نفطأخبار النفطأخبار منوعةرئيسيةمنوعات

العواصف تُغلق مصافي النفط في تكساس وعلى طول السواحل الأميركية

وشركات الكهرباء تطالب الأميركيين بخفض الاستهلاك

محمد عبد السند

حاصرت العواصف الثلجية العاتية عددًا من مصافي النفط على طول السواحل الأميركية وفي ولاية تكساس، التي خرجت من الخدمة نتيجة الطقس السيئ.

واضطرت شركة "ماراثون بتروليوم" الأميركية المتخصصة في تكرير النفط الخام، إلى غلق مصفاة "ﻏﺎﻟﻔﯾﺳﺗون باي" التي تبلغ سعتها 593 ألف برميل يوميًا، التابعة لها في مدينة تكساس، بسبب أعطال طالتها نتيجة برودة الطقس، وفق ما نشرته وكالة رويترز، نقلًا عن مصادر مطلعة على عمليات المحطة.

وأدى الانخفاض الشديد في درجات الحرارة إلى غلق زهاء نصف وحدات مصفاة التكرير مساء الخميس 22 ديسمبر/كانون الأول (2022)، في حين أُغلقت الوحدات في النصف الآخر من المصفاة صبيحة الجمعة 23 ديسمبر/كانون الأول (2022)، بحسب المصادر التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وذكرت مصفاة "ﻏﺎﻟﻔﯾﺳﺗون باي"، في تقرير رفعته إلى السلطات التنظيمية، أنها "تعرّضت لانقطاع في الكهرباء نتيجة الطقس البارد، ومع ذلك نجحت في أن تصل بالوحدات التي تأثرت سلبًا بالطقس المتطرف إلى (حالة آمنة)".

وبجانب غلق الوحدات في مصفاة "ﻏﺎﻟﻔﯾﺳﺗون باي"، تعرّضت الأنابيب التي تغذّي أنظمة إطفاء الحريق بالمياه حول مستودعات تخزين البوتان للتلف.

يُشار إلى أن "ﻏﺎﻟﻔيستون باي" هي ثاني أكبر مصفاة تكرير للنفط الخام في عموم الولايات المتحدة الأميركية.

غلق مصافي النفط الساحلية

مصافي النفط
مصفاة غالفيستون باي في تكساس - الصورة من "تي إس إنرجي"

بالإضافة إلى "ﻏﺎﻟﻔﯾﺳﺗون باي"، أُغلق عدد آخر من مصافي النفط في أميركا، إذ لحقت بها مصافٍ أخرى على ساحل الخليج الأميركي، مع استمرار انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وفق ما ذكرته مصادر في القطاع.

وقال رئيس قسم تحليل النفط العالمي في مؤسسة "إس إند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" ريك جوسويك: "تعطل العمل في مصافي النفط جاء نتيجة برودة الطقس، بيد أن الكهرباء قد ظلت متاحة عمومًا، دون أن تُمس".

وأوضح جوسويك: "في عام 2021، أدت موجات طقس بارد مشابهة إلى انقطاع الكهرباء على نطاق واسع، وهو ما نتج عنه غلق مفاجئ في مصافي النفط، وكان التعافي من عمليات الغلق تلك بطيئة".

وتابع: "مع ذلك، فإنه إذا حدث وأغلقت مصفاة نفط على نحو يمكن التحكم فيه، نتيجة تراكم المياه المتجمدة مثلًا، يكون التعافي من هذا الظرف أسهل وأسرع".

تأثيرات سلبية في تكرير النفط

تضررت عمليات تكرير النفط داخل المصافي بواقع قرابة 3 ملايين برميل يوميًا، جراء عمليات الغلق تلك، مقارنة بتعطل 5.6 مليون برميل يوميًا، في مصافي التكرير المنتشرة عبر ساحل الخليج الأميركي، ومنطقة الغرب الأوسط في فبراير/شباط (2021) نتيجة دوامة قطبية تعرّضت لها المنطقتان آنذاك، بحسب تصريحات جوسويك.

ورغم تلك الرياح المعاكسة، تبقى شبكة الكهرباء في المنطقة في حالة مستقرة نسبيًا، بحسب البيانات الصادرة عن نظام Poweroutage.us المتخصص في رصد عمليات انقطاع الكهرباء وتسجيلها حول العالم.

وفي تكساس، عانى قرابة 65 ألف شخص انقطاع الكهرباء، من بين إجمالي نحو 13 مليون شخص يتتبعهم "باور أوتيدج".

وفي لويزيانا، بلغ عدد الأشخاص الذين يعانون انقطاع الكهرباء نحو 18 ألف شخص، من بين إجمالي أكثر من مليوني شخص يتتبعهم النظام نفسه Poweroutage.us في الولاية.

انقطاع الكهرباء

انقطعت الكهرباء عن نحو مليون منزل وشركة في عموم الولايات المتحدة الأميركية، وفق ما نشرته وكالة رويترز، اليوم السبت 24 ديسمبر/كانون الأول (2022).

مصافي النفط
معدات إصلاح الأعطال في الشوارع الأميركية - الصورة من "بي بي سي"

وأصدرت السلطات المختصة في أميركا تحذيرات مسبقة إلى نحو 60% من سكان البلاد، بشأن العواصف التي تجتاح أميركا، بحسب أرقام شبكة مرافق الولايات المتحدة الأميركية.

ولم تتوقف نتائج الطقس السيئ على انقطاع الكهرباء فحسب، وإنما امتد التأثير ليشمل مواقع إنتاج الغاز الرئيسة التي اكتست بالثلوج، كما أدى الطقس الشتوي المتطرف إلى إغلاق الآبار.

وحذّرت توقعات الأرصاد الأميركية من استمرار هبوب العواصف الشتوية على أقاليم وولايات عديدة، خلال الأيام المقبلة، بحسب ما أعلنته مؤشرات الهيئات المعنية بالطقس والأرصاد الجوية.

وكانت السلطات المعنية قد رصدت نحو 10 آلاف حالة انقطاع للكهرباء خلال عطلة أعياد الميلاد، نتيجة العواصف الشتوية، محذرة في الوقت ذاته من أن تلك العواصف ستجلب على الأرجح موجات جليدية إلى منطقة البحيرات العظمى، إذ ستكون مقترنة بأمطار غزيرة، ثم تغطي الثلوج الشاطئ الشرقي.

كما اضطرت السلطات الأميركية إلى إلغاء ما يزيد على 5 آلاف و700 رحلة جوية داخل أميركا، أو خارجها، الجمعة 23 ديسمبر/كانون الأول (2022)، وفق رويترز.

يُشار إلى أن العواصف الشتوية الشديدة قد أدت في وقت سابق إلى سقوط خطوط الكهرباء، بالإضافة إلى وقوع حوادث السيارات على الطرق السريعة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

"بي جيه إم" تعلن حالة الطوارئ

بدورها، أعلنت "بي جيه إم"، الشبكة الكهربائية العملاقة التي تمتد من ولاية إلينوي إلى نيوجيرسي، حالة طوارئ نادرة، أصدرت بموجبها بيانًا لبعض عملائها طالبتهم بخفض الطلب على الكهرباء، مع اقتراب عاصفة شتوية عاتية، وفق "بلومبرغ".

وأعلنت "بي جيه إم" مشغل شبكة الكهرباء، حالة طوارئ من المرحلة الثانية، تستلزم من العملاء المدرجين على نظامها، الموافقة على تقليص استهلاك الكهرباء في أوقات الضرورة القصوى.

وتُعد تلك الخطوة الأحدث في سلسلة التدابير الأخيرة التي يمكن أن تتخذها شبكة كهرباء كي تتفادى الدخول في المرحلة الثالثة من حالة الطوارئ، التي تعني أن انقطاع الكهرباء بات وشيكًا أو حتى أصبح واقعًا ملموسًا.

وتقترن عمليات انقطاع الكهرباء بتداعيات كارثية لنحو 65 مليون شخص يعتمدون على الشبكة في الحصول على احتياجاتهم من الكهرباء، في حين تصارع كل من الولايات المتحدة وكندا سلسلة من العواصف الشتوية العاتية.

وذكرت الناطقة باسم "بي جيه إم"، سوزان بوهلر، في مقابلة صحفية، أن حالة الطوارئ من المرحلة الثانية "ستكون كافية بالتأكيد" لدرء غلق الشبكة.

وأضافت بوهلر: "سرعان ما تحول الطقس إلى البرودة"، في حين توقع مشغلو الشبكات أن "يهرع ملايين الأشخاص إلى تشغيل سخانات المياه في ظل هبوط درجات الحرارة إلى حد التجمد".

ويُعد إعلان الطوارئ من المرحلة الثانية أمرًا غير معتاد وبدرجة عالية بالنسبة إلى شبكة "بي جيه إم"، إذ كانت آخر مرة تُعلن فيها حالة طوارئ من النوع نفسه في مارس/آذار (2014)، حينما تسببت دوامة قطبية في نشر الفوضى في شبكة الكهرباء لعدة أشهر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق