الأسواق الناشئة ترفع طموحات الطاقة المتجددة مع مخاوف المناخ (مسح)
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي
زادت طموحات تبني الطاقة المتجددة في الأسواق الناشئة، خلال العام الجاري (2022)، بالتزامن مع الوقت الذي شهد انعقاد قمة المناخ كوب 27 في مصر، بعدما أظهرت أزمة الطاقة الحالية ضرورة الابتعاد عن الوقود الأحفوري.
ووجدت وكالة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس، عبر استطلاعها السنوي "كلايمت سكوب" الصادر حديثًا، أن 92% من الاقتصادات الناشئة قد حددت أهدافًا طويلة الأجل للطاقة المتجددة في العام الجاري (2022)، ارتفاعًا من 82% في 2020 و76% في 2019.
وهذا يعني أن 9 من بين كل 10 دول نامية تعهّدت بالتزامات عامة بتركيب واستهلاك سعة معينة من الطاقة المتجددة مع مواعيد نهائية محددة، حسب المسح الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
ويأتي ذلك مع القلق بشأن أمن الطاقة وسط ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري والمخاوف بشأن تداعيات تغيّر المناخ، فضلًا عن جاذبية تكلفة مصادر الطاقة المتجددة.
تزايد طموحات الأسواق الناشئة
رغم تحديد أهداف الطاقة النظيفة طويلة الأجل للأسواق الناشئة؛ فإن تحقيق هذه الأهداف لا يزال يتطلب تبني سياسات تنفيذ مصاحبة.
وفي هذا الصدد، وجد المسح أن 56% من الأسواق الناشئة لديها الآن سياسات لعقد مزادات عكسية لعقود توصيل الكهرباء من الطاقة النظيفة خلال 2022، ارتفاعًا من 49% في العام الماضي (2021).
كما زاد تبني نظام صافي القياس أو قياس الطاقة الصافية (Net metering) -منح ائتمانات إلى العملاء مقابل الكهرباء الزائدة التي تولّدها الألواح الشمسية- في 53% من الأسواق الناشئة في عام 2022، مقارنة بـ49% في العام الماضي.
وعلاوة على ذلك، أقرت 30% من الدول النامية تعريفة التغذية الكهربائية في 2022، ارتفاعًا من 27% في عام 2021.
ورغم هذا التقدم؛ فإن المسح يشير إلى وجود فجوة بين الأهداف طويلة الأجل وسياسات التنفيذ على المدى القصير؛ ما يعني أن صناع السياسات في الأسواق الناشئة يتعين عليهم اتخاذ المزيد من الإجراءات الداعمة للطاقة النظيفة.
وترى مديرة كلايمت سكوب، صوفيا مايا، ضرورة توافر اللوائح الداعمة من أجل جذب حجم الاستثمار اللازم لبدء عملية تحول الطاقة في الاقتصادات النامية، حسبما نقلت وحدة أبحاث الطاقة.
نصيب الأسواق الناشئة من الاستثمار العالمي
باستثناء الصين ذات الحجم الهائل في الاستثمارات والنشر للطاقة المتجددة؛ فقد انخفضت استثمارات الطاقة النظيفة في الأسواق الناشئة خلال عام 2021، إلى 49 مليار دولار، مقابل 52 مليار دولار في العام السابق له.
ونتيجة لذلك، شكّلت الأسواق النامية 15% فقط من الاستثمار العالمي لعام 2021؛ ما يعكس حالة عدم اليقين بشأن الاستثمار في الأسواق عالية المخاطر بعد وباء كورونا.
وبالنظر إلى الصين وحدها؛ فقد شكّلت 45% من إجمالي الاستثمارات العالمية بنحو 142 مليار دولار في العام الماضي، ارتفاعًا من 98 مليار دولار في 2020.
ويرصد الرسم الآتي الاستثمارات الجديدة في قطاع الطاقة المتجددة حول العالم، وفق بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس:
وفي عام 2021، كانت 5 اقتصادات ناشئة فقط ضمن أفضل 15 سوقًا -باستثناء الصين- في الحصول على تمويل لمشروعات الطاقة المتجددة، وهي الهند والبرازيل وفيتنام وتركيا وتشيلي.
ومع ذلك، ارتفعت سعة الطاقة المتجددة في الأسواق الناشئة -خارج الصين- في عام 2021 إلى 67.8 غيغاواط من 56.4 غيغاواط في العام السابق؛ لأن أرقام العام الماضي تمثّل انعكاسًا للاستثمارات الأعوام السابقة.
لذلك من المتوقع تراجع إضافات الطاقة النظيفة في الاقتصادات الناشئة في 2022، نتيجة لانخفاض الاستثمارات في العام الماضي.
وفي عام 2022، كانت تشيلي في مقدمة الأسواق الناشئة الأكثر جاذبية للاستثمار في الطاقة النظيفة، ثم تليها الهند والصين وكولومبيا وكرواتيا على التوالي، وفقًا للمسح.
موضوعات متعلقة..
- الاقتصادات الناشئة تقود الطريق نحو تحول الطاقة.. السعودية والإمارات نموذجًا
- وكالة الطاقة الدولية ترصد تكاليف تمويل مشروعات الطاقة لدعم الدول النامية
اقرأ أيضًا..
- المغرب من أهم 5 أسواق عالمية في طاقة الرياح البحرية العائمة (تقرير دولي)
- أزمة الغاز في أوروبا لم تشهد الأسوأ بعد.. ودور إيجابي للجزائر