توقعات الطاقة المتجددة في أفريقيا.. تقرير يضع 3 دول عربية في الصدارة
دينا قدري
سلّط تقرير حديث الضوء على فرص نمو الطاقة المتجددة في أفريقيا، في ظل التحوّل العالمي بعيدًا عن الوقود الأحفوري للحدّ من ارتفاع درجات الحرارة أكثر من 1.5 درجة مئوية.
وأشار التقرير -الصادر عن غرفة الطاقة الأفريقية- إلى أن مساهمة أفريقيا في التحوّل إلى الطاقة المتجددة تظل محدودة نسبيًا مقارنةً بآسيا وأوروبا وأميركا.
وأوضح أن المغرب ومصر وموريتانيا ستكون رائدة في مصادر الطاقة المتجددة على المدى المتوسط، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
إلا أنه من المتوقع أن تحتفظ آسيا بريادتها في تمويل مشروعات الوقود الأحفوري في القارة السمراء، فضلًا عن تركيز دول الاتحاد الأوروبي على تطوير الغاز في المنطقة لسد فجوة نقص الإمدادات الروسية.
توقعات الطاقة المتجددة في أفريقيا
أوضح التقرير -الذي حمل عنوان "توقعات وضع الطاقة الأفريقية في عام 2023"، واطلعت عليه منصة الطاقة- أن القدرات العالمية للطاقة الشمسية في عام 2022 تبلغ نحو 575 غيغاواط، وطاقة الرياح البرية 900 غيغاواط، في حين أن طاقة الهيدروجين تُعد ضئيلة.
وقد احتلت آسيا وأوروبا والولايات المتحدة المراكز الـ3 الأولى بوصفها رائدة في الإنتاج؛ إذ تضيف نحو 90% من الأحجام الإجمالية للطاقة الشمسية وطاقة الرياح البرية؛ ومن المتوقع أن تحتفظ بمكانتها في عام 2023.
وبالمقارنة مع ذلك، تبلغ سعة الطاقة الشمسية في أفريقيا لعام 2021 نحو 12.6 غيغاواط، وطاقة الرياح البرية 10 غيغاواط؛ ومن المتوقع أن تشهد السعة في عام 2023 زيادات إلى 20.5 غيغاواط و12.5 غيغاواط على التوالي.
وهذه الأحجام لا تزيد على 1-2% من الإجمالي، وهي انعكاس لوضع الطاقة المتجددة في أفريقيا، مقارنةً بالمناطق الأخرى مثل آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- الاستثمارات الجديدة في قطاع الطاقة المتجددة حول العالم:
توقعات الطاقة المتجددة في أفريقيا
من المتوقع أن تشهد أفريقيا نموًا في قدرتها من الطاقة المتجددة، حتى في ظل الجدول الزمني المتحفظ التقديري الحالي وحجم المشروعات.
في حين أن ثلاثة أرباع الطاقة الإجمالية لعام 2022 -التي تبلغ نحو 30 غيغاواط- تُعد مدفوعة بمشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح البرية بشكل رئيس في مصر وجنوب أفريقيا؛ إذ من المقدر أن تزداد السعة تدريجيًا وتنتشر في جميع أنحاء القارة، وأن تشمل الهيدروجين أيضًا.
ومن المتوقع أن تزيد السعة الإجمالية لعام 2023 إلى 80 غيغاواط، مع مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح البرية بشكل رئيس في مصر وجنوب أفريقيا والمغرب والجزائر وإثيوبيا، تمثل 80% من الإجمالي.
كما يُتوقع أن تزداد قدرات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح البرية تدريجيًا، خلال العقد المقبل، وأن تنطلق قدرات الهيدروجين الكبيرة بحلول 2025-2026، مع مشروعات في جنوب أفريقيا ومصر وموريتانيا والمغرب وناميبيا.
وبحلول نهاية العقد، يتوقع أن تزداد قدرة الطاقة المتجددة في أفريقيا إلى 150 غيغاواط، أي 5 أضعاف قدرة عام 2022.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- السعة الحالية وقيد الإنشاء لمشروعات الطاقة المتجددة في أفريقيا:
ذروة الطاقة المتجددة في أفريقيا
شدد التقرير -الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- على أن مصادر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين تقود غالبية الطاقة المتجددة في أفريقيا؛ إذ تشير التقديرات إلى أن الطاقة الشمسية تظل أكبر مصدر للطاقة المتجددة، بنسبة تصل إلى 41% من إجمالي السعة، تليها طاقة الرياح البرية التي تقود ما يقرب من 28%.
ومن المتوقع أن ينمو قطاع الهيدروجين بشكل كبير بحلول عام 2030؛ إذ يقود أكثر من خُمس الأحجام الإجمالية مع مشروعات في مصر وموريتانيا والمغرب وجنوب أفريقيا وناميبيا.
وستبلغ السعة الإجمالية ذروتها -بحسب التوقعات- بحلول 2035-2036 عند مستوى يزيد على 180 غيغاواط مع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح البرية والهيدروجين بوصفها مصادر رئيسة.
ومن المتوقع أن تبلغ نسبة مساهمة هذه المصادر الـ3 نحو 38% و28% و27% على التوالي.
عكس الاتجاه.. تمويل الغاز في أفريقيا
في سياق آخر، خصصت دول مجموعة الـ20 أموالًا بمليارات الدولارات لتمويل القطاع العام لمشروعات الوقود الأحفوري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خلال العقد الماضي، على الرغم من التزام المجتمع الدولي بالحدّ من ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية.
وحتى في عصر التركيز المتزايد على تحول الطاقة، كان التمويل النسبي الممنوح لمشروعات الطاقة النظيفة ربع المبلغ المخصص للهيدروكربونات.
تاريخيًا، كانت الدول الآسيوية -وخاصةً الصين- مستثمرًا كبيرًا في صناعة النفط والغاز في أفريقيا؛ إلا أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا أدى إلى نقص الإمدادات في سوق الغاز الطبيعي المسال.
كما أن أوروبا -التي كانت تعتمد إلى حد كبير على الغاز الروسي- تبحث الآن عن طرق جديدة لاستبدال الغاز، وحلول لتلبية احتياجاتها من الطاقة.
كما تدرس القارة العجوز طرق مساعدة الدول الأفريقية الغنية بالغاز على زيادة الإنتاج والصادرات في السنوات المقبلة.
وقد أصدر الاتحاد الأوروبي قرارًا -في وقت سابق من العام الجاري (2022)- بأن جميع استثمارات الغاز الطبيعي معادِلة للاستثمارات في الطاقة الخضراء؛ ما يمثل دليلًا على أن الغاز الأفريقي يُعد مستدامًا.
موضوعات متعلقة..
- استثمارات الطاقة المتجددة في أفريقيا تهبط إلى أقل مستوى خلال 11 عامًا (تقرير)
- قمة المناخ.. مسؤول دولي: المغرب أحد حلول نشر الطاقة المتجددة في أفريقيا
- مشروعات الطاقة المتجددة في أفريقيا.. تطورات في 4 دول (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- المجر ترجّح عودة النفط الروسي عبر خط دروجبا قريبًا وتؤكد سلامة الأنابيب
- أوابك: الجزائر ومصر تقودان قفزة صادرات الغاز العربية
- هل تنمو مبيعات السيارات الكهربائية بالشكل الكافي؟.. 3 عوائق أمام الصناعة