التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

ألمانيا تتخلف عن أهدافها المناخية في 2022.. والانبعاثات تتجاوز التوقعات (دراسة)

دينا قدري

تضررت الأهداف المناخية لألمانيا جراء الحرب الروسية في أوكرانيا، بعد أن اضطرت إلى إعادة تشغيل محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم والنفط لتعويض نقص إمدادات الغاز الروسي.

وأظهرت دراسة حديثة -أصدرها مركز أبحاث المناخ "أغورا إنرجي ويندي" الألماني- أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في ألمانيا ظلت ثابتة العام الماضي (2022)، رغم انخفاض استهلاك الطاقة.

فقد بلغت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في ألمانيا نحو 761 مليون طن العام الماضي، متجاوزةً هدف الـ 756 مليون طن الذي حددته لعام 2022، وفق دراسة أغورا التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

تداعيات الحرب الروسية

انخفض استهلاك ألمانيا للطاقة في عام 2022 بنسبة 4.7% على أساس سنوي إلى أدنى مستوى منذ إعادة توحيدها، وذلك بفضل ارتفاع أسعار الطاقة والطقس المعتدل ونداء الحكومة للمواطنين لتوفير الطاقة في ضوء الانخفاض المفاجئ في واردات الغاز الروسي.

وقال مركز الأبحاث -في بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة-: "مع ذلك، أدى الاستخدام المتزايد للفحم والنفط إلى إلغاء التخفيضات في الانبعاثات الناجمة عن توفير الطاقة".

وأوضح مدير أغورا في ألمانيا سيمون مولر أن برلين تهدف إلى أن تصبح محايدة للكربون بحلول عام 2045، وخفض 65% من الانبعاثات بحلول عام 2030 مقارنةً بعام 1990، لكن الإجراءات قصيرة الأجل لضمان أمن الطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا تركتها متأخرة عن الجدول الزمني، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

ففي الصيف الماضي، وافقت ألمانيا على السماح بإعادة تشغيل محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، أو تمديد عمرها، لتعويض انخفاض إمدادات الغاز.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مزيج الطاقة في ألمانيا في عامي 2020 و2021:

الغاز الطبيعي - ألمانيا

أهداف ألمانيا المناخية

بلغت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من صناعة الطاقة في عام 2022 نحو 255 مليون طن، بزيادة 3% عن العام السابق، لكنها أقلّ بقليل من هدف القطاع البالغ 257 مليون طن، وفق الدراسة، التي تحمل عنوان "انتقال الطاقة في ألمانيا: الوضع في 2022".

وأضاف مركز أغورا أن القطاع الصناعي حقق أيضًا هدفه، وهو خفض الانبعاثات بمقدار 8 ملايين طن العام الماضي، بسبب إجراءات التوفير وتراجع الإنتاج، لكن قطاعَي النقل والبناء لم يتمكّنا من الوفاء بأهدافهما السنوية.

وأضاف مولر: "هذه إشارة إنذار فيما يتعلق بأهداف المناخ".

كان مجلس الخبراء التابع للحكومة الفيدرالية قد حذّر في الخريف من أن ألمانيا معرَّضة لخطر فقدان أهدافها المناخية لعام 2030، وفق ما نقلته صحيفة "هاندلسبلات" الالمانية (Handelsblatt).

بحلول ذلك الوقت، من المقرر خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 65% مقارنةً بعام 1990، فضلًا عن تلبية 80% من إجمالي استهلاك الكهرباء بمصادر طاقة متجددة، مثل الرياح والشمس.

التوسع في الطاقة المتجددة

في هذا السياق، يتعين على ألمانيا الإسراع بشكل كبير في التوسع في مصادر الطاقة المتجددة، لتحقيق أهدافها التي فرضتها على نفسها.

ووفقًا للحسابات التي أجراها مركز الأبحاث، يجب أن يتضاعف معدل التوسع في محطات الطاقة الشمسية بأكثر من الضعف، وأكثر من 3 أضعاف لمزارع الرياح البرية، وحتى أكثر من 8 أضعاف لمزارع الرياح البحرية.

قال مدير أغورا في ألمانيا، سيمون مولر: "التوسع في الطاقة المتجددة هو أساس كل شيء آخر".

وشدد على أنه يجب زيادة الوتيرة للحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء للعمليات الصناعية، على سبيل المثال.

عمومًا، وفقًا للتقرير، وُسِّعَت مصادر الطاقة المتجددة بشكل أسرع العام الماضي مقارنةً بعام 2021، بمقدار 9.6 غيغاواط، بزيادة 61% عن العام السابق.

وبلغ إجمالي الطاقة المركبة من مصادر الطاقة المتجددة في نهاية عام 2022 نحو 148.2 غيغاواط، وفق ما أوردته منصة "ماركت سكرينر" (Market Screener).

ألمانيا تتخلف عن أهدافها المناخية بسبب الحرب الروسية
أحد مشروعات الطاقة الشمسية - أرشيفية

مساهمة الطاقة المتجددة في ألمانيا

كانت أكبر زيادة في مصادر الطاقة المتجددة العام الماضي (2022) في منشآت الطاقة الشمسية.

ووفقًا للبيانات الأولية، شُغِّلَت أنظمة بسعة إجمالية 7.2 غيغاواط حديثًا، بزيادة قدرها 44% عن العام السابق.

من أجل تحقيق هدف السعة البالغ 215 غيغاواط بحلول عام 2030 المنصوص عليه في قانون مصادر الطاقة المتجددة، ستكون هناك حاجة إلى متوسط زيادة سنوية يُقدَّر بـ 18.6 غيغاواط بدءًا من عام 2023، وفقًا لحسابات أغورا.

وأضافت توربينات الرياح البرية 2 غيغاواط من السعة العام الماضي، بزيادة نحو 21% عن العام السابق، وكانت هذه هي الزيادة الثالثة على التوالي، وإن كان من مستوى منخفض.

ولتحقيق هدف 2030 البالغ 115 غيغاواط، يجب إضافة توربينات بسعة نحو 7.1 غيغاواط كل عام.

وكان التقدم في طاقة الرياح البحرية بطيئًا، مع 0.3 غيغاواط فقط من السعة الجديدة في عام 2022، وفقًا للبيانات الأولية.

وبحلول عام 2030، يتطلب قانون طاقة الرياح في البحر 30 غيغاواط على الأقلّ، وهو ما يتوافق مع متوسط إضافة سنوية قدره 2.7 غيغاواط.

فيما أعلنت هيئة تنظيم الكهرباء الألمانية، اليوم الأربعاء، انخفاض استهلاك الكهرباء خلال العام المنصرم، بنحو 4%، وارتفع صافي توليد الكهرباء 0.4%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق