تقارير التغير المناخيالتغير المناخيرئيسية

آثار تغير المناخ تضرب أميركا.. الغاز يتجمّد في الأنابيب والسحالي تتساقط من فوق الأشجار

حياة حسين

العاصفة الشتوية الأسوأ خلال 40 عامًا في أميركا، التي يرجعها البعض إلى تغير المناخ، لم تُجمد خطوط أنابيب نقل الغاز وآباره فحسب، وإنما طال الطقس القارس أقدام السحالي وبعض أنواع الحرباء التي تسكن الأشجار، وتسبب في تساقط عدد منها في بعض المناطق، ما دفع إلى إطلاق تحذيرات بشأنها، وفق ما ذكره موقع "دايلي ستار"، أمس الإثنين 26 ديسمبر/كانون الأول 2022.

وتراجع إنتاج الطاقة وانقطع التيار الكهربائي بسبب أسوأ عاصفة شتوية تمر بها الولايات المتحدة منذ 4 عقود.

كما هبط إنتاج الغاز الطبيعي إلى أدنى مستوى له خلال أكثر من عقد من الزمان، يوم الجمعة 23 ديسمبر/كانون الأول 2022، وضربت العاصفة الشتوية الشديدة معظم أميركا الشمالية وتسببت في تجميد الغاز داخل الأنابيب، وإغلاق عدد من الآبار، وفق ما ذكرته وكالة بلومبرغ.

وتراجع إنتاج الغاز بنسبة 10%، ما قلّص الإمدادات في 48 ولاية، وبما يعادل من 10 مليارات قدم مكعبة، بعدما نزلت الحرارة بمناطق الإنتاج الأساسية، بما في ذلك أكبر مورّد في تكساس إلى ما دون درجة التجمد، وفي الوقت ذاته، ارتفع الطلب المحلي إلى أعلى مستوى يومي منذ أوائل عام 2019، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

تحذيرات غريبة

أُطلقت تحذيرات غريبة وغير معتادة في بعض المناطق الأميركية من تساقط السحالي والحرباء من فوق الأشجار، بسبب العاصفة الشتوية.

وأفادت التحذيرات بضرورة توخي السكان الحذر من سقوط الحرباء ذات الأرجل الـ5، بعد صراع مع الطقس شديد البرودة، الذي أدى إلى تجمُّد أوصال أقدامها، وإضعاف تشبثها بالأغصان وسقوطها.

وقال الباحث في العلوم البيولوجية بجامعة واشنطن جوناثان لوسوس: "إن أنواعًا أخرى من السحالي تسقط من فوق الأشجار مثل الحرباء ذات الأرجل الـ5".

وأضافت باحثة العلوم البيولوجية في جامعة يال الأميركية مارثا مونوز: "إن تلك الكائنات أول من يشعر بتغير البيئة حولها، ويكون هذا الطقس القارس أصعب على الكائنات التي تستمد حرارة جسدها من البيئة المحيطة بها".

وأضاف موظف في حديقة حيوان ميامي، يُدعى رون ماغيل، أن تردي أحوال الطقس عامًا عن الآخر، يؤدي إلى انخفاض عدد الحرباء. وقال: "كل عام أرى عددًا أقل من هذه الحرباء على الأشجار".

ويتسبب تغير المناخ، وما يسفر عنه من تطرف الطقس، في فقد عدد كبير من الكائنات.

البنك الدولي

العاصفة الشتوية
أحد أنواع السحالي في أميركا - الصورة من "يو إس توداي"

قال تقرير للبنك الدولي في منتصف الشهر الجاري، إن قرابة مليون من أنواع النباتات والحيوانات أصبحت على حافة الانقراض، و60% إلى 70% من الأنظمة البيئية في العالم تشهد تدهورًا بوتيرة أسرع مما يمكن تعويضه.

وتشيرُ تقديرات البنك الدولي إلى أن البلدان منخفضة الدخل قد تفقد نحو 10% من إجمالي ناتجها المحلي سنويًا بحلول عام 2030 حتى لو اقتصر ذلك على انهيار عدد قليل من خدمات الأنظمة البيئية مثل التلقيح البري، والغذاء من مصائد الأسماك البحرية، والأخشاب من الغابات الأصلية.

وقال البنك الدولي: "إن فقدان الطبيعة يرتبط أيضًا ارتباطًا وثيقًا بتغيُّر المناخ، إذ إن الأزمتين تُشدِّدان بعضهما بعضًا، ومن المحتمل أن يكون لهذا تأثيرٌ في سلامة الأنظمة البيئية، ونحتاج إلى مكافحة تغيُّر المناخ وإلى غابات مفعمة بالقوة والنشاط والحيوية، ومحيطات سليمة لامتصاص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون" .

وكان هبوط درجة الحرارة الأسوأ في مونتانا الأميركية، إذ هبطت إلى أقل من 45 درجة مئوية تحت الصفر.

وأشارت تقارير إلى أن السلاحف البحرية لا تستطيع التكيف مع هذا المستوى من الانخفاض في درجة الحرارة.

وقالت عضوة في مجموعة حماية سلاحف البحر ويندي نايت: "إن الموقف غير مسبوق.. أخشى أن تعاني مئات منها صدمة البرد ما يمنعها من تناول الطعام".

وتابعت: "مثل هذه الصدمة تقضي على عقود من العمل، ونحن نواجهها دون قوة، ونعاني وضعًا كارثيًا يتحدى مجهوداتنا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق