التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

كيف يغيّر سقف أسعار النفط الروسي خريطة التجارة العالمية؟

أمل نبيل

يبدو أن وضع سقف لأسعار النفط الروسي سيغيّر خريطة التجارة العالمية خلال المدة المقبلة، ويزيد من المخاطر المتعلقة بنقل الشحنات بحرًا من موسكو إلى وجهاتها الجديدة في آسيا.

ويعتزم الاتحاد الأوروبي حظر استيراد الخام الروسي المنقول بحرًا بحلول 5 ديسمبر/كانون الأول (2022)، وحظر المنتجات النفطية في فبراير/شباط من العام المقبل (2023)، وفق المعلومات التي رصدتها منصّة الطاقة المتخصصة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة فيتول العالمية لتجارة الطاقة والسلع، راسل هاردي، إن وضع سقف وشيك لأسعار النفط الروسي من قبل دول مجموعة الـ7، من المُرجّح أن يحوّل دفة التجارة إلى الشركات الأصغر، بحسب رويترز.

ومن المقرر حسم قرار سقف أسعار النفط الروسي خلال اجتماع لسفراء دول الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

سقف أسعار النفط الروسي

أضاف هاردي -في كلمته خلال قمة "إف تي كوموديتيز آسيا"، يوم الأربعاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني في سنغافورة- أن الشركات الأكبر مثل المصارف الغربية وشركات التأمين لن تشارك في تجارة النفط الروسي، ما لم يكن هناك وضوح مطلق في أن يكون سعر العقد أقل من سقف السعر المفروض.

أسعار النفط الروسي
الرئيس التنفيذي لشركة فيتول العالمية لتجارة الطاقة والسلع، راسل هاردي - الصورة من رويترز

وسيمنع القرار المُرتقب الشركات من تقديم خدمات التأمين والسمسرة والشحن للنفط الروسي، إذا بِيع بسعر أعلى من المتفق عليه.

وأشار هاردي إلى أن إعادة توجيه بقايا النفط الروسي الذي يذهب عادة إلى أوروبا، سيكون في أيدي الشركات الأصغر التي لا تعمل في دول مجموعة الـ7.

ويتوقع الاتحاد الأوروبي أن تكون اللوائح جاهزة في الوقت المناسب لتطبيق الحد الأقصى على سعر النفط الروسي المقرر في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022.

وأضاف هاردي أنه من المحتمل أن يُقسّم قرار سقف السعر إلى 3 أجزاء، ليتضمّن المنتجات الروسية منخفضة القيمة والمنتجات الروسية عالية القيمة والنفط الخام.

وتضم مجموعة الـ7 بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.

أسعار النفط الخام

توقع الرئيس التنفيذي لشركة فيتول العالمية لتجارة الطاقة والسلع راسل هاردي، أن تواصل أسعار النفط الخام الانخفاض حتى أوائل عام 2023، إذ أمّن بعض العملاء احتياجاتهم الحالية.

وقال هاردي: "أستبعد أن يكون هناك ضغط على الأسعار على المدى القصير؛ لأن بعض المشترين ملؤوا مخزوناتهم تحسبًا لتعطل الإمدادات".

وأضاف أنه من المُرجّح اتجاه الأسعار نحو الارتفاع في النصف الثاني من عام 2023 وسط انتعاش في الطلب.

وتوقع هاردي أن يصل سعر برميل النفط الخام الروسي إلى نحو 60 دولارًا للبرميل، وأن يتراوح سعر المنتجات النفطية بين 300 و700 دولار للطن بعد تنفيذ سقف السعر، مشيرًا إلى أن سوق الغاز قد تواجه مزيدًا من التقلبات هذا الشتاء.

وعَزا ذلك إلى احتمال تعطل الإمدادات ووجود مشكلات تتعلق بخطوط الأنابيب الروسية، فضلًا عن عدم اليقين بشأن الطقس.

وكانت شركة فيتول الهولندية -أكبر تاجر مستقل للنفط في العالم- قد أعلنت في أبريل/نيسان (2022) التوقف تمامًا عن تداول النفط الروسي والمنتجات النفطية المكررة بحلول نهاية العام الجاري.

مخاطر نقل النفط الروسي

في سياق متصل، قال الرئيس التنفيذي لشركة ترافيغورا، جيريمي وير، إن أسواق النفط العالمية شهدت انتشارًا كبيرًا للشركات التجارية الأصغر التي تنقل النفط الروسي لمسافات أطول بكثير إلى مناطق مثل آسيا في سفن قديمة؛ ما يزيد من مخاطر الشحن ووقوع حوادث.

أسعار النفط الروسي
الرئيس التنفيذي لشركة ترافيغورا، جيريمي وير - الصورة من موقع الشركة

وأضاف وير -في تصريحات له يوم الأربعاء 23 نوفمبر/تشرين الثاني-، أنه في أعقاب بدء الصراع بين روسيا وأوكرانيا، أُنشئت الشركات الأصغر لسد الفجوة التجارية بسبب تقليص شركات أكبر، مثل ترافيغورا، تجارة النفط الروسية للامتثال للعقوبات الدولية المفروضة على موسكو.

وتابع قائلًا: "تُنشأ الكثير من الشركات الجديدة، كما تشهد نظيرتها الأصغر نموًا ملحوظًا"، وفقًا لموقع إس بي غلوبال (spglobal).

وقال وير: "نحن نرى الاستحواذ على جميع السفن التي كان من المفترض أن يجري التخلص منها، ومن ثم استخدامها لنقل النفط الروسي، وهو أمر غير مقبول تمامًا".

واستطرد: "تتفاقم المشكلة عندما يُنقل النفط إلى مسافات أكبر بكثير، مع تغيير الخام الروسي وجهته من أوروبا إلى الصين والهند، ما يعني شحن إلى مسافات أطول، ونسبة أعلى من مخاطر الحوادث".

صادرات النفط الروسي

بحسب بيانات إس بي غلوبال كوموديتي إنسايتس، زادت صادرات النفط الخام الروسي المنقولة بحرًا إلى آسيا بنحو 31% على أساس سنوي إلى متوسط 1.6 مليون برميل يوميًا في الأشهر الـ10 الأولى من عام 2022.

وارتفعت تدفقات النفط الخام المنقولة بحرًا من روسيا إلى الصين بنسبة 36% على أساس سنوي إلى نحو 780 ألف برميل يوميًا خلال المدة من يناير/كانون الثاني وحتى أكتوبر/تشرين الأول (2022).

وقفزت مشتريات الهند من نفط روسيا إلى 450 ألف برميل يوميًا خلال الأشهر الـ10 الأولى من عام 2022، مقارنة بـ90 ألف برميل يوميًا في المدة نفسها من العام السابق.

وسجلت شركة "ترافيغورا" قفزة في الأرباح بنسبة 27% في الأشهر الـ6 المنتهية في 31 مارس/آذار (2022)، عند 2.7 مليار دولار، بدعم من ارتفاع أسعار النفط الخام وزيادة أحجام التداول.

بينما ارتفع حجم تجارة الخام الأسود والمنتجات النفطية بنسبة 14% خلال النصف الأول من عام 2022، إلى متوسط 7.3 مليون برميل يوميًا، في حين نمت أحجام المعادن غير الحديدية بنسبة 16%، وأحجام المعادن السائبة بنسبة 13%.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق