رئيسيةالتغير المناخيتقارير التغير المناخي

إنقاذ حياة 880 ألف أفريقي سنويًا مرهون بمكافحة تلوث الهواء وتغير المناخ (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • ملوثات الهواء وغازات الاحتباس الحراري تشترك غالبًا في المصادر نفسها.
  • الدول الأفريقية مسؤولة عن جزء صغير من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية.
  • الدول الأفريقية تتحمل عبئًا ضخمًا من التأثيرات السلبية للمناخ.
  • تلوث الهواء مسؤول عن نحو 7 ملايين حالة وفاة سنويًا على مستوى العالم.

رغم انخفاض مساهمة أفريقيا في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية؛ فإن القارة تتحمّل أعباءً كبيرة جراء تلوث الهواء والتداعيات الكارثية لتغير المناخ.

وأمام التوقعات بتزايد الوفيات سنويًا في قارة أفريقيا بسبب تلك الكوارث، أظهر تقييم جديد أصدره برنامج الأمم المتحدة للبيئة أنه يمكن للإجراءات العاجلة لمكافحة تلوث الهواء وحماية صحة الإنسان، تقليل عدد الوفيات السنوية في القارة.

وشارك في إعداد "التقييم المتكامل لتلوث الهواء وتغير المناخ من أجل التنمية المستدامة في أفريقيا"، الصادر يوم 17 نوفمبر/تشرين الأول الجاري، الاتحاد الأفريقي وتحالف المناخ والهواء النظيف (سي سي إيه سي)، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأشارت مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى الطريقة التي يمكن للقادة الأفارقة من خلالها العمل بسرعة في إطار 5 مجالات رئيسة؛ هي: الطاقة والقطاع السكني والنقل والزراعة والنفايات، من أجل حماية صحة الإنسان ومكافحة التغير المناخي ومنع تلوث الهواء.

وأشار التقييم إلى أن ملوثات الهواء وغازات الاحتباس الحراري تشترك غالبًا في المصادر، ويمكن أن تكون أكثر خطورة عند الجمع بينهما.

غالبًا ما تشترك ملوثات الهواء وغازات الاحتباس الحراري في المصادر نفسها، ويمكن أن تزداد الخطورة عند الجمع بينها.

وأوصى التقييم باتباع الإجراءات المقترحة لخفض تلوث الهواء ومكافحة تغير المناخ في أفريقيا؛ حيث يمكن للحكومات الأفريقية منع 200 ألف حالة وفاة مبكرة سنويًا بحلول عام 2030 و880 ألف حالة وفاة سنويًا بحلول عام 2063.

ودعا التقييم إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 55%، وانبعاثات الميثان بنسبة 74%، وانبعاثات أكسيد النيتروز بنسبة 40% بحلول عام 2063؛ وتحسين الأمن الغذائي عن طريق الحد من التصحر وزيادة غلات محاصيل الأرز والذرة وفول الصويا والقمح.

وأكد التقييم أهمية المساهمة بشكل كبير في الجهود العالمية للحفاظ على الاحترار أقل من 1.5 درجة مئوية؛ ما يحد من الآثار السلبية لتغير المناخ الإقليمي.

خفض الانبعاثات ينقذ الأرواح

يُعَد تلوث الهواء حالة طوارئ مناخية وصحية في أفريقيا وحول العالم.

وأفاد "التقييم المتكامل لتلوث الهواء وتغير المناخ من أجل التنمية المستدامة في أفريقيا"، الصادر في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بأنه من خلال الحد من الملوثات المناخية قصيرة العمر، يمكن إبطاء أسوأ آثار تغير المناخ على المدى القريب جدًا إضافة إلى حماية الأرواح البشرية.

وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (يو إن إي بي)، إنغر أندرسن: "يجب أن نجتمع معًا للعمل مع الدول الأفريقية لتقليل انبعاثات ملوثات المناخ قصيرة العمر والقضاء على تلوث الهواء قدر الإمكان في هذا العقد".

تلوث الهواء يقتل الملايين سنويًا
تلوث الهواء يقتل الملايين سنويًا - الصورة من listelist

ويمثل تلوث الهواء أحد أكبر التهديدات البيئية لصحة الإنسان، وهو مسؤول عن نحو 7 ملايين حالة وفاة سنويًا على مستوى العالم. غالبًا ما تشترك ملوثات الهواء وغازات الاحتباس الحراري في المصادر والدوافع نفسيهما؛ بما في ذلك النمو الاقتصادي المدفوع بالوقود الأحفوري.

في المقابل، تُسهِم بعض الملوثات؛ بما في ذلك الميثان والكربون الأسود، بشكل مباشر في كلا التأثيرين في وقت واحد، حسبما نشر موقع برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

ونظرًا إلى أن قارة أفريقيا تحديدًا معرّضة لتغير المناخ؛ فإن منع الانبعاثات من الملوثات المناخية قصيرة العمر، مثل الميثان والكربون الأسود، سيساعد في إنقاذ الأرواح وحماية البيئة.

وقالت سكرتيرة مجلس الوزراء للبيئة والغابات في حكومة كينيا، سويبان تويا: "إن تلوث الهواء وتغير المناخ ثنائي قاتل، وتجب معالجتهما معًا".

وأضافت: "نرحّب بإصدار هذا التقييم ونتائجه، التي توضح كيف يمكن لكينيا والدول الأفريقية تحقيق أهداف مكافحة تلوث الهواء وتغير المناخ دون المساومة على سبل العيش والأهداف الإنمائية للقارة".

أساس علمي للعمل على نظافة الهواء

يُعَد "التقييم المتكامل لتلوث الهواء وتغير المناخ من أجل التنمية المستدامة في أفريقيا" أول تقييم متكامل على الإطلاق لتلوث الهواء وتغير المناخ في القارة ويوفر أساسًا علميًا قويًا للعمل من أجل هواء نظيف في أفريقيا، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأسهم في إعداد التقييم فريق من الباحثين الأفارقة بمساهمات من علماء وخبراء دوليين، بتنسيق من معهد ستوكهولم للبيئة (إس إي آي) الشريك في تحالف المناخ والهواء النظيف.

وقالت مفوضة الزراعة والتنمية الريفية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة، لدى مفوضية الاتحاد الأفريقي، جوزيفا ساكو: "يُظهر هذا التقييم أن أفريقيا لديها فرصة كبيرة لمواصلة التطوير المستدام، وحماية الطبيعة من خلال الاستثمار في حلول لمكافحة تغير المناخ وتلوث الهواء معًا." وأضافت: "نتطلع إلى العمل مع الدول والممولين لتطوير برنامج الهواء النظيف التابع لمفوضية الاتحاد الأفريقي من أجل تنفيذ تدابير التقييم، على النحو الذي يدعمه المؤتمر الوزاري الأفريقي المعني بالبيئة".

التدابير المقترحة

يوضح "التقييم المتكامل لتلوث الهواء وتغير المناخ من أجل التنمية المستدامة في أفريقيا" مسارًا مستدامًا من حيث التكلفة، على الرغم من الزيادات الهائلة في النشاط الاقتصادي والتحضر والسكان التي ستصاحب التنمية.

ويقترح التقييم 37 تدبيرًا تكون فعّالة من حيث التكلفة ومثبتة، عبر 5 مجالات رئيسة؛ بما في ذلك:

  • الانتقال إلى استخدام سيارات صديقة للبيئة ووسائل نقل عام آمنة ومعقولة التكلفة، بالإضافة إلى ركوب الدراجات والمشي.
  • الانتقال إلى الطهي النظيف المستدام والأجهزة المنزلية الفعالة للتبريد وتكييف الهواء في القطاع السكني.
  • الانتقال إلى الطاقة المتجددة وزيادة كفاءة الطاقة، واحتجاز غاز الميثان من النفط والغاز والفحم، والحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الدفيئة وانبعاثات ملوثات المناخ قصيرة العمر.
  • الحد من انبعاثات غاز الميثان من قطاع الزراعة من خلال ممارسات أفضل لتربية الماشية وإنتاج السماد الطبيعي، والحد من خسائر المحاصيل وهدر الطعام، وتعزيز النظم الغذائية الصحية.
  • تطوير أنظمة مناسبة لإدارة النفايات، وتقليل إنتاج النفايات العضوية، وتقليل الحرق في الهواء الطلق.

وقال المدير التنفيذي لمعهد ستوكهولم للبيئة، مانس نيلسون: "يأتي هذا التقييم في الوقت المناسب؛ حيث تركز قمة المناخ كوب 27 على التنفيذ،" حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأوضح أنه "من خلال هذا التقرير، أصبح لدى الحكومات الأفريقية والقطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية الآن الدليل العلمي على خيارات مختلفة للعمل التي يمكن أن تمكن القارة من تحقيق أهدافها الإنمائية مع التخفيف من التلوث وانبعاثات غازات الدفيئة."

ويرى المحللون أنه دون تغييرات في السياسة، وجد التقييم أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري سوف تتضاعف 3 مرات بحلول عام 2063؛ ما يتسبب في تأثير مضاعف: سوف يزداد تلوث الهواء الخارجي.

ويتسبب ذلك في نحو 930 ألف حالة وفاة مبكرة سنويًا في عام 2030 ونحو 1.6 مليون حالة وفاة مبكرة سنويًا في عام 2063.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق