تقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

شبكات الكهرباء في أوكرانيا تحت القصف الروسي.. والمواطنون يلجأون للبطاريات

محمد عبد السند

يعمد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى قصف شبكات الكهرباء في أوكرانيا بصفة دورية، في إطار تكنيك عسكري، يُعوَّل عليه لحسم الصراع الدائر على الأرض لصالحه.

إذ يشهد الأوكرانيون ترديًا في أوضاعهم المعيشية منذ الغزو الروسي لبلادهم -الذي اشتعلت شرارته الأولى في 24 فبراير/شباط (2022)- وهو ما فاقمه قصف شبكات الكهرباء؛ ما أغرق سكان العديد من المدن والبلدات في ظلام دامس بسبب انقطاع التيار بشكل كلي، أو حتى لساعات طويلة خلال اليوم، وفقًا لما ذكرته مجلة "بي في ماغازين" pv magazine.

تقول مديرة التطوير بالرابطة الأوكرانية للطاقة المتجددة، أولغا سوخوبارا، إنه في أعقاب القصف الروسي منذ الحرب، أصبح الأوكرانيون معتادين على الحياة تحت الغارات الجوية.

شبكات الكهرباء تحت القصف

منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول (2022)، بدأت الغارات الجوية الروسية تستهدف شبكات الكهرباء في أوكرانيا، وهو ما مثّل تحولًا تكنيكيًا واضحًا في الصراع الدائر على الأرض.

وذكرت سوخوبارا أن "الخسائر التي لحقت بالبنية التحتية الروسية أثرت تأثيرًا كبيرًا في حياة الأوكرانيين وعملهم.. المدن الغارقة في الظلام لساعات لم تعد نابضة بالحياة".

وأضافت أن "مواطني العاصمة الأوكرانية كييف أضحى لزامًا عليهم الآن قضاء من 5 إلى 6 ساعات يوميًا دون كهرباء".

وتابعت: "من الصعب جدًا شراء أجهزة تخزين الكهرباء المنزلية، بينما يزداد الطلب على المولدات التي تعمل بالديزل والبنزين بواقع مرات".

وواصلت: "المواطنون يتكالبون على تخزين البطاريات، والشموع، ومواقد الغاز، وأشياء أخرى، في إطار استعداداتهم للطقس البارد وهم في منازلهم في فصل الشتاء".

ويوضح الرسم التالي النسب المئوية التي تُسهم بها مصادر الطاقة المختلفة في توليد الكهرباء في أوكرانيا خلال المدة من 2020 إلى 2030:

إمدادات الكهرباء في أوكرانيا ضمن سيناريو تحول الطاقة

تلفيات في 40% من منشآت الطاقة

وفقًا لآخر تقييم رسمي كُشف عنه، في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني (2022)، لحقت أضرار بنحو 40% من البنية التحتية للكهرباء في أوكرانيا.

وبطبيعة الحال يتغير هذا الرقم يومًا تلو الآخر، ولا سيما في ضوء القصف المكثف للقوات الروسية ضد البنية التحتية المدنية الأوكرانية في 15 نوفمبر/تشرين الثاني (2022).

وفي أعقاب القصف الجماعي لمنشآت الطاقة الأوكرانية، تعاني الشركة المشغلة للكهرباء في أوكرانيا "أوكرينرغو" انقطاعًا متكررًا للكهرباء في عموم البلاد.

وفي هذا الشأن قالت الناطقة باسم شركة "ديكسي غروب" -البحثية ومقرها كييف- أوكسانا ريابشون، إن الهدف الأساسي للهجمات الروسية هو تدمير البنية التحتية المدنية في أوكرانيا، جنبًا إلى جنب مع منشآت الطاقة ومرافق التوزيع التابعة لها، وهو ما يؤدي إلى عيش الأوكرانيين في مناخ بارد شديد التطرف".

سباق مع الزمن

بجانب استهدافها محطات توليد الكهرباء، تستهدف الهجمات الروسية شبكات النقل، وفي هذا الصدد، قالت سوخوبارا: "في الهجمات الأخيرة على منشآت الطاقة دُمِّرَ العديد من شبكات التوزيع".

وواصلت: "انقطاع الكهرباء في أوكرانيا لا يحدث نتيجة انعدام السعة، ولكن بسبب استحالة توصيل الكهرباء إلى المستهلك بالمعدلات المطلوبة".

وقال الرئيس التنفيذي لـ"دي تي إي كيه،" أكبر شركة خاصة لإنتاج الكهرباء في أوكرانيا، دميترو ساخاروك، إن الهدف الرئيس للتكنيكات الروسية الجديدة هو "تدمير وحدة منظومة الطاقة في أوكرانيا، وخلق أقاليم ومناطق معزولة في البلاد، تحصل على الكهرباء من مصادر قائمة بالفعل.. وإذا لم تكن ثمة مصادر، تظل تلك المناطق دون كهرباء بالكلية".

نقص في المعدات

تكافح "أوكرينرغو" كذلك لإصلاح شبكات الكهرباء، مع تسارع الوتيرة التي تقصفها بها القوات الروسية، ولا يجد المهندسون الوقت الكافي أو المعدات اللازمة لإعادة الشبكات إلى حالتها الطبيعية.

وقد شهدت بعض مناطق أوكرانيا أضرارًا كارثية في شبكات الكهرباء؛ ففي مدينة لفيف "lviv" -غرب البلاد- على سبيل المثال، قد يستغرق الأمر من 8 إلى 12 شهرًا لإصلاح البنية التحتية للطاقة المدمرة، وفقًا لما قاله رئيس الإدار الإقليمية العسكرية، ماكسيم كوزيتسكي.

وبناء عليه تحتاج أوكرانيا إلى تبرعات عاجلة في الأدوات والمعدات الهندسية، بحسب ما أكدت ريابشون.

وبالفعل تتبرع الشركات الغربية، أمثال "بي جي إي" و"تورون" البولنديتين، و"شنايدر إلكتريك" الفرنسية، و"إي. أون" و"50 هيرتز" الألمانيتين، بالمحولات وقواطع الدوائر والمفاتيح والمولّدات والكابلات وغيرها من المعدات اللازمة لإصلاح شبكات الكهرباء.

كما تدخل شركات أخرى فنلندية وليتوانية وبرتغالية وأيضًا أميركية، في قائمة المتبرعين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق