غازأخبار الغازرئيسيةعاجل

إيرادات صادرات الغاز المسال الأسترالي تسجل رقمًا تاريخيًا بـ90 مليار دولار

عمرو عز الدين

انتعشت صادرات الغاز المسال الأسترالي في عام الحرب الروسية الأوكرانية، لتسجل رقمًا قياسيًا جديدًا في عائداتها بقيمة 90 مليار دولار، وهو رقم تاريخي لأول مرة بالنسبة إلى الصناعة.

وأظهرت بيانات تتبع السفن الأسترالية ارتفاع حجم الصادرات الأسترالية إلى 81.4 مليون طن متري خلال عام 2022، وفقًا لشركة إنرجي كويست الأسترالية المتخصصة في استشارات الطاقة.

وتقدّر إنرجي كويست عوائد صادرات الغاز المسال الأسترالي في هذا العام بنحو 90 مليار دولار، بمعدل نمو 86% عن عوائد عام 2021 التي سجلت 48 مليار دولار.

ورغم ارتفاع العوائد بصورة قياسية فإن حجم الصادرات نفسها بلغ 81.4 مليون طن في 2022، بزيادة تقريبًا 300 ألف طن فقط، مقارنة بنحو 81.1 مليون طن متري مسجلة عام 2021، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

30 مليار دولار فقط في عام كورونا

تمثّل عوائد صادرت الغاز المسال الأسترالي في عامي 2021 و2022 طفرة قياسية ضخمة، مقارنة بعام 2020 الذي انخفضت فيه العوائد إلى 30 مليار دولار فقط، بسبب جائحة كورونا، وآثار سياسات الحظر والإغلاق العالمية في النشاط الاقتصادي والطلب العالمي.

ومن المتوقع ارتفاع قيمة الضرائب والإتاوات المحصلة من مشروعات الغاز الطبيعي المسال في أستراليا، استنادًا إلى عوائد عام 2022 القياسية.

وستنعكس هذه العوائد بطبيعة الحال على أرباح شركات الغاز المحلية والأجنبية العاملة في القطاع، ما قد يُسهم في تعويض تكاليف الواردات الأسترالية، ويُحدث حالة من التوازن في الميزان التجاري للدولة.

وتنافس أستراليا بهذه الأرقام القياسية كلا من قطر والولايات المتحدة، أكبر دولتين مصدّرتين للغاز الطبيعي المسال في العالم منذ سنوات.

وتربعت الولايات المتحدة على عرش قائمة أكبر مصدري الغاز المسال في العالم خلال عام 2022، في حين تشاركت أستراليا وقطر المركز الثاني بحجم صادرات متقارب في حدود 81.2 مليون طن خلال 2022، وفقًا لتقديرات وكالة بلومبرغ.

ويرصد الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حركة صادرات الغاز المسال الأسترالية خلال 5 سنوات متتالية:

صادرات الغاز المسال الأسترالية

الولايات المتحدة متصدرة ولكن!

نجحت الولايات المتحدة في التحول من مستورد صافٍ للغاز إلى مصدّر منافس للمراكز الأولى منذ عام 2016، إذ توسعت في قطاع محطات إعادة التسييل ومصافي التكرير بصورة ضخمة.

ونافست الولايات المتحدة على المركز الثالث خلال عام 2021، ثم واصلت مشوارها القياسي خلال عام 2022، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، لتتجاوز الدول المنافسة التقليدية وتختطف المقعد الأول منها لأول مرة.

ويشير الصعود الصاروخي لصادرات الغاز المسال الأميركي إلى مرونة عالية لدى الولايات المتحدة في الاستجابة إلى الأزمات العالمية المتمثلة في قطع إمدادات الغاز الروسي عن أوروبا في عام 2022.

وتعتمد الولايات المتحدة في زيادة صادراتها على الغاز الصخري المستخرَج بالتكسير المائي (الهيدروليكي)، الذي يُحظر تطوير مشروعاته في أوروبا، في حين ما يزال محل جدل سياسي في أستراليا، ما يعني أن تصدُّر الولايات المتحدة للمنافسة الدولية تشوبه شوائب تتجاوز مسألة الأحجام.

وتواجه أستراليا ضغوطًا داخلية أخرى منذ سنوات تعوقها عن التوسع في تطوير حقول الغاز المسال في ساوث ويلز، لا سيما حقلي نارابري وباروسا، ما فوّت على البلاد فرصة الصدارة أكثر من مرة خلال السنوات الماضية.

وتستحوذ الأقاليم الشمالية والغربية في أستراليا على غالبية صادرات الغاز المسال الأسترالية بنحو 71% خلال عام 2022، بنسبة نمو 2.1% عن عام 2021.

بينما انخفضت نسبة صادرات الغاز من إقليم كوينزلاند إلى 29% خلال عام 2022، مقارنة بنحو 32.3% عام 2021، بمعدل تراجع 3.3 %.

أستراليا لن تدخل سباق 2023

صادرات الغاز المسال الأسترالي
ناقلتان للغاز المسال على رصيف ميناء جورجون الأسترالي - الصورة من إل إن جي برايم

لا تتوقع شركة إنرجي كويست استمرار صادرات الغاز المسال الأسترالي في المنافسة خلال عام 2023، خلافًا لتوقعاتها باحتدام المنافسة بين قطر والولايات المتحدة.

وتستند إنرجي كويست إلى تقديرات بنفاد الاحتياطيات من حقل غاز بايو أوندان، بالإضافة إلى توقف مشروع خط أنابيب داروين لتصدير الغاز الذي تديره شركة سانتوس، لحين تشغيل حقل باروسا محل النزاع القضائي في الداخل.

وخسرت شركة سانتوس -مؤخرًا- نزاعًا قضائيًا في درجة الاستئناف أمام المحكمة الفيدرالية، تظلمت فيه من حكم أول درجة الصادر في سبتمبر/أيلول 2022، بإلغاء خطتها البيئة المقدمة لتغطية أنشطة الحفر بمشروع غاز باروسا.

وصدّر خط أنابيب داروين قرابة 1.3 مليون طن متري من الغاز المسال خلال عام 2022، وهو رقم سيؤثر فقده خلال عام 2023 في ترتيب أستراليا عالميًا، وربما يؤخر صعودها مرة أخرى إلى عام 2025، وفقًا لتقديرات إنرجي كويست.

وتشير خرائط وجهة ناقلات الغاز الأسترالية إلى استحواذ اليابان على الحصة الأكبر من صادراتها بنسبة 39% خلال عام 2022، تليها الصين بنسبة 28%، في حين تأتي كوريا الجنوبية في المركز الثالث بنسبة 15%، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأعربت كل من اليابان وكوريا الجنوبية عن مخاوفهما من أي انخفاض في صادرات الغاز المسال الأسترالية، في حين تحاول الصين فتح صفحة جديدة لاستئناف وارادت الفحم الأسترالي بعد عامين من حظره.

وتتوقع إنرجي كويست إصدار تقرير مفصل عن حركة صادرات الغاز الأسترالي في عام 2022 خلال الأسبوع المقبل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق