أوابك: الجزائر ومصر تقودان قفزة صادرات الغاز العربية
كشفت الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) عن انتعاشة كبيرة في صادرات الغاز العربية خلال المدة الماضية مع زيادة الطلب على الوقود.
وأكدت أن الدول العربية حقّقت خلال العام الماضي (2021) نموًا استثنائيًا في إنتاج الغاز، بلغت نسبته 5.5%، بفضل المشروعات التطويرية التي نفذتها العديد من الدول لرفع مستويات الإنتاج المحلي.
وقالت أوابك -وفق بيان اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة-، إن مستويات إنتاج الغاز في الدول العربية انعكست على نمو صادرات الغاز الطبيعي بنوعيه (الغاز عبر خطوط الأنابيب والغاز المسال) التي حققت نموًا كبيرًا بلغت نسبته 11.1%، بفضل تنامي الصادرات من مصر والجزائر على وجه الخصوص.
وأوضح الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول علي سبت بن سبت أن الطلب على الغاز في الدول العربية حقق نموًا بنسبة 2.7%، بسبب المكانة التي يحظى بها الغاز الطبيعي في العديد من القطاعات وبالأخص قطاع الكهرباء.
الصادرات المصرية والجزائرية
كشفت أوابك -في تقرير سابق لها- عن الزيادة الكبيرة في صادرات الغاز المصرية والجزائرية، خلال 2021.
وسجلت صادرات الغاز المسال المصرية أعلى نسبة نمو عالميًا مقارنة بباقي الدول المصدّرة للغاز الطبيعي المسال خلال عام 2021، إذ صّدرت نحو 6.5 مليون طن، مقابل 1.5 مليون طن عام 2020، بمعدل نمو سنوي بلغ نحو 385%.
وبلغت قيمة صادرات مصر من الغاز الطبيعي والغاز المسال نحو 3.9 مليار دولار، مقابل 600 مليون دولار خلال عام 2020.
من جهة أخرى، ارتفعت صادرات الجزائر من الغاز المسال بنسبة 7.8% خلال 2021، لتسجل 11.48 مليون طن، مقابل 10.58 مليون طن خلال 2020.
واستحوذت الجزائر خلال العام الماضي على حصة 13% من التصدير للسوق الأوروبية، خلف روسيا التي جاءت في المرتبة الثالثة، وقطر في المركز الثاني، ثم الولايات المتحدة في المقدمة.
كما جاءت في المرتبة الرابعة بين قائمة أكبر مصدّري الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، خلال 2021 بإجمالي 10.2 مليون طن.
استثمارات الغاز المسال
عقدت الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، أمس الثلاثاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني الاجتماع الـ21 للخبراء، حول بحث إمكانات التعاون في مجال استثمار الغاز الطبيعي عبر تقنية الاتصال المرئي.
وشارك في الاجتماع مجموعة من الخبراء في صناعة الغاز الطبيعي في الدول الأعضاء، بالإضافة إلى فريق الأمانة العامة للمنظمة.
وأشار الأمين العام للمنظمة علي سبت بن سبت إلى أن عام 2021 شهد بداية التعافي من جائحة فيروس كورونا التي كانت لها تداعيات سلبية على الاقتصاد العالمي.
وشدد علي سبت بن سبت، على أن الأمانة العامة حريصة على المتابعة المستمرة للتطوراتِ والمستجداتِ في السوق العالميةِ للغاز الطبيعي، من خلال إعداد دراسات وتقارير دورية تتعلق بتطورات قطاع الغاز الطبيعي، وانعكاساتها على الدول العربية.
وأشار إلى أن تقارير ودراسات الأمانة العامة باتت مصدرًا مهمًا للمؤسسات والهيئات الوطنية والإقليمية، وتحظى باهتمام بالغ من قبل المؤسسات الإعلامية.
الطلب على الغاز
أشارت أوابك إلى أن الطلب العالمي على الغاز انتعش خلال العام الماضي (2021)، ليسجل نموًا مرتفعًا قدره 5.3%، متخطيًا بذلك مستويات ما قبل جائحة كورونا، ليبلغ 390 مليار قدم مكعبة يوميًا لأول مرة.
كما شهد الإنتاج العالمي للغاز نموًا ملحوظًا بنسبة 4.8%، لتلبية الطلب المتنامي، إذ بلغت حصة الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة العالمي نحو 24%.
وقال أمين أوابك إنه على الرغم من تلك المؤشرات الإيجابية من جانبي العرض والطلب فإن الأسواق العالمية وبالأخص الأوروبية كانت على موعد مع ارتفاعات حادة في الأسعار الفورية بسبب عدم كفاية الإمدادات العالمية لتلبية الطلب.
وأضاف أن الأسعار عكست وبوضوح أن القطاع ما يزال بحاجة إلى استمرار ضخ المزيد من الاستثمارات لضمان توفير إمدادات الغاز إلى مختلف الأسواق وبأسعار معقولة.
احتياطيات الغاز
من جهته، أوضح خبير الصناعات الغازية في منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول، وائل حامد عبدالمعطي، أن الاحتياطي العالمي من الغاز الطبيعي بلغ في نهاية عام 2021 نحو 7.055 تريليون قدم مكعبة، في حين سجلت احتياطيات الدول العربية نحو 1967 تريليون قدم مكعبة، أي ما يعادل نحو 27.4% من إجمالي الاحتياطي العالمي.
وأوضح عبدالمعطي -في ورقة عمل بعنوان "تطورات صناعة الغاز الطبيعي عربيًا وعالميًا"، جرى استعراضها خلال الاجتماع- أن صادرات الدول العربية في عام 2021 من الغاز بلغت 21 مليار قدم مكعبة يوميًا، بزيادة قدرها مليارا قدم مكعبة يوميًا عن عام 2020، لتشكل نحو 18% من اجمالي تجارة الغاز الطبيعي العالمية.
وأشار إلى أن حجم التجارة العالمية للغاز الطبيعي (عبر الأنابيب والغاز المسال) بات يلبي نحو 30.2% من إجمالي الطلب العالمي على الغاز، أما الباقي فيستهلك محليًا في مناطق إنتاجه، موضحًا أن تجارة الغاز المسال تنمو بصفة مستمرة، وتمثل 42% من إجمالي التجارة العالمية، ومن المتوقع أن تتخطى التجارة التقليدية للغاز عبر خطوط الأنابيب قبل عام 2030.
التنسيق العربي
ناقش المشاركون في الاجتماع بعض الاستنتاجات والتوصيات التي من شأنها تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في مجال تطوير صناعة الغاز الطبيعي، من أبرزها تأكيد أهمية الاستثمار في قطاع الغاز الطبيعي في الدول العربية، والعمل على استخدامه في القطاعات الاقتصادية كافة، للاستفادة من مزاياه الاقتصادية والبيئية.
كما أكد المشاركون تعزيز التكامل والتنسيق بين الدول العربية من خلال دعم مشروعات شبكات خطوط أنابيب الغاز المشتركة، وتأكيد أهمية الدول العربية موردًا موثوقًا وآمنًا ومستدامًا للغاز الطبيعي للأسواق العالمية.
موضوعات متعلقة..
- متى يستخرج لبنان الغاز من مياهه الإقليمية؟.. خبير أوابك يُجيب
- لماذا تراجعت صادرات الغاز المسال للدول العربية رغم إغراء الأسعار؟ (إنفوغرافيك)
اقرأ أيضًا..
- العراق يجدد رغبته في زيادة إنتاج وصادرات النفط
- ساوند إنرجي: اهتمام بنقل الغاز المغربي إلى أوروبا.. وأول إنتاج في 2023
- مصفاة جازان.. أرامكو السعودية تستعين بأحدث التقنيات لتأمين الوقود والكهرباء
- توتال إنرجي تتخذ خطوة جادة لبدء التنقيب عن النفط والغاز في لبنان
