طاقة متجددةالتقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

الطاقة الشمسية في المغرب العربي بارقة أمل.. فهل تتغلّب على التحديات؟

مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • الغزو الروسي لأوكرانيا كان حافزًا للاستثمار في الطاقة المتجددة بالمغرب العربي
  • حالة الشلل السياسي تعوق قطاع الطاقة المتجددة في تونس
  • الاستثمار الأجنبي في قطاع الطاقة المتجددة بالجزائر يواجه عقبات ضخمة
  • المغرب يقود منطقة المغرب العربي بمشروعات ضخمة

يتمتع شمال أفريقيا بإمكانات هائلة في الطاقة الشمسية بفضل سطوع الشمس على مدار العام، لذا تواصل منطقة المغرب العربي العمل على قدم وساق لاستغلال مواردها الطبيعية، إلا أن هناك عقبات تقف في طريق أحلامها.

وخلّف ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري بعد الغزو الروسي لأوكرانيا حافزًا قويًا للاستثمار في الطاقة المتجددة بجميع أنحاء منطقة المغرب العربي.

وأشار الزميل غير المقيم ضمن برنامج معهد الشرق الأوسط للاقتصاد والطاقة، المدرس بجامعة نبرة الإسبانية مايكل تنخوم، إلى الوفرة في موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في الجزائر وتونس والمغرب، حسبما نشرت وكالة فرانس 24 الفرنسية.

وقال إن القفزة الكبيرة في أسعار الغاز الطبيعي، خاصة في أوروبا، غيّرت الحسابات المتعلقة بالاستثمار في الطاقة المتجددة، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

خطط تونس

تونس، الواقعة على البحر الأبيض المتوسط، في وضع جيد يسمح لها بإنتاج طاقة نظيفة، سواء للاستخدام المحلي أو للتصدير إلى القارة العجوز المتعطشة للطاقة.

وفي عام 2015، حدّدت الدولة أهدافًا طموحة لتطوير مصادر الطاقة المتجددة.

إلا أن هذه المصادر شكّلت 2.8% فقط بمزيج الطاقة خلال عام 2021، واعتمدت على الغاز الطبيعي لتوفير الباقي، وفقًا لبيانات الشركة التونسية للكهرباء والغاز (إس تي إي جي).

ويرى الزميل غير المقيم ضمن برنامج معهد الشرق الأوسط للاقتصاد والطاقة، المدرس بجامعة نبرة الإسبانية مايكل تنخوم، أن حالة الشلل السياسي تعوق قطاع الطاقة المتجددة في تونس.

وعانت تونس، لأكثر من عقد، اضطرابات منذ اندلاع الثورة التونسية في 2010، وكان أثرها واضحًا في الاقتصاد، الذي يعتمد على واردات الغذاء والطاقة بدرجة كبيرة.

وتوضح البيانات الرسمية أن فاتورة دعم الوقود في البلاد ارتفعت بنسبة 370% في النصف الأول من العام الجاري (2022)، مقارنة بالمدة نفسها في عام 2021.

محطة الطاقة الشمسية العائمة في تونس
محطة الطاقة الشمسية العائمة في تونس - الصورة من وكالة فرانس 24

ورغم الحوافز للمضي قدمًا في مشروعات الطاقة المتجددة، فقد أدت الأزمات القانونية والإدارية إلى تحجيم هذه الجهود، بحسب رئيس الغرفة النقابية للطاقة الشمسية علي الكنزاري.

وسلّط الكنزاري الضوء على بقاء الألواح الشمسية المستوردة لمدة شهر أو أكثر في الجمارك، مطالبًا بوضع قوانين مرنة لتسريع تطوير المشروعات.

واستطاعت تونس ربط إحدى محطات الطاقة الشمسية الرئيسة بالقرب من ولاية تطاوين بالشبكة في شهر أكتوبر/تشرين الأول (2022) بعد عامين من إنجازها.

وأرجع رئيس المشروع عبدالمؤمن الفرشيشي تأخير هذه الخطوة إلى الصعوبات في الحصول على التصاريح اللازمة، وبُعد المحطة عن الشبكة.

وفي الوقت نفسه، يأمل المدير في شركة "كيير" لتطوير الطاقة المتجددة -ومقرها فرنسا- عمر الباي، أن تكون محطة الطاقة الشمسية العائمة التابعة للشركة -بقدرة 200 كيلوواط وتقع على بحيرة بجوار حديقة في تونس- نموذجًا لمشروعات أكبر على مستوى البلاد.

وقال إن تونس لا تملك أي خيار سوى البحث عن مصادر الطاقة المتجددة؛ نظرًا إلى الظروف المحيطة بقطاع الهيدروكربونات، خاصة الغاز.

ويعتقد أن المشروعات المبتكرة، مثل محطات الطاقة الشمسية العائمة، يمكن أن تُسهم في مساعدة البلاد لتحقيق ذلك.

وأوضح أن وجود محطات الطاقة الشمسية فوق البحيرات يساعد في تبريد الألواح، ويجعلها أكثر كفاءة، كما يسهم في استغلال المياه بدلًا من الأراضي التي يمكن استخدامها في الزراعة أو بناء المنازل، فضلًا عن أنها تحد من عملية التبخر، وهي فائدة أخرى للمناطق التي تعاني ندرة المياه.

وخلال شهر أغسطس/آب (2022)، أعلنت شركة تونور البريطانية استثمار نحو 1.5 مليار دولار لبناء محطة للطاقة الشمسية في تونس.

وستعمل المحطة بقدرة 500 ميغاواط، بهدف التصدير إلى أوروبا.

هدف الجزائر الطموح

حدّدت الجزائر -أكبر منتج للغاز الطبيعي في أفريقيا- هدفًا طموحًا لإنتاج 15 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2035.

ومن المتوقع تشغيل المرحلة الأولى من مشروع بسعة 1 غيغاواط بحلول أواخر العام المقبل (2023).

إلا أن الجزائر لا تنتج -حاليًا- سوى 3% من الكهرباء بوساطة الطاقة الشمسية.

وأشارت رئيسة برنامج شمال أفريقيا في معهد الشرق الأوسط إنتصار فقير إلى أن الوفرة النقدية من صادرات الغاز ستدفعها إلى تحديث البنية التحتية للوقود الأحفوري وليس تطوير مصادر الطاقة المتجددة.

وأضافت أن الاستثمار الأجنبي في هذا القطاع يواجه عقبات ضخمة، ناهيك بالبيروقراطية في البلاد.

ورغم ذلك، يجذب قطاع الطاقة المتجددة في الجزائر مختلف الاستثمارات الأجنبية.

وتبذل الدولة قصارى جهدها لتسريع تطوير مشروع "سولار 1000" لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، الذي تُقدّر تكلفته بنحو مليار دولار.

ويهدف المشروع إلى خفض مليون طن من انبعاثات الكربون، والحد من استهلاك الغاز بما يعادل 550 مليون متر مكعب على الأقل.

ويرصد الرسم التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز المعلومات عن مشروع سولار 1000 في الجزائر:

مشروع سولار 1000 في الجزائر

ريادة المغرب

رغم الإمكانات الهائلة للطاقة المتجددة في المنطقة، فإن المغرب يبقى في الصدارة، حسب ما قاله الزميل غير المقيم ضمن برنامج معهد الشرق الأوسط للاقتصاد والطاقة مايكل تنخوم.

فمنذ عام 2009، خطّط المغرب لتعزيز دور الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة بنسبة 52% بحلول عام 2030، وينتج -حاليًا- قرابة خمس احتياجاته من الكهرباء من مصادر الطاقة النظيفة، حسب بيانات حكومية.

وترى وزارة الطاقة المغربية أن هذه الرؤية بدأت تُؤتي ثمارها مع وجود 111 مشروعًا قائمًا أو قيد التطوير في الطاقة المتجددة، إذ يخطط المغرب ليصبح واجهة للطاقة المتجددة في القارة السمراء.

ومن بين هذه المشروعات، تطوير مجمع للطاقة المتجددة بقدرة 10.5 غيغاواط يضم محطة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ويهدف إلى نقل الكهرباء إلى المملكة المتحدة عبر أطول خط كهرباء بحري في العالم طوله 3 آلاف و800 كيلومتر.

وتحلم تونس بالهدف نفسه، إذ تقدمت بطلب في شهر أكتوبر/تشرين الثاني (2022) للحصول على منحة من الاتحاد الأوروبي بقيمة 800 مليون يورو (828 مليون دولار) لمد خط كهرباء بحري إلى إيطاليا طوله 200 متر، وتتطلع إلى تشغيله بحلول عام 2027.

وفي هذا الصدد، قال رئيس الغرفة النقابية للطاقة الشمسية علي الكنزاري إن أوروبا ستواجه شتاءً قاسيًا، وكان من الممكن أن يسهم إنجاز خط الكهرباء وتطوير محطات الطاقة الشمسية في الصحراء بقدرة 4-5 غيغاواط في بيع الكهرباء، وتحقيق مكاسب للبلاد بالعملة الصعبة.

ومن بين مشروعات الطاقة الشمسية الرائدة في المغرب، مجمع ورزازات، الذي يضم 4 محطات بقدرة تصل إلى 582 ميغاواط.

ويُعَد المشروع أول مشروعات الطاقة الشمسية وأكبرها في المغرب، وسيضمن ترسيخ مكانته بصفته من أكبر منتجي الطاقة المتجددة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

وأشار الزميل غير المقيم ضمن برنامج معهد الشرق الأوسط للاقتصاد والطاقة مايكل تنخوم، إلى أن منطقة المغرب العربي يمكنها الاستفادة من هذه المشروعات، ومن الضروري توفير الكثير من الطاقة للاستخدام المحلي حتى لا تصبح مركزًا لتغذية أوروبا بالطاقة الخضراء.

ويرصد الرسم التالي -الذي أعدته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز المعلومات عن مشروع ورزازات للطاقة الشمسية في المغرب:

مشروع ورزازات للطاقة الشمسية في المغرب

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق