تقارير الطاقة المتجددةالتقاريررئيسيةطاقة متجددة

4 عوامل تعزز تطور طاقة الرياح البحرية في أميركا خلال 2022

هبة مصطفى

رغم أن حجم الإنجاز في عناصر خطط الطاقة المتجددة للرئيس جو بايدن ما زال محدودًا، سجلت طاقة الرياح البحرية في أميركا خلال العام الجاري (2022) خطوات مهمة تعدّ الأسرع أداءً مقارنة بالموارد النظيفة الأخرى.

ورغم النظرة المتفائلة، حوصرت وتيرة الأداء المرتفعة بتداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا قبل 10 أشهر وتداعيات انتشار جائحة كورونا، وما ترتّب عليهما من قفزة لفاتورة التضخم والتكلفة واضطراب بسلاسل التوريد، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتتطلع الولايات المتحدة إلى المزيد من الإنجازات في قطاع الرياح البحرية بحلول العام المقبل (2023)، بالتوسع في ولايات عدّة، إلى جانب التخطيط لطرح مناقصات في خليج المكسيك وسواحل ولاية مين.

وبصورة محددة، أثّرت 4 عناصر في أداء الرياح البحرية طوال الأشهر الماضية، من بينها: (إدارة المناقصات، وحالة اليقين والثقة، ودعم قدرات الاستكشاف، واستعمال تقنيات جديدة)، بحسب ما تطرَّق إليه مقال للكاتبة هيذر ريتشارد، نُشر في موقع إي أند إي إنرجي واير (E&E Energy Wire).

إدارة المناقصات.. نيويورك نموذجًا

تلقّت صناعة الرياح البحرية في أميركا دعمًا من النجاح الذي حققته مناقصة نيويورك التي اجتذبت عطاءات مطوّري الطاقة المحليين وشركات النفط العالمية أيضًا.

ورغم ذلك، انتقد مهتمون بالصناعة العطاءات المرتفعة المقدمة، وأرجعوا ذلك إلى إسهام تلك الخطوة في رفع تكلفة المشروعات، وتراجع الزخم الذي حظيت به الصناعة مؤخرًا.

وأطلق حينها -في مارس/آذار الماضي- الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الدنماركية "أورستد" في أميركا الشمالية ديفيد هاردي جرس إنذار من ارتفاع أسعار طاقة الرياح البحرية في أميركا لبعض الولايات مثل نيوجيرسي ونيويورك، ما يصيب وتيرة انتقال الطاقة بالبطء.

ورغم أن الشركة الدنمركية تعدّ الأكبر في السوق الأميركية، فإنها انسحبت من المناقصة، بعدما ارتفعت أسعار العطاءات المطروحة بها.

وفي المقابل، رأى الرئيس التنفيذي لشركة "أتينتيف إنرجي" التابعة لعملاق الطاقة الفرنسية "توتال إنرجي" داميان بيدنارز أن ارتفاع العطاءات دلالة على مدى قوة السوق في نيويورك، في حين فازت شركته بعقد إيجار في خليج نيويورك يمتد لمساحة قدرها 84 ألف فدان.

وتطرقت الرئيسة التجارية لشركة "آغير إنسايتس" لتحليلات الطاقة ريكي نورغارد إلى زاوية أخرى تُشير إليها الدروس المستفادة لمناقصة نيويورك الداعمة لقطاع الرياح البحرية في أميركا.

وقالت نورغارد، إن ولاية نيويورك والمسؤولين عن الصناعة بها رغبوا في إظهار مدى إقبال شركات النفط والغاز العالمية على حصص الرياح البحرية بها مهما كانت الأسعار والتكلفة، ما يفسّر ارتفاع أسعار العطاءات إلى هذا الحدّ.

ونبّهت إلى أن معدلات الأسعار التي شهدتها مناقصة نيويورك لم تتكرر في جولات التأجير، سواء في ولاية كارولينا الشمالية شهر مايو/أيار الماضي، أو في ولاية كاليفورنيا شهر نوفمبر/تشرين الثاني.

اليقين في السوق الأميركية

يعزز عقد مناقصات طاقة الرياح البحرية في أميركا بصورة دورية، ودعم ذلك بغطاء تشريعي، وإعفاءات ضريبية، استقرار الصناعة وتوسعها.

وحتى الآن، أنجزت إدارة الرئيس جو بايدن 3 مناقصات تعكس رغبتها في تحقيق أهداف خطة الطاقة النظيفة.

وأدّت مناقصة كاليفورنيا -بصورة خاصة- دورًا مهمًا في التأكيد على قوة الصناعة بالبلاد، رغم ارتفاع معدلات التضخم، إذ أُغلقت بمنح عقدَي إيجار قبالة الساحل الأوسط بقيمة تزيد عن 700 مليون دولار.

ويقارن الرسم البياني أدناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- بين سعة كل من طاقة الرياح البرية والبحرية في مناطق عدّة خلال 2020 والعام الماضي (2021):

سعة طاقة الرياح

وبجانب ذلك، دفع قانون خفض التضخم الذي أقرّه بايدن في أغسطس/آب الماضي نحو تحقيق التوقعات الاقتصادية للصناعة، ودعم سلاسل التوريد.

وأوضحت الرئيسة التجارية لشركة "آغير إنسايتس" لتحليلات الطاقة ريكي نورغارد أن تحليل سوق الطاقة الأوروبية يشير إلى ضرورة امتلاك مصادر ثابتة للموارد قبيل بدء الاستثمار بسوق طاقة الرياح البحرية في أميركا.

وتوقعت ضخ المزيد من الاستثمارات في الصناعة بحلول العام المقبل (2023).

قدرات الاستكشاف

شهد العام الجاري زيادة وتيرة المواقع المؤهلة لاستثمارات طاقة الرياح البحرية في أميركا وعقود الإيجار، بقيادة مكتب إدارة المحيطات المعني بتلك المهمة، بجانب تولّي مسؤولية المناقصات والمشروعات المطروحة.

وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة "تيرن فورورد" المستشارة السابقة في إدارة بايدن، ستيفاني ماكليلان، إن المكتب أجرى تقييمًا لـ10 مشروعات مقترحة لمزارع الرياح البحرية، ويستهدف -وفق خطط البيت الأبيض- منح 16 موافقة بحلول عام 2025، نجح في إتمام اثنتين منها حتى الآن، خلال العام الماضي (2021).

وعزز الكونغرس خلال العام الجاري (2022) مكتب إدارة المحيطات بميزانية أكبر وكوادر بشرية أسهمت في تضاعف حجم الصناعة والانتقال من مرحلة اختبار القدرات إلى مرحلة التنفيذ.

تقنيات وتوسعات جديدة

تلقّت صناعة طاقة الرياح البحرية في أميركا خلال العام الجاري (2022) دعمًا من توسعات فاقت الإنجازات الأوروبية، باستعمال التوربينات العائمة بالمياه العميقة.

وتعتمد تلك التقنية على تثبيت التوربينات في قاع البحر دون السترات الحديدية أو الطواحين، وهي وسائل لم تنتشر بقوة بعد في أوروبا التي شهدت تطورًا كبيرًا للصناعة.

الرياح البحرية في أميركا
نموذج لأحد التوربينات العائمة - الصورة من (Renewable Technology)

وبجانب ذلك، يركّز مكتب إدارة المحيطات على الاستفادة من الموارد والإمكانات للصناعة على الصعيد العالمي، في المحيط الهادئ والأطلسي.

وكانت إدارة الرئيس بايدن قد التزمت بنحو 15 غيغاواط من الرياح البحرية العائمة بحلول عام 2035، ما يشير إلى ارتفاع معدل الطلب على التقنيات العائمة في الآونة المقبلة.

وتتفق تلك الخطوات مع مساعي وزارة الطاقة الأميركية بخفض تكلفة التطوير العائم لصناعة الرياح البحرية في أميركا بنسبة 70%، لتصل تكلفة كل ميغاواط/ساعة منها إلى 45 دولارًا.

وأطلق مكتب إدارة المحيطات مناقصة لعقود إيجار في وسط المحيط الأطلسي على مسافات أبعد من عقود الإيجار السابقة، بعمق يصل إلى ألفي متر.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق