رئيسيةتقارير السياراتتقارير منوعةسياراتمنوعات

صناعة بطاريات السيارات الكهربائية ترفع الطلب على الغرافيت لمستويات قياسية (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • أحداث الـ12 شهرًا الماضية تُعدّ إشارات تحذير لما سيحدث في أسواق المواد الخام
  • أسعار الغرافيت تراجعت هذا العام بسبب الضعف في صناعة الصلب
  • الطلب على الغرافيت ينمو على مدار العقد المقبل بمعدل مركب سنوي قدره 10.5%
  • البطارية يمكن أن تشكل من 20% إلى 25% من التكلفة الإجمالية للسيارة الكهربائية

بدأت الشركات المتخصصة في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية البحث عن إمدادات إضافية من المعادن، وفي المقدمة منها الغرافيت، لدعم سلسلة التوريد واستقرارها.

يأتي ذلك بعد المخاوف بشأن إمدادات الكوبالت من الكونغو، والتقلبات في سوق النيكل في بورصة لندن للمعادن، وأسعار الليثيوم المرتفعة، التي ازدادت، مؤخرًا، بمقدار 8 أضعاف.

وعلى ضوء ذلك، تسعى الشركات المصنعة للمعدات الأصلية لإيجاد مصادر إمدادات متنوعة تواكب خطط التوسع الطموحة خاصة في صناعة السيارات الكهربائية، حسبما نشر موقع "ماينينغ" (Mining) في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

الطلب على المعادن

قال مدير العمليات في شركة بنشمارك مينرال إنتليجنس البريطانية المعنية بأسواق المعادن، آندي ميلر: "إن أحداث الـ12 شهرًا الماضية تُعدّ مجرد إشارات تحذير لما سيحدث في أسواق المواد الخام"، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف أنه "ليس من المبالغة القول إنه لا يوجد إنجاز تنظيمي لأسواق السيارات الكهربائية الغربية أكبر من قانون خفض التضخم، الذي ينطوي على عواقب بعيدة المدى تؤثر في جميع جوانب تحول الطاقة".

وقال آندي ميلر: "إن التأثير يتجاوز الأسواق الأميركية وسيؤطّر التجارة العالمية، إذ تُبنى سلسلة التوريد للسيارات الكهربائية".

وفي أثناء التداول بجزء بسيط من أسعار النيكل والكوبالت والمنغنيز عالي النقاء، غالبًا ما يتم التغاضي عن مادة الغرافيت الداخلة في تركيبة مادة القُطْب الموجب "الأنود" من سلسلة التوريد للسيارات الكهربائية.

وعلى عكس مواد القُطْب السالب "الكاثود" الثلاثية، تراجعت أسعار الغرافيت هذا العام بفضل الضعف في صناعة الصلب، على الرغم من وجود تباينات واسعة بين الأنواع والدرجات.

أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم
تصنيع بطاريات السيارات الكهربائية - الصورة من موقع sustainable-bus

أسعار مواد تصنيع البطارية

وفقًا لتقييم سعر رقاقات الغرافيت لدى شركة بنشمارك لشهر أكتوبر/تشرين الأول، ارتفعت المادة بمستوى نقاء 94-95% في الصين بنسبة 31% خلال العام الماضي. وتم التداول الأخير بسعر 765 دولارًا للطن.

وأشارت بنشمارك إلى سعر المنتجات ذات القيمة المضافة، على سبيل المثال: الغرافيت الكروي غير المطلي الذي ارتفع بنسبة 10% في عام 2022 إلى متوسط 3 آلاف و65 دولارًا للطن.

وقال مدير العمليات في شركة بنشمارك مينرال إنتليجنس البريطانية المعنية بأسواق المعادن، آندي ميلر: إن الطلب على الغرافيت المُستخرج والمُصنَّع يشهد نقطة تحول.

ومثّلت البطاريات أكثر من 50% من سوق الكوبالت في عام 2016 والشيء نفسه حدث بالنسبة لليثيوم في عام 2018، وفقًا لتحليل توقعات بنشمارك للعام المقبل، إذ ستتجاوز بطاريات الليثيوم أيون صناعة الصلب بصفتها مصدر الطلب على الغرافيت.

وترى بنشمارك أن الطلب على الغرافيت ينمو على مدار العقد المقبل بمعدل مركب سنوي قدره 10.5%، لكن العرض سيتأخر، إذ يتوسع بنسبة 5.7% فقط سنويًا، على الرغم من اتجاه تنويع العرض، لا سيما مشروعات التعدين الجديدة التي تدخل حيز التنفيذ في أفريقيا.

وستظل المواد المقاومة للحرارة ومواد السَّبك تهيمن على الطلب هذا العام.

وبحلول عام 2025، من المقرر أن تستهلك صناعة البطاريات ثلثي رقاقات الغرافيت في العالم، إذ سترتفع إلى 79% في عام 2030، وفقًا لتوقعات منصة "ناتشرول فليك غرافيت فوركاست"، لدى شركة بنشمارك.

أعباء ثقيلة

يمكن أن تشكل البطارية ما بين 20% و25% من التكلفة الإجمالية للسيارة الكهربائية، ومع انخفاض التكلفة الإجمالية للبطاريات، فإن فاتورة المواد الآن تساوي 70% تقريبًا من تكلفة البطارية، حسبما نشر موقع "ماينينغ" (Mining) في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وعلى الرغم من أن القطب السالب "الكاثود" يُعدّ أغلى مكون مسؤول عن 50% من تكلفة المواد في البطارية، ومكون آخر بنسبة 25% تقريبًا للمواد الأخرى، بما في ذلك الفواصل والأغلفة والإلكتروليتات، فإن الغرافيت يشكل 45% أو أكثر من الخلية.

وتساءل مدير العمليات في شركة بنشمارك مينرال إنتليجنس البريطانية المعنية بأسواق المعادن، آندي ميلر: "نظرًا لكمية الغرافيت المطلوبة، لماذا لم تشهد الصناعة ارتفاعًا وأسعارًا أو اضطرابات في السوق في المواد الأولية للأنود مماثلة لتلك التي حدثت في سوق مواد الكاثود".

وأوضح أن "السبب الأساسي يعود إلى أن الغرافيت يبدأ من قاعدة إمداد أكبر بكثير، وأن البطاريات لم تصبح بعد القوة المهيمنة".

وأضاف أنه "حتى الآن، سمحت هذه السعة المرنة للصناعة بالاستجابة بسرعة كبيرة إلى الزيادات الحادة في الطلب".

الغرافيت
أحد مصانع تعدين الغرافيت - (الصورة من business standard)

استخراج الغرافيت

قال مدير العمليات في شركة بنشمارك مينرال إنتليجنس البريطانية المعنية بأسواق المعادن، آندي ميلر: "إنه نظرًا إلى المدة الطويلة اللازمة للاستخراج في صناعة الغرافيت، لتزويد العجز المقبل، سيتعين على الصناعة البدء في تطوير مناجم جديدة".

وفي ظل متوسط ​​إنتاج مناجم الغرافيت البالغ 56 ألف طن سنويًا، تحتاج الصناعة إلى نحو 97 منجمًا جديدًا و52 محطة اصطناعية جديدة (بمتوسط ​​57 كيلو طن سنويًا) لتلبية الطلب في عام 2035، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وألمح ميلر إلى أن هذا لا يأخذ في الاعتبار إعادة التدوير، ولكن من غير المتوقع أن تؤدي السوق الثانوية في الغرافيت دورًا رئيسًا خلال هذا الإطار الزمني، نظرًا إلى قيمته المنخفضة مقارنة بمواد الكاثود.

وأوضح أن عدد المناجم المطلوبة أكثر من الليثيوم (59 منجمًا) والكوبالت (62) والنيكل (72).

وتشير تقديرات شركة بنشمارك إلى أن المعروض العالمي من رقاقات الغرافيت لهذا العام الذي يبلغ 1.5 مليون طن سيتضاعف بحلول عام 2027، مدفوعًا بالمناجم الجديدة والتوسعات في تنزانيا وموزمبيق ومدغشقر وناميبيا.

دور الشركات المصنعة

يرى مدير العمليات في شركة بنشمارك مينرال إنتليجنس البريطانية المعنية بأسواق المعادن، آندي ميلر، أن الشركات للمعدات الأصلية تدرك أهمية مواد القطب الموجب "الأنود" للبطارية في سلسلة التوريد.

وعلى مدار الـ12 شهرًا الماضية، أبرم عدد من مصنعي المعدات الأصلية اتفاقيات شراء مباشرة مع مطوري الغرافيت، بما في ذلك شركة تيسلا وسيرا ريسورسز التي تدير منجم بالاما في موزمبيق.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، وقّعت شركة "نوفو موند غرافيت" الكندية، التي تتخذ من كيبيك مقرًا لها، اتفاقية شراكة وشراء مع شركة باناسونيك، الموردة الرئيسة لعملاق صناعة السيارات الكهربائية تيسلا.

السيطرة الصينية

تتمتع الصين بسيطرة قوية على سلسلة توريد الليثيوم والكوبالت والنيكل، لكن هيمنتها على الغرافيت أكبر، حسب بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتتميز الصين بوجود نحو 30 منجمًا من أصل 45 منجمًا قيد التشغيل حول العالم، وتوفر الدولة 64% من الطلب على الغرافيت الطبيعي في العالم، و55% من فحم الكوك في العالم، وهو مشتق من النفط الخام وقطران الفحم، بالإضافة إلى المكونات الأساسية لأنودات الغرافيت الاصطناعية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق