رئيسيةأخبار التغير المناخيأخبار منوعةالتغير المناخيمنوعات

ألمانيا تقرر هدم قرية لتوسعة منجم فحم.. واشتباكات بين الشرطة ونشطاء المناخ

هبة مصطفى

اضطرت ألمانيا إلى اتخاذ قرار بتوسعة منجم فحم، بعدما اضطرتها معدلات الطلب المرتفعة وأزمة الطاقة التي خلّفها الغزو الروسي لأوكرانيا إلى العودة للوقود الملوث مرة أخرى.

وفي سعيها لتوفير المزيد من إمدادات الفحم، تعمل برلين على تزويد منجم "غارزفايلر" بمساحات إضافية من أراضي قرية "لوتزيرات"، وأدى ذلك إلى تهجير سكان القرية؛ تمهيدًا لهدم مساكنها، بحسب ما نقله موقع نيوز برس ناو (News Press Now) عن وكالة الأنباء الألمانية "دي بي إيه".

ولاقت تلك الممارسات رفضًا من نشطاء المناخ، الذين اشتبكوا مع قوات الشرطة، وأطلقت السلطات المحلية التي تقع القرية في نطاقها الدعوات للمغادرة وإخلاء القرية قبل هدمها، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

إخلاء لتوسعة منجم فحم

أمهلت السلطات المحلية قاطني القرية الواقعة غرب البلاد، سواء من السكان أو نشطاء المناخ، حتى 10 يناير/كانون الثاني الجاري لمغادرتها دون ممارسات عنف، قبيل السماح لقوات الشرطة بالإخلاء الكامل.

منجم فحم
جانب من احتجاجات النشطاء في القرية الألمانية - الصورة من (alaska Highway News)

وتهدف تلك الخطوات إلى توسعة منجم فحم ورقعة التعدين لضمان إمدادات أكبر من الوقود البني والأسود تمكّنها من تشغيل محطات توليد الكهرباء.

واشتبك نشطاء المناخ مع الهيئات الأمنية المعنية مستعملين الزجاجات والحجارة لرشق أفراد الشرطة، أمس الإثنين 2 يناير/كانون الأول، وأبدوا رفضهم لتوسعة منجم فحم في القرية وإجلاء سكانها تمهيدًا لهدمها.

وترك عدد كبير من سكان القرية منازلهم استجابة لنداء السلطات المحلية، غير أن نشطاء البيئة والمناخ استوطنوا المنازل الخاوية لمنع محاولات توسعة منجم فحم "غارزفايلر"، وسط مخاوف من تسبُّب عمليات التوسعة بإطلاق ثاني أكسيد الكربون بملايين الأطنان في الهواء.

مزرعة رياح أم منجم فحم؟

لم يقتصر الأمر على إجلاء سكان قرية وهدمها فقط لتوسعة منجم فحم "غارزفايلر"، إذ أُعلن -في أكتوبر/تشرين الأول الماضي- أيضًا تفكيك مزرعة رياح عملاقة تضم 8 توربينات مُثبتة منذ عام 2001.

وبحسب بيانات الشركة التي تولّت أعمال بناء المزرعة "شركة إنرجي كونتور"، فإن لديها مهلة حتى نهاية العام الجاري (2023) لتفكيك التوربينات المتبقية بالموقع، رغم تعهُّد الحكومة المحلية وقف استعمال الوقود الملوث بحلول نهاية العقد (2030).

ويوضح الرسم أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- حجم اعتماد ألمانيا على الغاز الطبيعي في توليد الكهرباء، وكذلك استحواذ روسيا على غالبية حصص وارداته، وفق بيانات بلومبرغ و"يوروستيت" و"إيه جي إي بي" عن عامي (2020) و(2021):

الغاز الطبيعي - ألمانيا

وبصورة أساسية، يُنتج منجم غارزفايلر 25 مليون طن سنويًا من الفحم البني "الليغنيت"، ويُخطط لزيادة معدل إنتاجه -عبر التوسعة المرتقبة- لتزويد محطات توليد الكهرباء بالمزيد من الإمدادات.

ودعمت محكمة في ألمانيا قرار توسعة المنجم ليتمتع بصبغة قانونية رغم معارضة نشطاء المناخ والبيئة، واستندت المحكمة في قرارها إلى عدم توافر بدائل ومناجم يمكنها تزويد محطات المنطقة بالفحم البني "الليغنيت".

أزمة الطاقة

يبدو أن مخاوف أزمة الطاقة ونقص الإمدادات ألقت بالخطط المناخية رأسًا على عقب، إذ استبقت ألمانيا فصل الشتاء واستعدّت لتلبية الطلب على الكهرباء والتدفئة الآخذ في الارتفاع، عبر إطالة عمر وحدتين بمحطات الكهرباء العاملة بالفحم حتى عام (2024)، رغم أنه كان يُخطط لتقاعدهما العام الماضي (2022).

وجاء ذلك رغم اتفاق الحكومة الفيدرالية وحكومة المقاطعة التي تضم القرية مع أكبر الشركات المنتجة للكهرباء في البلاد "آر دبليو إي" على تقديم موعد التخلي عن الفحم لمدة 8 سنوات كاملة، وإنهاء توليد الكهرباء منه بحلول نهاية العقد (2030)، حسب اتفاق أُعلن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

منجم فحم
حفّارة تقوم بأعمال توسعة محيط المنجم في القرية الألمانية - الصورة من واشنطن بوست

ولم يقتصر الأمر في ألمانيا على محاولة توسعة منجم فحم بهدم قرية مأهولة فقط، بل إن البيانات تُشير إلى توسعة نطاق توليد الكهرباء من الوقود الملوث بأنحاء عدّة في البلاد، خاصة خلال الربع الثالث من العام الماضي (2022).

وخلال الأشهر من يوليو/تموز حتى سبتمبر/أيلول، ارتفع إسهام محطات الكهرباء العاملة بالفحم إلى 36.3% من المزيج، وهو معدل يرتفع بنسبة 4.4% عن المدة ذاتها في العام السابق له (2021)، حسب بيانات إحصائية رسمية.

كما سبق أن أعلنت برلين، مطلع الربع الثالث من العام الماضي (2022)، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، استئناف تشغيل 3 من محطات الكهرباء العاملة بالفحم كانت قد أُوقفت في وقت سابق؛ التزامًا بالخطط المناخية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق