تقارير الغازرئيسيةغاز

استخدام غاز النفط المسال في النقل سلاح الهند لتحقيق أمن الطاقة

محمد عبد السند

تشهد الهند تسارعًا بوتيرة استعمال غاز النفط المسال في قطاع النقل، في إطار مساعي نيودلهي الهادفة إلى تعزيز قيمة اقتصادها الوطني، وإنجاز أهداف الحياد الكربوني طويلة الأمد.

ففي ظل ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي عالميًا، وعرقلة المخاوف المتنامية إزاء سلسلة الإمدادات، ووتيرة طرح السيارات الكهربائية، يمكن لاستعمال غاز النفط المسال في النقل الاضطلاع بدورِ مهم في مسار تحول الهند صوب الاقتصاد منخفض الكربون، حسبما أعلن تحالف "إنديا أوتو إل بي جي"، المعروف اختصارًا بـ"آي إيه سي" الأربعاء 28 ديسمبر/كانون الأول (2022)، ونشرته صحيفة "إيكونوميك تايمز" الهندية.

وصارت قضية أمن الطاقة تحظى بأهمية منقطعة النظير في ظل استعداد الهند الوصول بقيمة اقتصادها الوطني إلى 5 تريليونات دولار خلال السنوات المقبلة، وفقًا لأرقام طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويحل غاز النفط المسال ثالثًا في قائمة أكثر أنواع وقود النقل استخدامًا على نطاق واسع في العالم بعد النفط والديزل، إذ لا تصدر عنه أي انبعاثات كربونية تتسبب في ظاهرة الاحترار العالمي، في حين ما يزال الفحم مصدر أكثر من 60% من توليد الكهرباء في البلد الواقع جنوب شرق آسيا.

وذكرت "آي إيه سي"، في بيان، أن الحكومة الهندية قد اتخذت حزمة من التدابير، من بينها تنويع سلة الطاقة، وتعزيز البدائل، بيد أن التركيز ينصب أكثر على دفع نظام النقل القائم على السيارات الكهربائية، بغية التحول من وقودي النفط والديزل اللذين يرتكزان على الكربون، إلى بيئة أنظف.

أمن الطاقة قضية ملحة

أوضح البيان أن قضية أمن الطاقة أصبحت أكثر إلحاحًا، بل "وأكثر خطرًا"، عقب اندلاع حرب ضروس شملت منتجًا ومصدرًا عالميًا رئيسًا للطاقة، بالإضافة إلى الاضطرابات التي تشهدها إمدادات الطاقة العالمية الناتجة عن جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وتساءل البيان: "على ضوء هذه الخلفية، ألم يأنِ لنيودلهي أن تنظر بعين الحسبان إلى خيارات الوقود البديلة الأخرى في نظام النقل، مثل الغاز الطبيعي المسال، وذلك بالتزامن مع تركيزها على السيارات الكهربائية؟".

سيارة تعمل لغاز النفط المسال
سيارة تعمل بغاز النفط المسال - الصورة من autoexpress

وتابع: "السعي لامتلاك نظام نقل قائم على غاز النفط المسال، تزامنًا مع دفع التحول إلى السيارات الكهربائية، من شأنه أن يساعد على امتلاك نظام نقل نظيف، بالتوازي مع تحقيق أهداف أمن الطاقة الأوسع نطاقًا".

من جانبه، قال المدير العام لتحالف "إنديا أوتو إل بي جي" سوياش غوبتا: "إن عدم الإقرار بخيارات الوقود البديلة الأخرى (مثل استخدام غاز النفط المسال في النقل)، التي من الممكن أن تعزّز قضية النقل النظيف على نحو أكثر فاعلية، باعثة على القلق".

وأوضح غوبتا أن الانبعاثات الصادرة من غاز النفط المسال تكون أقل بكثير من نظيرتها الصادرة عن توليد الكهرباء.

وتابع: "ينبغي لنا ألا نتوقع من السيارات الكهربائية أن تجعلنا ننعم بتأثيرات النقل النظيف فورًا. ففي واقع الأمر أن المخاوف المتنامية من إمدادات غاز النفط المسال قد تبددت مع إعادة رسم مشهد الطاقة العالمي إبان العقد الماضي، مدعومًا بتحول الولايات المتحدة الأميركية من أحد أكبر مستوردي الطاقة في العالم إلى بلد مُصدر للطاقة بصورة كاملة".

وذكر غوبتا أن مخطط أوجوالا التاريخي الهادف إلى إتاحة غاز النفط المسال للأسر الفقيرة في المناطق النائية من البلد الآسيوي، واستخدامه لأغراض الطهي، قد أبلى بلاءً حسنًا.

وواصل المدير العام لتحالف "إنديا أوتو إل بي جي" تصريحاته بقوله: "لتنفيذ هذا البرنامج على الأرض، أنشأت الحكومة محطات استيراد عدة على كل من الساحل الشرقي والغربي للهند، ناهيك بمد خطوط أنابيب بآلاف الكيلومترات، بهدف تيسير عملية توزيع غاز النفط المسال في عموم البلاد".

وأتم غوبتا تصريحاته بقوله: "الآن وبعد أن حقق مخطط أوجوالا نسبة تغطية وصلت إلى نحو 100% يمكن استغلال هذه البنية التحتية الجديدة أحسن الاستغلال في عملية توزيع غاز النفط المسال، وشبكة البيع".

غاز النفط المسال
أسطوانات غاز - الصورة من رويترز

خطة حياد كربوني طويلة الأجل

ليس لدى الهند أي خطط عاجلة للوصول إلى الحياد الكربوني، بعكس الحال في دول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول المتقدمة التي تستهدف تحقيق هذا الهدف بحلول عام 2050، في حين تخطط نيودلهي لتحقيقه بحلول 2070.

وتتطلّع الدولة النووية لتقليص الانبعاثات الكربونية تدريجيًا بواقع مليار طن بحلول عام 2030، كما تخطط لتقليل كثافة الكربون في الاقتصاد بمعدل 45%، بحلول عام 2030، قياسًا بمستويات 2005، للوصول إلى الحياد الكربوني في التوقيت المقرر.

ولدى نيودلهي يقين راسخ بأن الاستخدام الشامل لغاز النفط المسال في أغراض الطهي، يُسهم بصورة كبيرة في تحسين جودة حياة المواطنين ويقلل مصادر التلوث، تماشيًا مع بعض أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

وشهدت الهند زيادة في استهلاك غاز النفط المسال من 61% في عام 2016 إلى 100% حتى الأشهر الـ10 الأولى العام الجاري (2022).

وغاز النفط المسال هو مزيج من غازات هيدروكربونية يتألف من مواد البروبان والبيوتان العادي والأيزوبيوتان، وهي نواتج عمليات تكرير النفط الخام أو عمليات معالجة الغاز الطبيعي.

ويتسع نطاق استخدام هذا الغاز في الأغراض المنزلية، من بينها أعمال التدفئة والطهي، كما يُستعمل وقودًا للمركبات، ناهيك بإمكان استخدامه في أغراض صناعية وزراعية وتجارية أخرى.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق