تقارير الغازالنشرة الاسبوعيةسلايدر الرئيسيةغاز

تقرير: الجزائر ومصر أكبر منتجي الغاز في أفريقيا.. وفرص واعدة للتصدير إلى أوروبا

دينا قدري

اقرأ في هذا المقال

  • الجزائر مسؤولة عن ثلث إنتاج الغاز في أفريقيا وربع صادرات الغاز المسال
  • أفريقيا أمامها فرصة تاريخية لإثبات نفسها بوصفها مُصدرًا رئيسًا للغاز
  • الدول الأفريقية تمتلك فرصًا لتصدير الغاز إلى أوروبا
  • توقعات بتراجع إنتاج الغاز في أفريقيا في عام 2025 مع انتعاشه خلال 2030
  • أفريقيا تحتاج إلى استثمارات بنحو 375 مليار دولار على مدى السنوات الـ10 إلى الـ12 المقبلة

ما تزال الجزائر ومصر ونيجيريا تتربع على قائمة أكبر منتجي الغاز في أفريقيا على المدى القصير، مع امتلاكها أكثر من ثلاثة أرباع إمدادات القارة السمراء من الوقود.

إذ كشف تقرير حديث -صادر عن غرفة الطاقة الأفريقية- عن أن الجزائر تُعَد مسؤولة عن ثلث إنتاج الغاز في أفريقيا في المدّة من عام 2020 إلى 2025، في حين تورّد مصر نحو 27% من الإمدادات، ونيجيريا 20%.

وأوضح التقرير -الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- أن نيجيريا تقدّم في المتوسط نحو 40-50% من صادرات الغاز المسال، في حين أسهمت الجزائر في ربع تلك الصادرات، خلال المدّة نفسها.

وفي هذا السياق، تحتل أفريقيا موقعًا متميزًا لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي، والاستفادة من نقص العرض في سوق الغاز المسال، والطلب من أوروبا.

ومع ذلك، على المدى القريب، لا يُتوقع ظهور العديد من الكميات الكبيرة، وربما يشهد إجمالي إنتاج الغاز في أفريقيا انخفاضًا هامشيًا من عام 2022 إلى 2025.

تصدير الغاز الأفريقي إلى أوروبا

سلّط التقرير الضوء على أكبر منتجي الغاز في أفريقيا، والتركيز المتزايد على صادرات الغاز المسال، مع زيادة متوقعة في تدفقاته على المدى القريب من القارة.

ومن المتوقع أن تقود نيجيريا والجزائر غالبية أحجام الصادرات هذه، مع تدفقات إضافية قادمة من مصر وغينيا الاستوائية وموزمبيق وقبالة سواحل السنغال وموريتانيا، وفق ما جاء في التقرير بعنوان "توقعات وضع الطاقة الأفريقية في عام 2023".

إذ تقف أفريقيا عند نقطة يمكنها فيها الاستفادة من العلاقات التجارية التاريخية للغاز مع أوروبا، والبنية التحتية الحالية للتصدير، والجوار الجغرافي لمراكز الطلب، والأهم من ذلك، إمكانات الغاز الطبيعي الوفيرة في القارة السمراء.

وأصبحت هناك ضرورة ملحّة أن ينتهز كل من مشغلي المنبع وصناع السياسات هذه الفرصة، وأن يرسخوا دور أفريقيا بوصفها مُصدّرًا عالميًا للغاز الطبيعي، قبل أن تتضاءل الفرصة أو تنتهي صلاحيتها، بحسب التقرير الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- الإمدادات من أكبر منتجي الغاز في أفريقيا منذ عام 2020 حتى عام 2025:

تعرف على أكبر منتجي الغاز في أفريقيا

طرق تصدير الغاز في أفريقيا

كانت روسيا -تاريخيًا- المورد المهيمن للغاز الطبيعي إلى أوروبا؛ إذ قدّمت في المتوسط نحو 37% من إجمالي واردات الغاز إلى أوروبا خلال السنوات 2010-2022.

من ناحية أخرى، كانت أفريقيا مصدرًا ثابتًا للغاز إلى أوروبا. ففي المتوسط، 12% من واردات الغاز الأوروبية على مدى العقد الماضي، جاءت من أفريقيا.

وفي حين أن الإمدادات الروسية تجري بصفة أساسية عبر خطوط الأنابيب، فإن الإمدادات الأفريقية تشمل مزيجًا من خطوط الأنابيب وصادرات الغاز المسال.

وتأتي صادرات خطوط الأنابيب من القارة السمراء إلى أوروبا من الجزائر وليبيا؛ وكانت صادرات الغاز المسال في الغالب من نيجيريا والجزائر، مع أحجام أصغر من مصر وأنغولا وجزء صغير من غينيا الاستوائية.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مساهمة الجزائر ونيجيريا في إمدادات الغاز المسال الأفريقية، بوصفهما أكبر المنتجين في القارة:

تعرف على أكبر منتجي الغاز في أفريقيا

تطوير مشروعات الغاز في أفريقيا

ما تزال الدول الأفريقية -التي كانت تاريخيًا موردة للغاز إلى أوروبا- في وضع جيد لمواصلة صادراتها، بحسب ما أكده التقرير.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الاكتشافات واسعة النطاق، مثل تلك في موزمبيق وتنزانيا والسنغال وموريتانيا وجنوب أفريقيا، يُمكن أن تسفر عن مراكز إضافية لتصدير الغاز الطبيعي في المستقبل، وتعزّز من قدرات أكبر منتجي الغاز في أفريقيا.

كما تُعد القارة السمراء في وضع جيد جدًا لإيجاد سوق لغازها، بسبب المناخ الجيوسياسي الحالي إلى جانب وفرة موارد الغاز في أفريقيا.

فقد بدأ بعض المشغلين النظر في مشروعاتهم الأفريقية التي تستهدف الأسواق الأوروبية.

إذ تتخذ شركتا النفط البريطانية بي بي وإيني الإيطالية -حاليًا- خطوات لتصدير كميات الغاز من شمال أفريقيا، والدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، إلى أوروبا.

كما أُحرز تقدم كبير في مخطط الغاز الطبيعي المسال في تنزانيا الذي تأخر طويلًا، في منتصف يونيو/حزيران 2022، إذ عندما وقّعت شركتا شل وإكوينور اتفاقًا إطاريًا مع الحكومة للمشروع الذي تبلغ تكلفته 30 مليار دولار، بهدف تصدير 10 ملايين طن سنويًا من الغاز المسال.

توقعات إنتاج الغاز في أفريقيا

في تناقض صارخ مع الوضع الحالي للسوق، من المزمع أن تشهد توقعات الغاز في أفريقيا على المدى القريب انخفاضًا هامشيًا من إنتاج يُقدّر بـ255 مليار متر مكعب في عام 2022، إلى 235 مليار متر مكعب بحلول عام 2025.

ومع ذلك، من المتوقع أن يبدأ الجانب المشرق خلال النصف الثاني من العقد، عندما تدخل عدد من المشروعات قيد التطوير وفي مرحلة ما قبل التصميم الهندسي حيز التشغيل، وينتج عنها رفع الإنتاج إلى 340 مليار متر مكعب بحلول عام 2030.

ومن المتوقع أن تُؤتي العديد من مشروعات تطوير الغاز الطبيعي في جميع أنحاء أفريقيا ثمارها في العديد من الدول، مثل نيجيريا، وموزمبيق، والجزائر، ومصر، وأنغولا، وليبيا، والسنغال، وموريتانيا، وغينيا الاستوائية، وجمهورية الكونغو، وجنوب أفريقيا.

وتمتلك أفريقيا المزيد من الإمكانات لتمديد زيادة الإنتاج إلى ما بعد عام 2030، إذ يُقدّر حجم احتياطيات الغاز الطبيعي القابلة للاستخراج الحالية في القارة بما يقرب من 80 مليار برميل نفط مكافئ.

وعلى هذا النحو، لا توجد ندرة في الإمكانات الموجودة تحت الأرض إذا كانت أفريقيا تتطلع إلى أداء دور أكثر أهمية بصفتها منتجًا ومصدرًا عالميًا للغاز الطبيعي في المستقبل.

وعلى المدى الطويل، مع تشغيل المزيد من مشروعات الغاز الطبيعي في كل من المناطق الشرقية والغربية من القارة، من المتوقع أن ترتفع ذروة الإنتاج إلى 475 مليار متر مكعب بحلول أواخر 2030.

استثمارات هائلة لقطاع الغاز في أفريقيا

مع ذلك، فإن جزءًا كبيرًا مما يقرب من 65% من إجمالي احتياطيات الغاز الطبيعي القابلة للاستخراج يُعد حاليًا في مرحلة ما قبل التصميم الهندسي في جميع أنحاء القارة.

وتتطلّب هذه الكميات الكبيرة غير المطورة استثمارات ضخمة في مجالات جديدة، مثل تطوير الحقول في المنبع من أجل إمدادات الغاز والغاز المسال، وكذلك البنية التحتية لخطوط الأنابيب لنقل الغاز المنتج إلى الأسواق المحلية والدولية.

وتحتاج أفريقيا إلى ما يُقدّر بنحو 375 مليار دولار أميركي على مدى السنوات الـ10 إلى 12 المقبلة، للحفاظ على الإنتاج من الحقول المنتجة الحالية، وتشغيل الحقول الجديدة التي تحتوي حاليًا على إمكانات غير مطورة، وأيضًا إنشاء البنية التحتية المطلوبة لنقل الغاز من البئر ومعالجته من الأسواق المستهدفة.

ويُمكن توقع نفقات إضافية إذا حدثت الصادرات عبر خطوط الأنابيب من مصانع المعالجة إلى الوجهة النهائية، بحسب التقرير الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويُنظر -حاليًا- في خطوط الأنابيب مثل خط أنابيب الغاز العابر للصحراء بقيمة 13 مليار دولار، وخط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، بقيمة 25 مليار دولار.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق