وقّعت شركة تخزين الطاقة "غرافيتريسيتي" البريطانية، وشركة إنشاءات البنية التحتية "في إس إل سيستمز يو كيه"، مذكرة تفاهم لتصميم وبناء مئات خزانات الهيدروجين تحت الأرض؛ بهدف تلبية احتياجات الوقود المستقبلية في المملكة المتحدة.
وستكمل الشركتان تصميم الأعمدة الصخرية المبنية تحت الأرض المصممة لهذا الغرض، التي يمكن نشرها في جميع أنحاء بريطانيا، حسبما نشر موقع إنرجي فويس (Energy Voice).
وتُعدّ شركة "في إس إل"، المتخصصة في إنشاء وصيانة وإصلاح الهياكل والبنية التحتية الهندسية، جزءًا من مجموعة "بويغيه كونستركشن غروب" الفرنسية، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ووصفت "في إس إل" تقنيتها المعروفة باسم "فليكسي ستور" بأنها حلّ فعّال للتحدي المستقبلي لتخزين الهيدروجين الأخضر، وعَدَّتها شركة غرافيتريسيتي نظامًا "أكبر وأكثر أمانًا" من تخزين الهيدروجين فوق الأرض، وأكثر مرونة من كهوف الملح الجوفية، وهما الحلّان الأكثر شيوعًا.
وتخطط الشركتان لبناء مشروع تجريبي في العامين المقبلين، قبل النشر التجاري واسع النطاق لخزّانات الهيدروجين، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
أهمية وقود الهيدروجين
قال العضو المنتدب لشركة غرافيتريسيتي، تشارلي بلير: "سيكون الهيدروجين الأخضر وقودًا حيويًا للمستقبل في التطبيقات الصناعية وفي قطاع النقل الثقيل، حيث تكون الكهرباء غير مجدية، أو حيث يُستَعمَل الهيدروجين الرمادي الصناعي".
وأضاف أن "الأعمدة الصخرية المبنية لغرض معين ستكون الطريقة الأكثر أمانًا ويُسْرًا لتخزين كميات كبيرة من الهيدروجين بالقرب من المكان المطلوب".
وأوضح أنه "بالنظر إلى صعوبة نقل الهيدروجين، فإن من المنطقي تحديد مواقع أنظمة تخزين الهيدروجين بالقرب من مصادر الطاقة المتجددة، التي يمكن أن تولّد الهيدروجين الأخضر، وغير بعيد عن المستعمِلين المحتملين".
وتابع قائلًا: "في الوقت الحاضر، المقترحات الرئيسة للتخزين هي كهوف الملح تحت الأرض والتخزين فوق الأرض. وتوفر كهوف الملح نطاقًا واسعًا، ونسبة قليلة من المرونة لأنها موجودة فقط في مواقع معينة، في حين إن الأنظمة فوق الأرض تفتقر إلى الحجم".
مزايا خزانات الهيدروجين
يبلغ قطر كل عمود صخري مقترح لإنشاء خزانات الهيدروجين تحت الأرض 6 أمتار، وبعمق 365 مترًا ومبطن بالفولاذ، حسبما نشر موقع إنرجي فويس (Energy Voice)، الأربعاء 4 يناير/كانون الثاني 2022.
ويمكن للمخزن الواحد استيعاب ما يصل إلى 100 طن من الهيدروجين الأخضر، وهو ما يكفي لتزويد أكثر من 1000 من مركبات البضائع الثقيلة بالوقود، أو لتشغيل 500 حافلة لمدة أسبوع، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وسيلبّي إنشاء 1000 خزان بتقنية فليكسي ستور ربع احتياجات تخزين الهيدروجين المتوقعة من الحكومة البريطانية لعام 2050. وسيقوم مستودع واحد بتخزين الهيدروجين الأخضر الناتج عن مزرعة رياح بحرية تبلغ 460 ميغاواط، ويمكن إفراغها وإعادة تعبئتها يوميًا.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الخزانات لا تعتمد على تشكيلات صخرية محددة، ما يعني أنه يمكن بناؤها بالقرب من منشآت إنتاج الهيدروجين الخضراء.
وفي الوقت الحالي، تُجري شركة غرافيتريسيتي، التي يقع مقرّها في مديمة إدنبرة البريطانية، محادثات مع شركة صناعة الصلب "كومبريان بندولز إنجينيرينغ" البريطانية لتصنيع بطانات الأعمدة الصخرية، كما أنها تبحث عن أموال لبناء مشروعها التجريبي الأول واسع النطاق.
عند اكتمالها، تخطط الشركة لطرح مئات من مستودعات الهيدروجين الأخضر (فليكسي ستور) المصممة لهذا الغرض في جميع أنحاء بريطانيا.
وعبَّر العضو المنتدب لشركة "في إس إل يو كيه"، بيتر هيوز عن سرور الشركة بالتعاون مع غرافيتريسيتي لتطوير وتقديم هذه الحلول الهندسية الرائدة لتوليد الطاقة المتجددة وتخزينها.
بدَوْرها، سلّطت الحكومة البريطانية الضوء على عدد من مشروعات التحليل الكهربائي للهيدروجين في جميع أنحاء البلاد، التي ستتطلب تخزين الهيدروجين جنبًا إلى جنب مع المحلل الكهربائي الذي يعمل بالطاقة المتجددة.
اقرأ أيضًا..
- أكثر 10 دول منتجة للنفط في 2022.. أميركا في الصدارة تليها السعودية (تقرير)
- تقرير جديد يكشف توقعاته لأسواق الطاقة وأسعار النفط في 2023
- تركيا تبحث عن دور محوري في مجال الطاقة.. وهذه خطتها في النفط والغاز (صوت)