نفطتقارير النفطرئيسيةروسيا وأوكرانياعام على حرب أوكرانيا

الحرب تعوض شركات النفط والغاز الأميركية العملاقة عن عام الوباء (تقرير)

أبرزها إكسون موبيل وشيفرون

حياة حسين

اقرأ في هذا المقال

  • 100 مليار دولار أرباح شركتي إكسون وشيفرون في 2022
  • رئيس إكسون: الأرباح الهائلة تدلّ على صحة خطواتنا
  • شركتا إكسون موبيل وشيفرون تزيدان الاستثمارات ومخصصات شراء أسهمهما
  • أرباح الشركات الأميركية العملاقة تستفزّ المسؤولين

عوضت الحرب في أوكرانيا شركات النفط والغاز الأميركية العملاقة عن خسائر عام الوباء وآثار نشطاء البيئة معًا في 2022، بمكاسب قياسية، وصعود في قيم أسهمها السوقية.

وتمثّل شركتا إكسون موبيل وشيفرون أكبر دليل على ذلك، وفق تقرير تحليلي لصحيفة "فايننشال تايمز"، أمس الأحد 1 يناير/كانون الثاني 2022.

وتشير التوقعات إلى أن خزائن شركتي إكسون موبيل وشيفرون الأميركيتين ستمتلئ بأرباح تبلغ قيمتها 100 مليار دولار عن العام المنصرم 2022، بفضل ارتفاع الأسعار والحرب.

وبدأت روسيا غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022؛ ما دفع الدول الغربية إلى فرض عقوبات على موسكو، وتبعتها بإجراءات متنوعة، في مسعى لإضعاف إيراداتها؛ كونها من المنتجين الكبار للنفط والغاز عالميًا؛ ما انعكس سلبًا على أسواق الطاقة العالمية، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

توقعات الأرباح

تتوقع شركتا النفط والغاز الأميركيتان العملاقتان، إكسون موبيل، وشيفرون، تحقيق أرباح تزيد عن 56 مليار دولار، و37 مليار دولار على التوالي في العام المنصرم 2022، وفق تحليلات "وال ستريت" و "إس آند بي كابيتال آي كيو".

ويُعدّ هذا انعكاسًا إيجابيًا لاتجاه أرباح شركتي النفط والغاز، مقارنة بالشهور 18 السابقة، إذ كانت الصناعة تعاني جراء آثار وباء كورونا (كوفيد-19)، التي دفعت الأسعار إلى الهبوط إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.

ولم تتوقف معاناة شركات النفط والغاز عند آثار وباء كوفيد-19 الذي ضرب العالم نهاية 2019 فقط، بل عانت -أيضًا- من ضغوط المساهمين من نشطاء المناخ بشأن إستراتيجيات الشركات المناخية.

ووصلت تلك الضغوط إلى ذروتها عندما فقدَ مجلس إدارة إكسون موبيل 3 مقاعد لصالح صندوق التحوط "إنجين 1" في شهر مايو/أيار 2021، وهو ممثل لنشطاء المناخ، ويرى المسؤولون فيه أن إدارة الشركة غير مؤهلة للتعامل مع القضية المناخية.

وخلال اجتماع المساهمين السنوي، فاز 3 من المرشحين بمجلس إدارة صندوق التحوط إنجين 1، وهو ما مثّل خسارة هائلة لأكبر شركة نفط أميركية، بعد معركة استمرت شهورًا حول إستراتيجية أعمال الشركة وخطط نموها.

وخسرت إكسون موبيل أكثر من 20 مليار دولار عام 2020، وتُعدّ الأبطأ في تبنّي استثمارات منخفضة الكربون أكثر من منافسيها العالميين.

انتصار للشركات

شركات النفط والغاز الأميركية
الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل دارين وودز - الصورة من "هاندلسبلات"

تعدّ شركات النفط والغاز الأميركية العملاقة أرباحها القياسية في 2022 بمثابة انتصار على معارضي سياساتها من نشطاء المناخ ومؤيديهم من المساهمين فيها.

وعلى سبيل المثال، قال الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل دارين وودز: "إن ما حققته الشركة في هذا العام -يقصد 2022- دليل على أننا كنّا نسير في الطريق الصحيح".

ويبدو أن تلك الأرباح عززت من ثقة مسؤولي شركات النفط والغاز الأميركية، فقد أعلنت بعضها، نهاية 2022، خططًا لزيادة الاستثمارات في مشروعات الوقود الأحفوري.

وترفع إكسون موبيل استثماراتها في المشروعات العام الجاري 2023 إلى ما بين 23 و25 مليار دولار، من 22 مليار دولار متوقعة في 2022، بينما يقلّ الرقم للمشروعات منخفضة الكربون إلى 17 مليار دولار حتى 2027، رغم زيادته بملياري دولار.

وتخطط شركة شيفرون لزيادة استثماراتها في صناعة النفط والغاز من 15 مليار دولار إلى 17 مليار دولار في 2023، متضمنةً مليارَي دولار لخفض انبعاثات الكربون وامتصاص آثار صعود معدلات التضخم.

سخاء المسؤولين

الأرباح الهائلة التي حققتها شركات النفط والغاز الأميركية العملاقة العام الماضي (2022) -وفق ما هو متوقع- جعلتها أكثر سخاءً مع مساهميها، ربما لتعويضهم عن خسائر عام ونصف وقت سيطرة الوباء، لكن الأرجح أن المسؤولين فيها يرغبون في إسالة لعاب مساهميها مجددًا، وكسب ودّهم في انتخابات مجالس الإدارة المقبلة.

وتنوَّع السخاء ما بين توزيعات الأرباح الكبيرة، وإعادة شراء أسهم الشركة؛ ما يساعد على ارتفاع قيمة السهم السوقية، وهو ما يعني مزيدًا من المكاسب للمساهمين.

وتخطط إكسون موبيل لإنفاق نحو 50 مليار دولار على برنامج إعادة شراء الأسهم حتى عام 2024، أي رفعت خطتها السابقة البالغة 30 مليار دولار بنحو 10 مليارات دولار.

ويتضمن هذا المبلغ 15 مليار دولار، حصل الشراء بها في المدة الأخيرة من العام المنصرم، كما خصصت شيفرون 15 مليار دولار لإعادة شراء أسهمها.

وانعكس شراء الأسهم على أسعارها، إذ أغلق سهم إكسون موبيل تعاملات العام المنصرم عند 110 دولارات، مرتفعًا 80% على أساس سنوي، بينما زاد سعر سهم شيفرون بنسبة 53%، مسجلًا 180 دولارًا.

غير أن تلك الأرباح وسخاء الشركات على مساهميها، كان ثمنها فادحًا على المواطنين الأميركيين جراء ارتفاع أسعار الطاقة، وزيادة معدلات التضخم بسببها إلى أعلى مستوى في 4 عقود؛ ما آثار غضب المسؤولين بالبلاد.

انتقادات المسؤولين

شركات النفط والغاز الأميركية
شركة شيفرون الأميركية - الصورة من "إندستريال غلوبال يونيون"

كرر الرئيس الأميركي جو بايدن انتقاداته لشركات النفط والغاز العملاقة؛ بسبب تحقيقها أرباحًا على حساب معاناة المواطنين، لكنه لم يكن الوحيد في بلاده، أو في العالم.

ففي ديسمبر/كانون الأول 2022، وصف مبعوث الطاقة الأميركي آموس هوكستين شركة إكسون موبيل؛ بسبب إعلانها زيادة شراء أسهمها على حساب ضخ استثمارات جديدة، بأنها ليست أميركية.

وطالبَ الشركات بضخّ استثمارات إضافية في عمليات الحفر والاستكشاف والإنتاج؛ لزيادة الإنتاج وتخفيف ضغط الأسعار، رغم أنها أعلنت زيادة تلك الاستثمارات في وقت سابق، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

الاعتماد على النفط

ترى شركتا إكسون موبيل وشيفرون الأميركيتان أن العالم سيظل يعتمد على النفط والغاز لعدّة عقود مقبلة، رغم مجهودات تحول الاقتصادات بعيدًا عن الوقود الأحفوري لعلاج تغير المناخ.

وتوقّعت إكسون موبيل أن ينمو الطلب على النفط حتى عام 2040 على الأقل، مشيرة إلى أن الاستهلاك سيتجاوز ملايين البراميل يوميًا.

كما تتنبّأ الشركة الأميركية بنمو الطلب على الغاز بنسبة 50% في المدة ذاتها.

وتتناقض تلك التوقعات مع رؤية شركة النفط البريطانية (بي بي)، التي ترى أن الطلب على النفط سيتناقص بدءًا من العقد المقبل، وأنه سينخفض 20% بحلول 2050؛ لذلك قررت خفض إنتاجها إلى النصف في 2030.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة شيفرون مايك ويرث مؤخرًا: "إن الوقود الأحفوري سيظل الطاقة التي تدير العالم لـ20 عامًا مقبلة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق