تقارير النفطتقارير الغازرئيسيةغازقمة المناخ كوب 27نفط

30 منظمة ترفض زيادة استثمارات الوقود الأحفوري في أفريقيا.. والجزائر وليبيا ضمن أبرز الدول

دينا قدري

اقرأ في هذا المقال

  • 20 شركة مسؤولة عن أكثر من 80% من مشروعات النفط والغاز في أفريقيا
  • استثمارات الوقود الأحفوري في أفريقيا بلغت 5.1 مليار دولار في عام 2022
  • شركات النفط والغاز العاملة في أفريقيا ستنتج 15.8 مليار برميل إضافية بحلول 2030
  • شركة توتال إنرجي هي أكبر مطوّر لموارد النفط والغاز الجديدة في أفريقيا

يُثير تضاعف استثمارات الوقود الأحفوري في أفريقيا غضب المدافعين عن المناخ، في الوقت الذي يتجه فيه العالم إلى الطاقة المتجددة لتحقيق الحياد الكربوني.

إذ نشرت 30 منظمة غير حكومية من جميع أنحاء العالم، اليوم الثلاثاء (15 نوفمبر/تشرين الثاني)، تقريرًا عن تمويل الوقود الأحفوري في أفريقيا، على هامش قمة المناخ كوب 27 المنعقدة في مصر.

وأوضح التقرير -الذي نشرته المنظمة غير الحكومية الألمانية "أورجولد"- أن 20 شركة مسؤولة عن أكثر من 80% من التوسع قصير المدى للنفط والغاز المخطط له في أفريقيا، من بينها 13 شركة يقع مقرها خارج القارة السمراء.

واستنكر التقرير انخراط شركة توتال إنرجي الفرنسية في مشروعات تطوير احتياطيات النفط والغاز الجديدة، بصفتها الأكثر حضورًا بها.

الوقود الأحفوري في أفريقيا

أشار التقرير -الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- إلى وجود 200 شركة في أفريقيا تستكشف أو تطور احتياطيات جديدة من الوقود الأحفوري أو خطوط الأنابيب أو محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، وهناك 48 دولة من أصل 54 دولة أفريقية معنية.

وهذه المشروعات "تتعارض تمامًا مع أهداف باريس المناخية والحدّ من ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5"، بحسب ما صرّح به منسق حملة "أوقفوا خط أنابيب شرق أفريقيا لنقل النفط"، عمر الماوي.

وفي مصر وحدها، إذ تُعقد قمة المناخ كوب 27، تستكشف 55 شركة احتياطيات نفط وغاز جديدة.

ومنذ عام 2017، خُصصت 886 ألف كيلومتر مربع -وهي مساحة أكبر من فرنسا وإيطاليا مجتمعتين- للتنقيب عن النفط والغاز في أفريقيا، وفقًا للتقرير.

وعلى الرغم من حالة الطوارئ المناخية، فإن استثمارات الوقود الأحفوري في أفريقيا لا تضعف؛ بل على العكس تمامًا، زاد الإنفاق على التنقيب عن النفط والغاز من 3.4 مليار دولار في عام 2020 إلى 5.1 مليار دولار في 2022.

وتُنفذ هذه الاستكشافات وتُموّل إلى حد كبير من قبل الشركات الأجنبية، وفق ما نقلته منصة "راديو فرانس" الناطقة باللغة الفرنسية.

استثمارات الوقود الأحفوري في أفريقيا
مظاهرات مناهضة للوقود الأحفوري - الصورة من بلومبرغ

إنتاج براميل إضافية.. وانبعاثات هائلة

في الإجمالي، بحلول عام 2030، ستنتج مختلف شركات النفط والغاز العاملة في أفريقيا 15.8 مليار برميل إضافية من النفط المكافئ.

وسيؤدي استخراج هذه الموارد واحتراقها إلى إطلاق 8 غيغا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي؛ أكثر مرتين من الكمية التي يطلقها الاتحاد الأوروبي سنويًا، بحسب التقرير.

والدول -التي من المقرر أن تشهد أكبر توسع في مجال التنقيب عن النفط والغاز في المستقبل القريب- هي موزمبيق ونيجيريا والجزائر وأنغولا وأوغندا وليبيا وموريتانيا.

وتولّد أفريقيا نحو 3% فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، لكننا "نعاني بصورة غير متناسبة كل درجة إضافية من الاحترار"، حسب تقديرات أحد مؤلفي التقرير.

وقد ناشد عمر الماوي -الذي شارك أيضًا في كتابة التقرير- المؤسسات المالية التوقف عن دعم الوقود الأحفوري، إذ يمتلك المستثمرون الدوليون "أكثر من 109 مليارات دولار في الشركات التي تقود التوسع في الوقود الأحفوري في أفريقيا".

وبحسب عمر الماوي، يجب على المصارف التوقف عن تمويل المشروعات الكبيرة "التي تؤدي إلى تفجير ميزانية الكربون العالمية، وحبس أفريقيا في مصادر الطاقة الملوثة في الماضي".

مشروعات الفحم في أفريقيا

الفحم هو أكثر أنواع الوقود الأحفوري كثافةً كربونية، ففي عام 2021، أنتجت محطات توليد الكهرباء بالفحم 36% من الكهرباء في العالم، لكنها كانت مسؤولة عما يقرب من 72% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في قطاع الكهرباء.

ولذلك، أوضح التقرير -الذي اطلعت عليه منصة الطاقة- أن قدرة العالم على الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري تعتمد بصفة حاسمة على السرعة التي يخرج بها الفحم من أنظمة الطاقة.

وعلى الرغم من وجود عدد أقل من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم، فإن هذه الصناعة شديدة التلوث ما تزال تحتل مكانها في أفريقيا.

إذ تشهد القارة السمراء 70 منجم فحم جديدًا أو توسعات للمناجم قيد التطوير في 11 دولة أفريقية، ويمكن إنتاج أكثر من 10 ميغاواط إضافية.

وأكثر من نصف هذه السعة مخطط لها في زيمبابوي، و"ستزود إلى حد كبير عمليات التعدين بالطاقة بدلًا من توفير الكهرباء لـ47% من السكان، الذين ما يزالون غير قادرين على الحصول على الكهرباء"، كما يشير التقرير.

استثمارات الوقود الأحفوري في أفريقيا
مظاهرات مناهضة للوقود الأحفوري - الصورة من راديو فرانس

توتال إنرجي.. المتهمة الأولى

وجد التقرير أن "شركة توتال إنرجي هي أكبر مطوّر لموارد النفط والغاز الجديدة في أفريقيا".

إذ كشف عن أن 25% من إنتاج الهيدروكربونات في الشركة يأتي من أفريقيا، بصورة أساسية من أنغولا ونيجيريا وليبيا والجزائر وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

كما تتوقع توتال إنرجي -مع مشروعاتها المستقبلية- إنتاج 2.27 مليار برميل إضافية من النفط المكافئ، وهي مسؤولة عن أكثر من 14% من توسع النفط والغاز قصير الأجل في القارة.

وبحسب التقرير، فإن "استخراج هذه الموارد الجديدة واحتراقها سيعادل 3 أعوام من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري السنوية من فرنسا".

ومن بين المشروعات التي تنفذها شركة توتال إنرجي كان خط أنابيب شرق أفريقيا لنقل النفط في أوغندا وتنزانيا، الذي يُعد الأكثر انتقادًا ويُتهم بانتهاك حقوق الإنسان وكونه "قنبلة مناخية".

وفي رد فعل عنيف، استوقف عدد من نشطاء البيئة وحقوق الإنسان رئيس توتال إنرجي باتريك بويانيه، الذي كان يتوجه -يوم الجمعة (11 نوفمبر/تشرين الثاني)- للمشاركة في إحدى جلسات قمة المناخ كوب 27.

توتال: مهمتنا بناء نظام خالٍ من الكربون

من جانبها، ردّت توتال إنرجي على مزاعم إسهامها في زيادة استثمارات الوقود الأحفوري في أفريقيا.

وأوضحت أنها استثمرت 4 مليارات دولار في الطاقة المتجددة عام 2022، وتتوقع استثمار أكثر من 60 مليار دولار بحلول عام 2030، ما يضعها بين أفضل 5 مستثمرين عالميين في هذا المجال.

وأكدت -في سلسلة تغريدات نشرتها على حسابها على تويتر- أنه من الواضح أن الطلب العالمي على الطاقة لا يتناقص في الوقت الحالي، وأن مصادر الطاقة المتجددة -المتقطعة بطبيعتها- ليست كافية بعد للوفاء بها.

وأضافت: "تلبي مشروعاتنا في الوقود الأحفوري في جميع أنحاء العالم، متطلبات الطاقة هذه.. إنها تتماشى مع طموح الحياد الكربوني لعام 2050 الخاص بنا، ما يعني أننا نوافق فقط على مشروعات جديدة قصيرة إلى متوسطة المدى ومنخفضة التكلفة والانبعاثات".

وشددت على أن التوقف المفاجئ لاستغلال الوقود الأحفوري قد يؤدي إلى حرمان ملايين البشر من طاقة موثوقة ويمكن الوصول إليها، كما يُعد من الضروري الحفاظ على سعر الوقود الأحفوري عند مستوى معقول لجعل الانتقال العادل للطاقة ممكنًا.

وقالت: "مهمتنا هي بناء نظام الغد الخالي من الكربون، مع الاستمرار في توفير الطاقة اللازمة التي يمكن الوصول إليها للجميع اليوم. هذا يعني الاستثمار على كلا الجانبين".

وأعربت شركة الطاقة الفرنسية عن رغبتها في دعم تطور مزيج الدول الناشئة، إذ تسعى لتكون جزءًا من تحول أساسي يتضمن خفض استهلاك الفحم، وزيادة استخدام الطاقة المتجددة والغاز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق