الجفاف يضرب محطات الطاقة الكهرومائية في تنزانيا.. والحكومة تلجأ إلى تقنين الكهرباء
أمل نبيل
تراجع توليد الطاقة الكهرومائية في تنزانيا بسبب الجفاف الناجم عن التغيرات المناخية، وهو ما أجبر الحكومة على تقنين الكهرباء للمستهلكين.
وتعاني دول منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي أسوأ موجة جفاف منذ عقود، ما تسبّب في كوارث اقتصادية وغذائية، وفق التقارير التي اطّلعت عليها منصّة الطاقة المتخصصة.
وتعرّضت بعض المناطق في الدولة الواقعة بشرق أفريقيا، إلى انقطاع في التيار الكهربائي لمدة 9 ساعات، بحسب موقع فوا نيوز (voanews).
عجز في توليد الكهرباء
تمتلك تنزانيا القدرة على توليد ما يقرب من ألف و695 ميغاواط من الكهرباء من الطاقة الكهرومائية والغاز الطبيعي، والمصادر الأخرى.
زادت تنزانيا من اعتمادها على محطات الغاز لتوليد الكهرباء، مع تراجع الإنتاج من 4 محطات للطاقة الكهرومائية -الكهرباء المنتجة عبر الطاقة المائية-، بنسبة 86% إلى 34 ميغاواط.
وقال العضو المنتدب لشركة الكهرباء الوطنية "تانيسكو"، مهراج شاندي، إن بلاده تواجه عجزًا في توليد الكهرباء يتراوح بين 300 و350 ميغاواط.
وأضاف تشاندي -في تصريحات للصحفيين في العاصمة الاقتصادية دار السلام، يوم الأربعاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني (2022)-: "هناك سببان رئيسان تسببا في نقص توليد الكهرباء، الجفاف المطول والصيانة المستمرة في بعض محطاتنا".
وتشمل محطات الكهرباء المتضررة في تنزانيا، كيهانسي في مدينة موروغورو جنوب شرق البلاد، التي انخفضت طاقتها من 180 إلى 17 ميغاواط.
الطاقة الكهرومائية في تنزانيا
قال العضو المنتدب لشركة تانيسكو، مهراج شاندي: "انخفضت مستويات المياه في معظم المصادر، ما أجبر محطاتنا الكهرومائية على التوليد بأقل من طاقتها".
وتمثّل الطاقة الكهرومائية 34% من مزيج الكهرباء في تنزانيا، وتعتزم الحكومة تشغيل محطة تبلغ طاقتها 2115 ميغاواط، بحلول عام 2024.
وتحاول الدولة الأفريقية زيادة طاقتها الكهرومائية، بما في ذلك بناء مشروع سدّ يوليوس نيريري المثير للجدل في محمية سيلوس غيم ريسيرف، الذي من المتوقع أن ينتج 2100 ميغاواط بمجرد تشغيله.
وكانت تنزانيا قد أعلنت تأجيل تدشين مشروع سدّ يوليوس نيريري لتوليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية من ضفاف نهر روفيجي، إلى عام 2024.
ويعمل المشروع -الذي تصل تكلفته إلى 2.9 مليار دولار- على تأمين احتياجات تنزانيا من الكهرباء وإنهاء معاناة مواطنيها من الانقطاع المتكرر للتيار، وتأمين احتياجات العديد من القرى والمدن من الطاقة.
وفي الوقت الحالي يأتي نحو 61% من قدرة الدولة المركبة البالغة 1700 ميغاواط من محطات الغاز الطبيعي.
وأعلنت تنزانيا -مطلع العام الجاري (2022)- أنها ستنفق 1.9 مليار دولار لتحديث شبكة نقل وتوزيع الكهرباء، في إطار خططها لإنهاء عمليات انقطاع التيار الكهربائي.
الجفاف في شرق أفريقيا
تعاني تنزانيا -مثل جيرانها في شرق أفريقيا- قلة هطول الأمطار وتأخر الرياح الموسمية، ما دفع السلطات إلى فرض تقنين استهلاك المياه في دار السلام الشهر الماضي، بسبب انخفاض منسوب المياه الناجم عن الجفاف.
وتعاني كينيا والصومال وإثيوبيا أسوأ موجة جفاف منذ 4 عقود بعد أن قضت أربعة مواسم مطيرة على الماشية والمحاصيل.
وتتصدّر إثيوبيا قائمة أكبر 10 دول من حيث سعة الطاقة الكهرومائية في أفريقيا، بدعم من مشروع سدّ النهضة.
وبلغت سعة الطاقة المائية في أفريقيا 38.469 ميغاواط بنهاية العام الماضي (2021)، بارتفاع 182 ميغاواط عن العام السابق له (2020).
وتراجع إنتاج الطاقة الكهرومائية عالميًا خلال العام الماضي بنسبة تقارب 1.4% على أساس سنوي، إلى 4273.8 تيراواط/ساعة بنهاية 2021، مقابل معدل إنتاج بلغ 4 آلاف و346 تيراواط/ساعة خلال عام الوباء (2020).
ويرصد الرسم البياني التالي -من وحدة أبحاث الطاقة- أكبر 10 دول أفريقية امتلاكًا لسعة الطاقة الكهرومائية المركبة:
موضوعات متعلقة..
- تنزانيا تعتمد على محطات الغاز لتوليد الكهرباء بعد أسوأ موجة جفاف
- تحالف مصري يكشف عن تطورات مشروع محطة الطاقة الكهرومائية في تنزانيا
- تأجيل افتتاح سد تنزانيا يعرقل مشروع القطار الكهربائي.. ومصر تطالب بتعويضات
اقرأ أيضًا..
- إسرائيل تعتزم بناء محطة عائمة للغاز المسال في شرق المتوسط
- سينوبك تعلن اكتشاف احتياطيات ضخمة بحقل غاز صخري في الصين
- بدعوى مكافحة تغير المناخ.. الأغنياء يحرمون الفقراء من الطاقة الرخيصة (مقال)
