المنتج المتأرجح في هذه الحالة.

وقال الحجي إن المعضلة تتمثّل في أن زيادة الطلب على التدفئة ترفع الطلب على الغاز، لكن في ظل انخفاض درجات الحرارة في بعض المناطق، مثل غرب تكساس وبنسلفانيا، تتجمد فوهات آبار الغاز، وينعكس ذلك على الإنتاج والأسعار.

وأضاف الحجي أن الأعاصير تسبب انقطاع التيار الكهربائي، نتيجة تجمد الماء على الأسلاك الكهربائية، ويؤدي الثقل الهائل إلى قطع الأسلاك، أو حدوث مشكلة في المحطة، التي تتمثّل أبرزها في تجمد الآبار أو تجمد بعض المضخات وبالتالي توقفها.

وتابع: "المشكلة لا تنتهي هنا، لأن مضخات الغاز في الأنابيب التي تجعل الضغط عاليًا في الأنابيب، فهناك مئات الأميال أو مئات الكيلومترات من الأنابيب من غرب تكساس إلى المناطق الأخرى، إذا يُنقل الغاز في مضخات على الطريق، وهذه المضخات تعمل بالكهرباء".

وأضاف: "فإذا انقطعت الكهرباء توقف الغاز، وإذا توقف الغاز توقفت محطات الكهرباء التي تعتمد عليه، فإذا توقفت المحطات توقفت مضخات أخرى للغاز، وهنا تصبح المشكلة كبيرة جدًا، مثلما حدث في ولاية تكساس قبل عامين".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق