التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

الفحم يثير احتجاجات سكان قرية جنوب أفريقية خوفًا من تدمير آخر مراعي الماشية (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • نحو 80% من الكهرباء في جنوب أفريقيا تأتي من الفحم
  • • معظم مشروعات تعدين الفحم التي شغّلتها الشركات المملوكة للبِيض تحوّلت إلى ملكية السود
  • • جنوب أفريقيا تواصل الاستثمار في الصناعات التي تتطلب الكهرباء المولّدة من الفحم
  • • رئيس جنوب أفريقيا شجّع علنًا على التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة
  • • أفريقيا أسهمت بنسبة 1% فقط من الضرر الذي لحق بالمناخ
  • • انتقال الطاقة في جنوب أفريقيا سيتطلب 98 مليار دولار على مدى 5 سنوات

يعترض سكان بلدة فولا الواقعة في منطقة "حزام الفحم"، بمقاطعة مبومالانغا في الشمال الشرقي من جنوب أفريقيا، على أعمال الحفر واستخراج الفحم؛ بسبب تأثيراتها الضارة في صحتهم وتدمير آخر مساحات الرعي لماشيتهم.

وعلى الرغم من أن الكثيرين من مُزارعي وسكان بلدة فولا يعملون في صناعة الفحم، فقد قال أحد المزارعين في البلدة، سيفيسو ماثيبيلا، إن استثماراتهم في تربية الماشية جديدة نسبيًا، وتُعَدّ تحوطًا وسط توقُّع بأن جنوب أفريقيا لن تتمكن من الاعتماد على الفحم إلى الأبد، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.

مع انطلاق قمة المناخ كوب 27، في مدينة شرم الشيخ المصرية، أثبتت جنوب أفريقيا أنها مثال بارز على مدى صعوبة انتقال البلدان التي تعتمد على الفحم إلى مصادر طاقة متجددة ونظيفة، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

جنوب أفريقيا تدرس احتجاز الكربون بمحطات الكهرباء العاملة بالفحم

التخلص من الفحم

تجدر الإشارة إلى أن نحو 80% من الكهرباء في جنوب أفريقيا تأتي من الفحم، وتعهّدت الدولة، التي تُعَدّ الاقتصاد الأكثر تصنيعًا وتنوعًا في القارة، بالتخلص منه تدريجيًا.

الفحم في جنوب أفريقيا
شاحنة لنقل الفحم بالقرب من محطة كندال للكهرباء بالقرب من بلدة فولا - الصورة من نيويورك تايمز

في قمة المناخ العالمية كوب 26، التي عُقدت العام الماضي في إسكتلندا، تعهّدت الدول الغنية بتقديم 8.5 مليار دولار لمساعدة جنوب أفريقيا على التحول إلى أنظمة الطاقة منخفضة الكربون، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقد تحوّلت معظم مشروعات تعدين الفحم، التي كانت تديرها الشركات المملوكة للسكان البيض، إلى ملكية السكان السود بموجب قوانين مُرِّرَت، بعد حقبة الفصل العنصري، من جانب الحزب الحاكم، المؤتمر الوطني الأفريقي.

وبعد أن أصبحت هذه الثروة أخيرًا في أيدي السكان السود، يشعر المحللون السياسيون والبيئيون بالقلق من أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وحلفاءه النقابيين، قد يضطرون للتخلي عن الصناعة، ولا سيما تحت إلحاح الأوروبيين، الذين استفادوا لأجيال من موارد جنوب أفريقيا.

وبينما تخطط هيئة تنظيم الكهرباء المملوكة للدولة "إسكوم" للتخلص التدريجي من نحو نصف سعتها لتوليد الكهرباء بالفحم، في السنوات الـ13 المقبلة، تدعو وثيقة تخطيط حكومية إلى إنشاء محطات فحم جديدة؛ لأن الشبكة الحالية منهارة، وبسبب انقطاع التيار الكهربائي بشكل منتظم.

رغم ذلك؛ فإن جنوب أفريقيا تواصل الاستثمار في الصناعات التي تتطلب الكهرباء المولّدة من الفحم.

وقالت كبيرة الاقتصاديين في مركز إستراتيجيات السياسة الصناعية والتجارية "تريد آند إندستريال بوليسي ستراتيجيز"، نوكواندا ماسيكو، وهي مؤسسة للبحوث الاقتصادية في جنوب أفريقيا: "إن الاستثمار يتعارض مع الاعتبارات المتعلقة بالتزام جنوب أفريقيا بخفض الانبعاثات".

إمكان التحول للمصادر المتجددة

على الرغم من أن رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، شجّع علنًا التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، فقد أكد وزير الموارد المعدنية في البلاد غويدي مانتاشي أن الفحم سيظل جزءًا قويًا من مزيج الطاقة في البلاد لسنوات مقبلة.

وفي حديثه إلى قمة المناخ كوب 27، يوم الثلاثاء 8 نوفمبر/تشرين الثاني، دعا الرئيس رامافوزا الدول المتقدمة إلى تحمّل تكلفة التحوّل.

وقال: "إن قارتنا أسهمت بنسبة 1% فقط من الضرر الذي لحق بالمناخ، ونعتقد أن البلدان الأكثر تصنيعًا والأكثر تقدمًا تحتاج إلى الوفاء بالالتزام الذي قطعته على نفسها".

وأثار رئيس جنوب أفريقيا مخاوف من أن معظم التمويل الذي تُعهِّد به لبلاده، من جانب مجموعة تضم بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، كان مقررًا أن يأتي بِعّدِّه قروضًا.

وأوضح أن ذلك لن يؤدي إلّا إلى إضافة الديون التي لا تستطيع الدولة تحمّلها، بحجّة أن البلاد بحاجة إلى مِنح بدلًا من القروض، مشيرًا إلى أن الانتقال المستهدف سيتطلب 98 مليار دولار على مدى 5 سنوات.

وقد صادق زعماء الدول الغنية، يوم الإثنين، على خطة جنوب أفريقيا لاستثمار 8.5 مليار دولار، معظمها في مشروعات الطاقة المتجددة، وفقًا لما نشرته صحيفة نيويورك تايمز في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

معاناة بلدة فولا مع المناجم

يوفر العديد من المناجم حول بلدة فولا، الواقعة في منطقة "حزام الفحم"، بمقاطعة مبومالانغا في الشمال الشرقي من جنوب أفريقيا، الفحمَ للمحطات التي تملكها هيئة تنظيم الكهرباء إسكوم، المملوكة للدولة في جنوب أفريقيا، بما في ذلك محطة كيندال للكهرباء.

منجم الفحم في بلدة فولا بجنوب أفريقيا - الصورة من نيويورك تايمز
منجم الفحم في بلدة فولا بجنوب أفريقيا - الصورة من نيويورك تايمز

وتدور المعارك بشأن مستقبل الفحم في جنوب أفريقيا ببلدة فولا وبلدات التعدين الأخرى في جميع أنحاء مقاطعة مبومالانغا شمال شرقي من البلاد، التي تنتج نحو 80% من فحم البلاد.

وتتسبب محطات توليد الكهرباء الضخمة التي تعمل بالفحم المنتشرة في المناظر الطبيعية الريفية المنبسطة بالمنطقة في جعل جنوب أفريقيا من بين أسوأ الدول المسببة لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى الرغم من اعتماد العديد من سكان المنطقة على الفحم، فإنهم مصممون على الاستغناء عنه، ويعود ذلك إلى انفجارات الألغام المدوية التي تكسر الواجهات الخرسانية لمنازلهم، بينما تتسبب أعمدة الغبار في إصابة أطفالهم بضيق في التنفس.

وغالبًا لا تتناسب اعتراضات المجتمع على التعدين مع عمليات الفحم المرتبطة سياسيًا، التي يقول السكان، إنها تنتقي السكان المحليين وتدفع لهم مبالغ من المال للضغط عليهم.

في بلد مثل جنوب أفريقيا، إذ إن نحو ثلث السكان في سنّ العمل يعانون البطالة، تقدّم الشركات وعودًا بوظائف لبعضهم؛ ما يثير غضب السكان الذين أُهمِلوا.

وقد بُنيَت بلدة فولا لعمّال الفحم السود خلال حقبة الفصل العنصري، ولا يفكر العديد من النشطاء الذين يحاربون المناجم بالضرورة في إنقاذ الكوكب، وإنما في تلبية احتياجاتهم الأساسية.

بالنسبة لجميع شركات تعدين الأموال التي ألقيت بجوار بلدة فولا على مرّ السنين، لم تتحسن الظروف الأساسية، ولا يزال الكثير من السكان يعيشون على امتداد طرق ترابية وعرة، وبعضهم يسكن أكواخًا صغيرة من الصفيح.

ورغم محاولات الاعتراض واللجوء إلى المحاكم، فإن آلات الحفر الثقيلة في المنجم المجاور لبلدة فولا تعمل الآن، وتستخرج الفحم لتزويد جنوب أفريقيا بالكهرباء.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق