طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

كيف أسهمت مشروعات الطاقة الشمسية في توفير 34 مليار دولار لدول آسيا الكبرى؟ (تقرير)

الصين والهند تجنبتا صرف 25.2 مليار دولار

عمرو عز الدين

ثمة اعتقاد شائع أن مشروعات الطاقة الشمسية تحتاج إلى تكاليف باهظة لا تقوى الدول النامية على تحمُّلها، وهذا الاعتقاد وإن كان صحيحًا من وجه إلا أنه غير صحيح من وجوه عدة، وفقًا لتقارير بحثية حديثة رصدت حجم الوفر في الدول المتبنية هذه المشروعات.

فقد أظهر تقرير حديث صادر عن 3 مؤسسات بحثية متخصصة في دراسات الطاقة المتجددة، أن مشروعات الشمس وفّرت 34 مليار دولار لـ7 دول آسيوية كبرى، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وقال التقرير، إن دول الهند والصين واليابان وتايلاند وتايوان والفلبين وكوريا الجنوبية وفّرت هذا المبلغ خلال النصف الأول من عام 2022 فقط، وفقًا لملخص نشره موقع "منت" الهندي المحلي المتخصص (mint).

وصدر هذا التقرير بالتعاون بين 3 مؤسسات بحثية متخصصة في دراسات الطاقة الشمسية والمتجددة، وهي: مركز إمبر لأبحاث الطاقة، ومركز أبحاث الهواء النظيف، ومعهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي.

منهجية التقرير

اعتمد التقرير على منهجية محددة في حساب الوفر الذي أسهمت فيه مشروعات الطاقة الشمسية في الدول الآسيوية التي تبنّت هذه المشروعات خلال السنوات الماضية.

ويتحدد الوفر -وفق هذه الطريقة- عبر احتساب تكلفة الفرصة البديلة في حالة استخدام مصادر الوقود الأحفوري لتوليد الكمية نفسها من الكهرباء المولدة عبر مصادر الطاقة المتجددة.

وتتميز هذه الطريقة في الحساب باحتسابها التكلفة البيئية أيضًا، عبر إحصاء حجم الانبعاثات الناتجة عن استخدام الوقود الأحفوري في مقابل الطاقة النظيفة المعتمدة على الضوء وطاقة الرياح وغيرها من المصادر المتجددة.

5 دول آسيوية في القائمة

مشروعات الطاقة الشمسية
أحد مشروعات الطاقة الشمسية في الهند

وجد التقرير أن 5 من بين أكبر 10 اقتصادات ذات قدرات شمسية موجودة في آسيا، وهي: الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية وفيتنام، وذلك استنادًا إلى مسح تحليلي لمشروعات الطاقة الشمسية حول العالم خلال عقد كامل.

وفقًا لهذه المنهجية، رصد التقرير تجنّب 7 دول آسيوية كبرى -هي الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام والفلبين وتايلاند- تكاليف الوقود الأحفوري المحتملة بنحو 34 مليار دولار خلال الأشهر الـ6 الممتدة من يناير/كانون الثاني إلى يونيو/حزيران (2022).

وتعادل هذه التكلفة المتجنبة قرابة 9% من إجمالي تكاليف الوقود الأحفوري المرصودة للإنفاق على الطاقة في هذه البلدان خلال المدة محل الرصد.

الهند توفّر 4.2 مليار دولار

رصد التقرير توفير الهند 4.2 مليار دولار من تكاليف توليد الكهرباء، بسبب مشروعات الطاقة الشمسية خلال النصف الأول المنتهي يونيو/حزيران (2022).

كما رصد استغناءها عن 19.4 مليون طن من الفحم كانت ستضطر إلى استهلاكها في توليد الحجم نفسه من الكهرباء المولدة من مشروعات الطاقة الشمسية الوليدة.

وتمثّل الهند ثالث أكبر دولة منتجة لانبعاثات الكربون في العالم، بسبب اعتمادها في توليد الكهرباء على الفحم بصورة أساسية بنسبة تقارب 70%، وهو أشد أنواع الوقود الأحفوري تلويثًا للبيئة.

ويبلغ حجم استهلاك الهند الإجمالي من الكهرباء في الوقت الحالي قرابة 404.1 غيغاواط، يتوزع توليدها بين الفحم بنسبة 69.9%، ومصادر الطاقة المتجددة بنسبة 11.4%، بالإضافة إلى مصادر أخرى، وفقًا للبيانات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة عن السنة المالية 2021-2022.

وتخطط الهند -ثاني أكبر دولة من حيث السكان- لإنتاج أكثر من 500 غيغاواط من الكهرباء عبر مصادر الطاقة المتجددة بحلول نهاية العقد الحالي 2030.

وتفضّل الهند مشروعات الطاقة الشمسية على طاقة الرياح لأسباب مختلفة، إذ أظهر تقرير صادر في يناير/كانون الثاني 2021، أن إنتاج الكهرباء المولدة من الطاقة الشمسية بلغ نحو 38.7 غيغاواط، في حين بلغت قدرة طاقة الرياح 38.6 غيغاواط.

وعلى الرغم من أن الهند تمثّل واحدة من أكبر الدول المنتجة لانبعاثات الكربون في العالم، فإن نصيب الفرد فيها من الانبعاثات ما يزال أقل من نظرائه في الدول المتقدمة.

وتطمح الهند إلى خفض الانبعاثات الكربونية في البلاد بمقدار مليار طن بحلول عام 2030، كما تستهدف خفض كثافة الكربون في الاقتصاد بنسبة 45% بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات 2005، وصولًا إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2070.

الصين توفر 21 مليار دولار

مشروعات الطاقة الشمسية في الصين
مشروع طاقة شمسية في الصين

على الجانب الآخر تمثّل الهند واحدة من أكبر دول العالم إنتاجًا للكهرباء من مصادر متجددة، بعد الصين التي أسهمت مشروعات الطاقة الشمسية فيها في تلبية 5% من إجمالي الطلب على الكهرباء، ما ساعدها في تجنّب 21 مليار دولار من واردات الفحم والغاز البديلة لو لم تكن مشروعات الشمس موجودة.

كذلك استطاعت اليابان توفير 5.6 مليار دولار من تكاليف الوقود التي تم تجنّبها بفضل توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية النظيفة، وهي ثالث الدول في الرصد من حيث تكلفة الوفر.

أما في فيتنام التي تأخرت في تبني مشروعات الطاقة الشمسية حتى عام 2018، فقد استطاعت توفير 1.7 مليار دولار من تكاليف الوقود الأحفوري البديلة.

فيتنام بدأت منذ 2018

مثّلت الطاقة الشمسية 11% من الطلب على الكهرباء في فيتنام خلال النصف الأول من 2022، مقارنة بنحو صفر % خلال عام 2018، الذي شهد انطلاق أول مشروعات الدولة في هذا المجال.

وعلى العكس من ذلك يبدو نمو مشروعات الطاقة الشمسية في تايلاند والفلبين أبطأ، إلا أن الأخيرة استطاعت تجنّب إنفاق مبالغ مالية قُدرت بنحو 78 مليون دولار التي لا تمثل الطاقة الشمسية فيها إلا 1% فقط من حجم توليد الكهرباء الإجمالي.

وترتفع هذه النسبة قليلًا في تايلاند التي تمثّل الطاقة الشمسية فيها 2% من إجمالي إنتاج الكهرباء، ما ساعدها على تجنّب تكاليف في حدود 209 ملايين دولار، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

أما في كوريا الجنوبية فقد ارتفعت النسبة إلى 5% حتى النصف الأول من عام 2022، ما أدى إلى تجنّبها استهلاك كميات من الوقود الأحفوري المحتمل، تبلغ تكلفتها 1.5 مليار دولار تقريبًا.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق