رئيسيةتقارير الهيدروجينهيدروجين

الهيدروجين الأخضر والغاز المسال يجذبان الاستثمارات الألمانية إلى أفريقيا (مسح)

محمد عبد السند

تتسارع وتيرة الاستثمارات الألمانية في أفريقيا خلال السنوات الأخيرة بمجالات عدة، خصوصًا في قطاعي الهيدروجين الأخضر والغاز الطبيعي المسال ضمن خطة أوسع تنتهجها برلين لقطع اعتمادها على الغاز الروسي.

وتتطلّع الشركات الألمانية إلى تعزيز أنشطتها في أفريقيا خلال العام المقبل (2023)، لا سيما في قطاعي الهيدروجين، والغاز الطبيعي المسال، إذ تخطط لزيادة استثماراتها بنسبة 43% في القارة السمراء، حسبما خلصت نتائج دراسة مسحية نشرتها وكالة "رويترز" اليوم الثلاثاء 27 ديسمبر/كانون الأول (2022).

وأظهر المسح، الذي شمل أعضاء جمعية الأعمال الألمانية-الأفريقية، أن 39% من أعضاء الجمعية لديهم خطط للحفاظ على إنفاقهم الاستثماري في أفريقيا عند مستويات مستقرة، وفق بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

نمو الاستثمارات الألمانية في أفريقيا

قال رئيس الجمعية كريستوف كانيغيسر، إن غالبية الشركات ترغب في توسيع قاعدة أنشطتها خلال العام المقبل (2023).

وأضاف: "هذا له مغزى بالطبع، نظرًا إلى أن أفريقيا ما تزال تمضي قدمًا في مسار نمو صعودي"، بحسب تصريحات أدلى بها لوكالة رويترز.

وفعليًا، ضخّت الشركات الألمانية استثمارات تُقدر بزهاء 1.6 مليارات يورو في أفريقيا في عام 2021، استحوذت منطقة دول أفريقيا جنوب الصحراء على نحو 1.1 مليار يورو منها، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن وزارة الاقتصاد الألمانية، وطالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وبينما تتطلع ألمانيا، صاحبة أكبر اقتصاد في عموم القارة العجوز، إلى فطم نفسها تدريجًيا عن الغاز الروسي منذ الغزو الذي شنته موسكو ضد كييف في 24 فبرير/شباط (2022)، صرّح كانيغيسر بأنه يرى فرصًا ذهبية في قطاع الطاقة الأفريقي.

قدرات استثمارية هائلة

أشار كانيغيسر إلى أن "ميداني الهيدروجين الأخضر والغاز الطبيعي المسال، سيعطيان قوة دافعة جديدة في الكثير من البلدان"، مستشهدًا بكل من السنغال، ونيجيريا، وموريتانيا، بصفتها أقطارًا تحظى بقدرات استثمارية هائلة في هذا الخصوص.

ولا تقتصر هذه القدرات الاستثمارية على الدول سالفة الذكر فحسب، وإنما تمتد لتشمل ناميبيا كذلك، التي يمكن أن تتربح بسخاء من إنتاج الهيدروجين الأخضر.

ودلت الدراسة على التقييم الإيجابي الذي أبدته 56% من الشركات فيما يتعلق بأنشطة أعمالها في قارة أفريقيا في عام 2022، بالإضافة إلى 7% أخرى أبدت تقييمًا بـ"جيد جدًا".

وترغب جمعية الأعمال الألمانية-الأفريقية -التي تقول إنها تمثّل ما نسبته نحو 85% من الشركات الألمانية العاملة في أفريقيا- في أن تمنحها الحكومة الألمانية دعمًا أكبر عبر تحسين ظروف إصدار الائتمانات، والحصول على الضمانات الاستثمارية من برلين؛ لتأكيد أن الشركات الأفريقية ليست حكرًا على الولايات المتحدة الأميركية أو الصين.

الاستثمارات الألمانية في الهيدروجين الأخضر والغاز المسال
محطة للغاز الطبيعي المسال - الصورة من weetracker.com

ووجهت جمعية الأعمال الألمانية-الأفريقية سهام انتقاداتها إلى قانون من المقرر دخوله حيز التنفيذ في مطلع يناير/كانون الثاني (2023)، ويلزم الشركات الكبرى بالعمل ضد خروقات حقوق الإنسان، والتغيرات المناخية.

وبررت الجمعية موقفها هذا بأن القانون مقترن بتداعيات سلبية، ناهيك بكونه يخلق طبقة جديدة من البيروقراطية.

سوق عالمية واعدة

في إطار تعويلها على الدول الأفريقية في إنتاج الهيدروجين الأخضر ضمن خطة طموحة تستهدف الاعتماد عليه في المستقبل بصفته وقودًا لديه القدرة على تحفيز النمو الاقتصادي، والإسهام بقوة في قطاع التوظيف الذي يشهد تباطؤًا في الوقت الحالي، تسعى برلين لاستحداث إستراتيجية بقيمة 45 مليون دولار أميركي، لتطوير هذه السلعة وتمويلها في جنوب أفريقيا.

وفي يناير/كانون الثاني (2022)، أماط الوزير في رئاسة الجمهورية، موندلي غونغبيلي، اللثام عن ملامح خطط واعدة تتبناها بلاده، لتطوير اقتصاد الهيدروجين في مدينة بورت نولوث الكائنة في مقاطعة كيب الشمالية، بحسب ما نشره موقع بامبز أفريكا.

ووفقّا لما أدلى به غونغبيلي، ستلامس قيمة السوق العالمية لتصدير الهيدروجين الأخضر، ما إجمالي قيمته 300 مليار دولار أميركي على الأقل سنويًا بحلول عام 2050.

وختم حديثه بالقول: "وبناء عليه حري بحكومتنا أن تضع خططًا جلية لترسخ وضعها في السوق العالمية".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق