التقاريرتقارير الطاقة المتجددةتقارير الطاقة النوويةتقارير الكهرباءتقارير الهيدروجينتقارير دوريةرئيسيةروسيا وأوكرانياطاقة متجددةطاقة نوويةعاجلكهرباءهيدروجينوحدة أبحاث الطاقة

دول شمال أوروبا تقود ثورة التحول الأخضر في القارة العجوز (تقرير)

الدنمارك والسويد وفنلندا

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد شوقي

اقرأ في هذا المقال

  • السويد والدنمارك وفنلندا قد تصبح مركزًا للطاقة في أوروبا.
  • الطاقة المتجددة في دول شمال أوروبا تعزز طموحات إزالة الكربون.
  • السويد سادس أكبر دولة أوروبية من حيث قدرة توليد الكهرباء المركبة.
  • سعة الرياح البرية والطاقة الشمسية في دول شمال أوروبا قد ترتفع لـ74 غيغاواط.
  • دول شمال أوروبا قد تصبح مركزًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

تَعد طموحات الطاقة المتجددة في دول شمال أوروبا بأن تصبح مصدرًا رئيسًا للكهرباء النظيفة في القارة العجوزة؛ ما يقلل مخاوف تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي، بعد غزو أوكرانيا.

وترصد شركة أبحاث الطاقة، ريستاد إنرجي، في تقرير صادر، أمس الأربعاء 16 نوفمبر/تشرين الثاني، 3 دول من هذه المنطقة -السويد وفنلندا والدنمارك- بصفتها قادة للثورة الخضراء، بفضل موارد طاقة الرياح والهيدروجين والطاقة النووية ومبادرات تخزين الكربون.

وحددت جميع البلدان الـ5 في منطقة الشمال الأوروبي -النرويج والسويد وفنلندا والدنمارك وأيسلندا- أهدافًا لتعزيز حصة الطاقة النظيفة في مزيج الكهرباء، ونظرًا إلى أن الطاقة الكهرومائية المصدر الرئيس في النرويج وأيسلندا وعدم الاستعداد الكافي لتعزيز طاقة الرياح مستقبلًا؛ فقد تجاهلتهما ريستاد إنرجي في هذا التقرير.

ومن المتوقع ارتفاع سعة الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح البرية في دول شمال أوروبا الـ3 إلى 74 غيغاواط بحلول نهاية العقد (2030)، مقابل 32 غيغاواط في العام الحالي (2022)، حسب التقرير الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

مزيج الكهرباء في دول شمال أوروبا

تُعَد دول شمال أوروبا من أكثر البلدان عالميًا امتلاكًا لحصة كبيرة من الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء منذ سنوات طويلة، ومع ذلك؛ هناك اختلافات كبيرة خاصة بكل بلد في الطريقة التي تقود بها الثورة الخضراء.

وبصفة خاصة، تمتلك السويد أكبر قدرة لتوليد الكهرباء في منطقة الشمال، كما أنها في المرتبة السادسة بين دول أوروبا، بعد ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وإسبانيا، بقيادة الطاقة النووية والطاقة الكهرومائية تاريخيًا، قبل أن تنمو سعة الرياح البرية بسرعة لتصبح حاليًا ثالث أكبر مصدر للكهرباء في البلاد.

وتخطط السويد لتوسيع قدرة توليد الكهرباء من الطاقة النووية -بدلًا من استبدال أو استكمال المفاعلات الموجودة التي قارب عمرها الافتراضي على الانتهاء- ما يمكّنها من الاستمرار في كونها مركزًا رئيسًا للكهرباء النظيفة والرخيصة في القارة العجوز.

وكانت السويد أكبر مصدّر للكهرباء في أوروبا، خلال الأرباع الـ3 الأولى من عام 2022؛ حيث باعت أكثر من 20% من إجمالي الكهرباء المولّدة إلى البلدان المجاورة.

وبصفة عامة، من المتوقع أن يتجاوز إنتاج الكهرباء في دول شمال أوروبا حاجتها؛ ما يعطي فرصة كبيرة لتصدير المزيد من الكهرباء النظيفة إلى بقية بلدان القارة، التي في أمسّ الحاجة إلى إمدادات الطاقة في ظل خطط الابتعاد عن الوقود الأحفوري الروسي، بعد غزو أوكرانيا.

ويوضح الرسم التالي، الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة، مزيج توليد الكهرباء في أوروبا:

مزيج توليد الكهرباء في أوروبا

زخم طاقة الرياح في دول شمال أوروبا

من إجمالي سعة الطاقة المتجددة المتوقع تركيبها في دول شمال أوروبا الـ3 (أكثر من 74 غيغاواط) بحلول 2030، تستحوذ طاقة الرياح البرية على 61.5 غيغاواط، في حين تشكل الطاقة الشمسية الكهروضوئية 12.8 غيغاواط المتبقية.

وبصورة أكثر تفصيلًا، من المتوقع أن ترتفع سعة طاقة الرياح البرية المركبة في السويد إلى 30 غيغاواط بنهاية العقد باعتبارها جزءًا من خطتها لتصبح مصدرًا مهمًا للطاقة، مع تقديرات بإضافة 3 غيغاواط فقط من الطاقة الشمسية خلال المدّة نفسها.

وتهدف السويد إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة من قدرة توليد الكهرباء إلى 65% بحلول عام 2030، مقابل 23% حاليًا، قبل أن ترتفع إلى 100% بحلول عام 2040.

أما فنلندا؛ فإنها تستهدف زيادة سعة الرياح البرية من 5 غيغاواط عام 2022 لتصل إلى 20 غيغاواط بنهاية هذا العقد، مع إضافة 0.8 غيغاواط فقط من الطاقة الشمسية خلال المدّة نفسها؛ حيث تخطط الدولة الأوروبية لزيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 51% بدلًا من 17% حاليًا.

بينما تخطط الدنمارك لتعزيز سعة طاقة الرياح البرية بمقدار 11.5 غيغاواط والطاقة الشمسية الكهروضوئية بنحو 9 غيغاواط بحلول عام 2030، حتى مع سيطرة الطاقة المتجددة حاليًا على 70% من مزيج الكهرباء.

ويُظهر الرسم التالي، الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة، سعة طاقة الرياح البرية والبحرية عالميًا حسب المنطقة:

سعة طاقة الرياح

الدنمارك تعزز ريادتها لطاقة الرياح البحرية

تُعَد الدنمارك واحدة من رواد طاقة الرياح البحرية، ليس في دول شمال أوروبا فقط؛ بل في القارة بأكملها؛ حيث تستفيد من المساحات المتاحة في بحر الشمال وبحر البلطيق.

وفي 2022، رفعت الدنمارك أهداف طاقة الرياح البحرية إلى 12.9 غيغاواط بحلول 2030، بزيادة 4 غيغاواط عن المستهدف سابقًا؛ ما يجعلها تؤدي دورًا مهمًا في تلبية احتياجات الكهرباء منخفضة الكربون في أوروبا.

ويأتي ذلك بعد تعهد الدنمارك بالمساهمة في إعلان إسبيرغ إلى جانب ألمانيا وهولندا وبلجيكا، والذي يهدف إلى تركيب 65 غيغاواط من الرياح البحرية من قبل الدول الـ4 بنهاية العقد الحالي و150 غيغاواط بحلول عام 2050.

وأمام ذلك، تتوقع ريستاد إنرجي زيادة سعة الرياح البحرية في الدنمارك من 2.3 غيغاواط حاليًا إلى 8.8 غيغاواط بحلول نهاية هذا العقد، مع وصول القدرة الإجمالية للدول الـ4 إلى 49.7 غيغاواط؛ ما يعني الحاجة إلى زيادة خطط تركيب منشآت الرياح البحرية لتحقيق المستهدف.

كما تشارك الدنمارك -إلى جانب السويد وفنلندا- في تعهّد 8 دول في بحر البلطيق بتركيب ما يقرب من 20 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2030.

فرص كبيرة للهيدروجين الأخضر

أعلنت الدنمارك والسويد وفنلندا خططًا لنحو 40 مشروعًا منفصلًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر مع بدء التشغيل المقرر في عام 2030 أو قبل ذلك.

ونتيجة لذلك، من المتوقع أن تشكل الحصة المجمعة من قدرة المحلل الكهربائي لإنتاج الهيدروجين الأخضر في دول شمال أوروبا الـ3 نحو 18% -منها 12% في الدنمارك وحدها- من السوق الأوروبية بحلول نهاية العقد، استنادًا إلى المشروعات المعلنة حتى الآن.

وفي وقت سابق من 2022، أعلنت الدنمارك خطتها لإنتاج مليوني طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2030.

وتسعى السويد -التي يُتوقع أن تمثل 5% من حصة الهيدروجين الأخضر في أوروبا- إلى إزالة الكربون من صناعة الصلب عن طريق الاعتماد على الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر بدلًا من الفحم؛ ما قد يُسهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 95%.

وفضلًا عن الهيدروجين والطاقة المتجددة، تتطلع دول شمال أوروبا إلى تعزيز دور احتجاز الكربون وتخزينه، خاصة الدنمارك التي لديها إمكانات كبيرة لتصبح مركز تخزين رئيسًا للكربون في أوروبا.

ومن الممكن أن يسهم احتجاز الكربون وتخزينه في إزالة الكربون من القطاع الصناعي، خاصة صناعة الحديد والصلب، التي تمثل غالبية انبعاثات الاحتباس الحراري في دول شمال أوروبا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق