أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير الغازتقارير النفطسلايدر الرئيسيةغازنفط

أنس الحجي: منشآت النفط والغاز شهدت تخريبًا "خفيًا" في 2022.. وهذا موقف أوبك (صوت)

وأميركا تخلت عن مبادئها مقابل النفط

أحمد بدر

قال مستشار تحرير منصة الطاقة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن النفط والغاز شهدا صراعات كبرى خلال العام الماضي (2022)، سواء أعمال التخريب أو النزاعات الدولية.

وأوضح -في حلقة من برنامج "أنسيات الطاقة"، التي قدّمها على موقع "تويتر"، تحت عنوان "أسواق الطاقة في 2022.. دروس وعبر"- أن تفجير خطي أنابيب نورد ستريم في قاع البحر يُعد تطورًا تاريخيًا.

وأضاف: "خلال العام الماضي (2022) توقفت العشرات من منشآت النفط والغاز ومنشآت الطاقة حول العالم وبصفة متسلسلة، وكأن هناك أمرًا خفيًا يحدث، ومنها توقف محطة فريبورت للغاز المسال، وهي محطة أميركية كانت تُصدّر الغاز إلى أوروبا".

وأكد أن محطة فريبورت تكتسب أهمية خاصة، كونها من أهم المحطات المصدرة للغاز المسال، وكانت تصدر كميات كبيرة إلى أوروبا، تصل إلى ملياري قدم مكعبة يوميًا، وفجأة وقع فيها انفجار وتوقفت، ولم تستطع العودة، لأن الانفجار كان كبيرًا، ومن المقرر أن تعود إلى طاقتها الإنتاجية بعد شهرين من الآن.

ومن بين حوادث النفط والغاز -وفق الحجي- يأتي توقف أنبوب كيستون، الذي حدث فيه تسرب، وكان ينقل النفط الكندي إلى الولايات المتحدة، وتعوّل عليه بعض المصافي النفطية في أميركا، لإمدادها بالخام لتكريره وتحويله إلى بنزين وديزل.

النفط والغاز وسياسات أوبك+

قال مستشار تحرير منصة الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن منظمة أوبك وتحالف أوبك+ أديا دورًا مهمًا في 2022، معتبرًا أن دورهما لم يكن تاريخيًا، ولكن النتائج كانت تاريخية، لأن الدور التاريخي الحقيقي كان في عامي 2020 و2021.

ويوضح الرسم البياني التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- إنتاج دول أوبك من النفط الخام خلال المدة بين 2019 و2022:

إنتاج دول أوبك من النفط الخام - إنتاج النفط

ولفت الحجي إلى أنه بالعودة إلى ما قام به أوبك وأوبك+ في منتصف مارس/آذار 2020، نجد أنه خالف جميع التوقعات، فالجميع قالوا إنه لا يمكن للمنظمة والتحالف خفض إنتاج النفط بمقدار 10 ملايين برميل يوميًا، ولكنهما فعلا ذلك فيما بعد.

والآن -وفق الحجي- أثرت هذه الإدارة لأسواق النفط خلال عامي 2020 و2021 في الأسواق خلال 2022، إذ لم تكن هناك أفعال كبيرة ومميزة بالنسبة إلى أوبك وأوبك+ في 2022، فقد كان هناك تضخيم من قبل السياسيين الأميركيين بالذات لدورهما، وهجوم على السعودية بالذات، وهذا النوع من الهجوم أصبح معتادًا.

وأشار الحجي إلى سحب كميات ضخمة من المخزون الإستراتيجي الأميركي بشكل لم يحدث تاريخيًا، إذ سحب البيت الأبيض نحو 218 مليون برميل من المخزون في 2022، وهو الأمر الذي جاء مخالفًا لكل توقعات المحللين.

النفط والغاز
احتياطي النفط الإستراتيجي الأميركي - الصورة من رويترز

التخلي عن السياسات المناخية

أوضح خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن من أهم الدروس التي يمكن تعلمها في 2022، فيما يخص سياسات التغير المناخي، هو ما يسمى في الاقتصاد "السلع الكمالية"، وهي التي يمكن شراؤها في حالة الاستقرار المادي، ويمكن التخلي عنها في حالة عدم الاستقرار المادي ولن تؤثر في الحياة.

النفط والغاز
الرئيس الأميركي جو بايدن - الصورة من بلومبرغ

وأضاف: "تعلمنا أن سياسات التغير المناخي هي سلع كمالية، عندما يملكون المال ولا توجد مشكلات يتبنونها ويطبقونها، ولكن متى ما صاروا في أزمة تخلوا عنها تمامًا. والأدلة من كل الدول في أوروبا وأميركا وغيرها واضحة تمامًا لكل شخص، أن هذه السياسات تم التخلي عنها بكل بساطة".

أما الدرس الثاني -بحسب الدكتور أنس الحجي- فهو أن هذه الدول لديها سياسات أمنية، ولديها سياسات خارجية وسياسات اقتصادية وسياسات بيئية، أو سياسات التغير المناخي، مضيفًا: "عندما تتعارض سياسات الأمن القومي والسياسات الاقتصادية مع السياسات البيئية، يُتخلى عن السياسات البيئية".

وتابع: "كل ما قالوه من سياسات تتعلق بفرض عقوبات على إيران وفنزويلا ودول أخرى فيما يتعلق بالإنسان والحرية والديمقراطية. الكل يتفق معي على أن هذه شعارات، وأن الولايات المتحدة بالذات لا تهتم بهذه الأمور".

وقال إن الدليل على هذا أن حكومة بايدن رغم انتقاداتها الشديدة والعقوبات التي فرضتها على إيران، بسبب قمع المتظاهرين وقتلهم، وانتقادها لما يحدث في فنزويلا، حتى إنها حاولت إنشاء حكومة في الظل بفنزويلا، فجأة تخلت عن كل ذلك وسمحت إدارة بايدن للبلدين بتصدير النفط والغاز إلى أوروبا.

وبرر الدكتور أنس الحجي تراجع إدارة بايدن عن انتقاداتها لإيران وفنزويلا، والسماح لهما بتصدير النفط، بأنها احتاجت النفط وأصبح الأمر يتعلق بالأمن القومي، لدرجة دفعتها إلى التخلي حتى عن حقوق الإنسان ومبادئ الحرية والديمقراطية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق