تقارير الغازروسيا وأوكرانياعاجلغاز

مخزونات الغاز في أوروبا تصل إلى 100% رغم وقف الإمدادات الروسية

وسط بعض الصعوبات المستمرة

دينا قدري

يبدو أن مخزونات الغاز في أوروبا منحت الحكومات بعضًا من الطمأنينة لفصل الشتاء 2023-2024، في ظل وصول مستويات التخزين إلى السعة الكاملة لعام 2022/2023.

فقد أعربت شركة ستورنجي -التابعة لشركة إنجي الفرنسية- عن تفاؤلها بشأن مخزونات الغاز في أوروبا، خاصةً في فرنسا، لفصل الشتاء المقبل، مع مستويات التخزين المخطط لها التي تُعد أعلى من المعايير المعتادة.

كما أعلنت الوكالة الفيدرالية الألمانية للشبكات أن مستوى التخزين في البلاد وصل إلى الحد الأقصى، ما يجعلها جاهزة لمواجهة الشتاء، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ملء مخزونات الغاز في فرنسا ولكن!

أوضح المدير العام لشركة ستورنجي، بيير شامبون، خلال مؤتمر صحفي قائلًا: "بالنسبة لهذا الشتاء، نحن متفائلون لأن طاقاتنا ممتلئة بنسبة 100%، ولم نبدأ في السحب المستمر، لذلك نعتقد أننا سنكون قادرين على إنهاء العام بمستويات تخزين صحيحة تمامًا، نحو 30-35%".

وأضاف: "سيكون لهذا الأمر أيضًا تأثير في الشتاء المقبل؛ لأنه إذا انتهى بك الأمر باحتياطيات مريحة إلى حدٍ ما في نهاية الشتاء، فستحتاج إلى كمية أقل من الغاز لملئها"، وفق ما نقلته فضائية "بي إف إم" الفرنسية (BMFTV)

وتلاحظ ستورنجي أن هناك انخفاضًا حادًا للغاية في استهلاك الغاز الصناعي منذ الصيف، نحو 30% في فرنسا وألمانيا، لا سيما بسبب أسعار الغاز، بالإضافة إلى انخفاض الاستهلاك المنزلي.

ومع ذلك، فإن الإمداد لفصل الشتاء المقبل يواجه صعوبات، مع حملة التسويق لسعة مخزونات الغاز في أوروبا، بحسب مديرة التجارة والإستراتيجية في ستورنجي، إستيباليز غونزاليس فيرير.

ويرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار الغاز وتقلبها، وكذلك الفروق السلبية في أسعار الغاز بين الصيف والشتاء، والتي لا تسمح بتعزيز التخزين الذي يجري شراؤه تقليديًا بأسعار منخفضة في الصيف، ليُعاد بيعه بسعر أعلى في الشتاء، في ذروة الطلب.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- تطور ملء مخزونات الغاز في أوروبا، والمخاطر التي تواجهها القارة العجوز:

توقعات باستمرار أزمة الغاز في أوروبا

سعة تخزين إضافية في فرنسا

قالت إستيباليز غونزاليس فيرير: "لدينا مجموعة كبيرة من الخيارات تحت تصرفنا، لنكون قادرين على تكييف هذه السعات وبيعها فقط عندما يحتاج إليها العملاء".

ولتعزيز قدراتها التخزينية لفصلي الشتاء المقبل والتالي، تستعد ستورنجي في الوقت نفسه لإعادة موقعها في إقليم مارن إلى الخدمة، "من أجل استخراج الغاز الذي ما يزال موجودًا في موقع التخزين السابق، أي 8 تيراواط/ساعة "على مدى 15 عامًا".

وتنتظر الشركة -أيضًا- الضوء الأخضر من السلطات التنظيمية لتكليف سعة تخزين إضافية في كهوف الملح الموجودة، في مدينة "أين" شرق فرنسا، التي يُمكن أن تمثّل 3 إلى 6% سعة إضافية، أي من 3 إلى 6 تيراواط ساعة، جزء منها يبدأ في شتاء 2023-2024.

وتريد ستورنجي جعلها "متوافقة مع الهيدروجين"، وبالتالي تخدم هدفها المتمثل في 1 تيراواط/ساعة من تخزين الهيدروجين في أوروبا بحلول عام 2030، نصفها في فرنسا.

ملء مخزونات الغاز في ألمانيا

من جانبها، كشفت الوكالة الفيدرالية الألمانية للشبكات -الثلاثاء الماضي (15 نوفمبر/تشرين الثاني)- عن أن البلاد جاهزة لمواجهة الشتاء، وذلك بفضل الطقس المعتدل على وجه الخصوص، على الرغم من الانخفاض الحاد في عمليات تسليم الغاز الروسي منذ سبتمبر/أيلول.

إذ حدّدت برلين سلسلة من الأهداف في يوليو/تموز لمخزونات الغاز في مواجهة مخاطر النقص، لتصل إلى 95% بحلول الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، وهو المستوى الذي وصلت إليه في منتصف أكتوبر/تشرين الأول.

والآن، يبلغ إجمالي مستوى التخزين في ألمانيا 100%، وفقًا لبيان صادر عن الوكالة الفيدرالية، نقلته صحيفة "لا تريبيون" الفرنسية (La Tribune).

ومع ذلك، فإن الكمية الهائلة من مخزونات الغاز في ألمانيا ستكون كافية فقط لمدة شهرين تقريبًا في الشتاء؛ إذ تستهلك في المتوسط -بين نوفمبر/تشرين الثاني وفبراير/شباط- ما بين 90 و120 تيراواط/ساعة من الغاز شهريًا.

ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- مستوى مخزونات الغاز في أوروبا وبريطانيا حتى نهاية أغسطس/آب الماضي:

ملء مخزونات الغاز في أوروبا

ركود متوقع بسبب أسعار الطاقة

في هذا السياق، حذّر المفوض الأوروبي لشؤون الاقتصاد، باولو جينتيلوني، من أن أوروبا ستدخل في حالة ركود بنهاية العام الجاري (2022)، وستعاني تضخمًا أعلى من المتوقع، بسبب ارتفاع أسعار الطاقة في أعقاب الحرب الروسية في أوكرانيا.

وتوقع حدوث انكماش في النشاط في الربع الأخير من 2022 والربع الأول من عام 2023، وبالتالي حدوث ركود لكل من الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، وفق ما نقلته فضائية "تي إف 1" الفرنسية (TF1 Info).

وأكدت المفوضية الأوروبية -في بيان صحفي- أن القارة العجوز هي "واحدة من أكثر الاقتصادات المتقدمة تضررًا؛ نظرًا إلى قربها الجغرافي واعتمادها الشديد على واردات الغاز من روسيا".

وأشار جينتيلوني إلى أن مخزونات الغاز في أوروبا تبدو كافية في الوقت الحالي، لكن التوقف شبه التام للتسليم الروسي وصعوبة تعويض هذا النقص بالواردات من الدول الأخرى سيجعل من الصعب إعادة بناء المخزونات لشتاء 2023-2024.

واعترف بأنه إذا فشلت أوروبا في الاستعداد بصورة صحيحة، فقد يكون الضرر الاقتصادي أكبر بكثير مما كان متوقعًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق