التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

حقل الغوار.. ماذا تعرف عن صمام أمان إنتاج النفط في السعودية؟ (تقرير)

أحمد بدر

على الرغم من تعدُّد الثروات الطبيعية التي تحظى بها السعودية، يحتل حقل الغوار مكانة متميزة بوصفه أكبر حقل نفطي في العالم من حيث الاحتياطيات المؤكدة، بجانب كونه مركزًا لاكتشافات متعددة في محيطه.

وتواصل عملاقة النفط السعودي "أرامكو" خططها المتكاملة لتطوير حقول النفط التابعة لها، وفي مقدمتها الغوار، الذي يقدّم ما يصل إلى ثلث إنتاج المملكة من النفط الخام، ويدعم قدراتها النفطية في مواجهة مختلف التحديات التي يمر بها العالم.

وتبلغ الاحتياطيات القابلة للاستخراج في حقل الغوار -الذي اُكتشف عام 1948، وخرج إنتاجه الأول إلى النور رسميًا في 1951- نحو 71 مليار برميل، في حين يُقدّر إنتاجه بنحو 3.8 مليون برميل يوميًا، ليصبح أكبر حقل نفطي بري حول العالم.

تاريخ اكتشاف حقل الغوار

في عام 1933، وقّعت المملكة العربية السعودية أول اتفاق للتنقيب عن النفط مع شركة "ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا" الأميركية، التي واصلت أعمال البحث والاستكشاف حتى توصلت إلى أولى النتائج الإيجابية باكتشاف كميات قابلة للاستغلال التجاري في عام 1938، باكتشاف "بئر الدمام 7".

حقل الغوار
حقل الغوار في السعودية - الصورة من "إن إس إنرجي"

يعود الفضل في اكتشاف النفط بمنطقة حقل الغوار، إلى فريق ترأسه كبير الجيولوجيين في شركة أرامكو "ماكس ستينكي"، ومصمم الخرائط إيرني بيرغ، الذي أشارت خرائطه إلى وجود مكامن للزيت في المنطقة.

ولاحظ فريق الجيولوجيين أن منطقة حقل الغوار بها انحناء غير مبرر ولا تفسير له، خاصة في وادي السهباء، الأمر الذي أثار اهتمام بيرغ، ودفعه إلى قياس منحدرات واتجاهات الجبال مسطحة القمم في الوادي، ليكتشف أنها مؤشر رئيس على وجود مكامن للنفط.

وعلى الرغم من أن خرائط بيرغ توصلت إلى وجود مكامن الزيت بالحقل في عام 1940، فإن الحقل لم يشهد أي تطوير إلا بعدها بنحو 8 سنوات، لا سيما مع تحول اهتمام الجيولوجيين إلى مناطق أخرى قريبة من مدينة الظهران، بالإضافة إلى حيلولة الحرب العالمية الثانية دون تطويره.

ما هو حقل الغوار؟

يقع حقل الغوار في شرق المملكة العربية السعودية، إذ يمتد من مدينة الأحساء حتى جنوب شرق الرياض، أي يمتد على مساحة 256 كيلومترًا مربعًا، لذلك يوصف بأنه أكبر حقل في العالم، من حيث المساحة والاحتياطيات وكميات الإنتاج.

ويُعد الحقل تكوينًا محدبًا على مسافة طولية متصلة، يتجاوز طوله 240 كيلومترًا وعرضه 40 كيلومترًا، ومساحته تقترب من 1.3 مليون فدان، وينقسم إلى 6 مناطق أساسية، هي: فزران، وعين دار، وشدقم، والعثمانية، والحوية، وحرض.

في عام 2019، نشرت شركة "أرامكو" السعودية تقريرًا تضمن إحصاءات عن الحقل، كشفت عن أن بإمكانه ضخ 3.8 مليون برميل يوميًا، أي ثلث إنتاج المملكة النفطي، وهو رقم أقل مما كان ينتجه في السابق، إذ كان ينتج على مدار 60 عامًا ما يزيد على 5 ملايين برميل يوميًا.

حقل الغوار

ويثير الحقل الجدل، لا سيما مع تقارير تحدثت عن إنتاجه في عام 2005 نحو 60 مليار برميل، ولكن شركة أرامكو السعودية تنفي هذه التقارير، رغم إعلانها في عام 2008، أن الحقل أنتج ما يصل إلى 48% من احتياطياته المؤكدة.

يُشار إلى أن نائب رئيس شركة أرامكو سبق أن أعلن في أبريل/نيسان 2010، إنتاج أكثر من 65 مليار برميل من حقل الغوار منذ بدء إنتاجه رسميًا في عام 1951، مؤكدًا أن إجمالي احتياطياته تجاوز في الأصل 100 مليار برميل.

وتشير التقارير إلى أن حقل الغوار يضم أكثر من ربع احتياطيات النفط السعودية، إذ تُقدّر احتياطيات النفط المكافئ فيه بنحو 58.32 مليار برميل، وهو عبارة عن صخور جيرية ترسبت في بيئات بحرية ضحلة، عمرها الجيولوجي يتراوح بين 155 و145 مليون سنة.

احتياطيات النفط في السعودية

يُسهم حقل الغوار النفطي في ما يصل إلى ثلث إنتاج المملكة العربية السعودية من النفط، وهو رقم ضخم إذا أُخِذ في الحسبان أن المملكة هي أكبر عضو منتج للخام في منظمة أوبك، بجانب كونها ثاني أكبر منتج للنفط عالميًا بعد الولايات المتحدة.

وارتفعت احتياطيات النفط المؤكدة في المملكة خلال عام 2021 إلى 261.6 مليار برميل، مقابل 258.6 مليار برميل في العام السابق له 2022، لا سيما أن إنتاج النفط في السعودية سجل 11.6 مليون برميل يوميًا في أبريل/نيسان 2020، وهو ذروة إنتاجه خلال العام، وفق بيانات "أويل آند غاز جورنال".

يُشار إلى أن وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز قد أعلن في نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي 2022 اكتشاف حقلين للغاز الطبيعي في شرق المملكة، أحدهما حقل "أوتاد"، جنوب غرب حقل الغوار، والثاني حقل "الدهناء"، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق