التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

طاقة الرياح تسهم في خفض 20% من انبعاثات سفن الشحن (تقرير)

أمل نبيل

يمكن أن تؤدي طاقة الرياح دورًا مهمًا في خفض الانبعاثات الكربونية من صناعة الشحن البحري، عبر التوسع في استخدام السفن الشراعية، وفق ما رصدته منصّة الطاقة المتخصصة.

ومن بين أحدث التطورات في مجال إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي (سيوينغ)، وهي تقنية جديدة لسفن الشحن تطبّق تقنية السفن الشراعية التي تعود إلى قرون ماضية، لجمع الطاقة الناجمة عن الرياح من المحيط المفتوح، بهدف خفض الانبعاثات بنسبة 20%، وفقًا لموقع كلين تكنيكا (cleantechnica).

واعتادت صناعة الشحن العالمية أن تعمل دون إطلاق أي انبعاثات حتى القرن الـ19، عندما حلّ الدفع البخاري محل طاقة الرياح، لكن عصر البخار لم يدم طويلًا، وظهر زيت الوقود البحري على السطح في ثلاثينيات القرن الماضي، ودفع البخار جانبًا بالكامل بحلول نهاية القرن الـ20.

صناعة الشحن البحري

يشير زيت الوقود البحري إلى زيوت خام بكثافة عند 15 درجة مئوية أعلى من 900 كغم/متر مكعب، وزيوت الوقود بكثافة عند 15 درجة مئوية أعلى من 900 كغم/متر مكعب، أو القار والقطران ومستخرجاتهما.

وتُسهم صناعة الشحن البحري بنحو 3% من انبعاثات الكربون العالمية، ولم تظهر حتى الآن إستراتيجية ناجحة لإزالة الكربون من القطاع.

طاقة الرياح
السفن الشراعية - الصورة من موقع marineindustrynews

ويطلق الشحن البحري ما يقرب من مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، بحسب تقرير لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية.

وقالت الجمعية الأميركية للكيمياء في فبراير/شباط الماضي 2022، إن المنظمات الكبيرة متعددة الجنسيات تهدف إلى خفض الانبعاثات من صناعة الشحن بنسبة 50% في السنوات المقبلة، لكن الطريق إلى إزالة الكربون من النقل البحري ما يزال غير واضح.

ودعت المنظمة البحرية الدولية "أي إم أو" إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 50% بحلول عام 2050، مقارنة بمستويات عام 2008، من أجل تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ.

خفض انبعاثات السفن

يقيّم الخبراء طرقًا مختلفة لخفض انبعاثات السفن عبر أنواع الوقود البديلة، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين والأمونيا والميثانول؛ وجميعها لها مزايا وعيوب من حيث الانبعاثات والسلامة والجدوى والتكلفة.

ويهدف قطاع النقل البحري إلى خفض انبعاثات الكربون بنسبة 40% من مستويات عام 2008 بحلول عام 2030، وإجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 50% بحلول عام 2050.

طاقة الرياح
شعار شركة إيرسيس - الصورة من موقع الشركة

روّج عدد من الشركات الناشئة أنواعًا مختلفة من الأشرعة لالتقاط طاقة الرياح لسفن الشحن في السنوات الأخيرة، ومن بين هذه الشركات "إيرسيس"، وهي شركة فرنسية ناشئة تحت مظلة إيرباص.

وقدّمت إيرسيس شراعها المميز "بارافويل"، وهو نوع من الأشرعة التي تعمل دون الحاجة إلى صارٍ ثابت، يمكن تحليقها على مسافة عالية فوق السفينة لالتقاط الرياح الأقوى والأكثر ثباتًا.

وصُمّم "سيواينغ" للوصول إلى ارتفاع 200 متر لخفض 20% من الوقود وانبعاثات الكربون في المتوسط، قد تصل إلى 40% في أفضل السيناريوهات أو تتراجع إلى 10% في أسوأ الأحوال.

وصُمّم "سيواينغ" في شكل نمط ثُماني، ليحصد 10 أضعاف طاقة الرياح المتاحة؛ طبق المهندسون في "إيرسيس" خبراتهم في مجال الطيران لتصميم نظام آلي بالكامل للشراع.

وفي ديسمبر/كانون الأول من عام 2021، أعلنت شركة إيرسيس أنها طبّقت شراعها "سيواينغ" الجديد على سفينة رو-رو (رول أون، رول أوف) للبضائع ذات العجلات بتكليف من شركة أيرباص.

وفي الصيف الماضي، أضافت "كيه لاين" طاقة الرياح إلى 3 من سفن البضائع السائبة الأصغر حجمًا، كما وقّعت صفقة مع إيرسيس لدمج أنظمة السفن ذات التقنية العالية "كاواساكي للحلول البحرية المتكاملة" مع نظام التحكم سوينغ، بهدف حصد أكبر قدر ممكن من طاقة الرياح لأنواع مختلفة من السفن وطرق الشحن المختلفة.

طاقة الرياح

شاركت إيرسيس والاتحاد الأوروبي في تمويل مشروع جديد يُسمّى "سوينغ 4 بلو"، يهدف إلى توسيع نطاق استخدام طاقة الرياح بصفته مسارًا مهمًا على المدى القريب لإزالة الكربون البحري.

وإذا سارت الأمور وفقًا للخطة المعلنة، فسيكون لمشروع سوينغ 4 بلو إصدار تسلسلي من سوينغ قيد الإنتاج بحلول عام 2024، نحو هدف تشغيل ألف سوينغ بحلول عام 2030.

وتجرّب صناعة الشحن البحري -أيضًا- تقنيات طاقة الرياح الأخرى، بما في ذلك الأشرعة الصلبة المعتمدة من يخوت السباق.

ولا تُعد أي من هذه الحلول متكاملة، لكن إيرسيس تؤكد أن طاقة الرياح يمكن أن تساعد في تسريع إزالة الكربون في مدة زمنية على المدى القريب قبل نهاية العقد.

ويمكن أن تستمر طاقة الرياح -أيضًا- في المساعدة في خفض تكاليف الوقود لصناعة الشحن في ظل سيناريو منخفض الكربون في السنوات المقبلة.

ويُجرى العمل على اكتشاف مصادر أخرى بديلة للزيت الثقيل من الأمونيا الخضراء والهيدروجين والبطاريات والطاقة الشمسية.

ويمكن أن يؤدي الاعتماد القائم على الهيدروجين الأخضر إلى تخلّص قطاع الشحن البحري من 80% من انبعاثاته الكربونية بحلول 2050، بحسب تقرير حديث صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا".

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدته وحدة الأبحاث في منصة الطاقة المتخصصة- كيفية إزالة الكربون من صناعة الشحن البحري عالميًا:

طاقة الرياح

طرق أخرى

من إحدى الطرق المؤكدة لخفض الانبعاثات في صناعة الشحن البحرية هي التوقف عن نقل الكثير من الأشياء حول العالم، وسيستغرق ذلك بعض الوقت بالنظر إلى التشابك المعقد لسلاسل التوريد العالمية.

ومن العوامل الأخرى التي يمكنها الإسهام في إزالة الكربون من الصناعة تقنية إعادة التدوير، التي يمكن أن تساعد في تزويد الشركات المُصنّعة بمصادر لامركزية وموزعة للمواد الخام لمختلف السلع؛ إذا بدأ المستهلكون في شراء أشياء أقل، فقد يساعد ذلك -أيضًا-.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق