التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير دوريةرئيسيةوحدة أبحاث الطاقة

4 تساؤلات عن خطر الفيضانات.. وهل تنجو مصر والعراق؟

وحدة أبحاث الطاقة

اقرأ في هذا المقال

  • تغير المناخ يفاقم خطر حدوث الفيضانات بشدة يومًا بعد يوم.
  • الفيضانات المفاجئة أكثر الفيضانات شيوعًا وأشدها خطورة.
  • هولندا وبنغلاديش أكثر الدول التي يتعرض سكانها لخطر الفيضانات.
  • تضرر أكثر من 100 مليون شخص من خطر الفيضانات في 2021.
  • مواجهة تغير المناخ عبر التحول الأخضر أهم خطوة لتقليل الفيضانات.

باتت تداعيات تغيّر المناخ ملموسة أكثر من أيّ وقت مضى، وبعضها يتمثل في خطر الفيضانات، التي تُعَد أكثر الكوارث الطبيعية شيوعًا في الوقت الحالي؛ ما يجعل خفض الانبعاثات بمثابة تحدٍّ لهذا العالم.

ويخلف كل فيضان ضحايا عديدة من جهة، كما يجعل تقدم المجتمعات يعود سنوات إلى الخلف، جنبًا إلى جنب مع آثار اقتصادية جسيمة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ولأن منع خطر الفيضانات أمر غير ممكن؛ فإن هناك ضرورة ملحّة لمعالجة التأثيرات المكثفة لتغيّر المناخ عبر ضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفًا، مع السعي في الوقت نفسه إلى تعزيز التحول الأخضر.

وفي هذا الصدد، تشير تقديرات البنك الدولي إلى أن 4 من كل 10 أشخاص يتعرضون لخطر الفيضانات على مستوى العالم يعيشون في فقر.

ما هي الفيضانات؟ وما أنواعها؟

تُعَد الفيضانات من أكثر أنواع الكوارث الطبيعية شيوعًا، وتحدث عندما تتراكم المياه على الأراضي الجافة، وربما عن طريق تراكم غير معتاد للمياه من مصادر مختلفة مثل هطول الأمطار الغزيرة أو الذوبان السريع للثلوج، كما يمكن أن تنجم عن الأعاصير.

وفي حين أن الخسائر البشرية أكثر الأضرار التي تسببها الفيضانات، لكنها تخلف خسائر أخرى تتكلف مليارات الدولارات، فضلًا عن تدمير البنية التحتية والممتلكات الشخصية للأفراد.

وفي العادة، تختلف أنواع الفيضانات حسب سبب حدوثها، لكن أكثرها شيوعًا الفيضانات المفاجئة أو الساحلية، وكذلك فيضانات الأنهار.

وتعد الفيضانات المفاجئة أكثر الفيضانات شيوعًا وأشدها خطورة؛ كونها تحدث دون إنذار مسبق، وفي الغالب تكون ناجمة عن هطول أمطار غزيرة في مدة زمنية قصيرة تؤدي لرفع مستوى المياه سريعًا.

أما الفيضانات الساحلية؛ فتحدث عندما تتدفق مياه البحر إلى اليابسة الجافة المجاورة للساحل البحري، نتيجة عواصف مفاجئة أو أعاصير شديدة؛ ما قد يؤدي لدمار واسع النطاق.

وبالحديث عن فيضانات الأنهار؛ فإنها تحدث عندما يفوق هطول الأمطار الغزير أو ذوبان الثلوج القدرة الاستيعابية للأنهار ويغمر الأراضي الجافة المحيطة بالنهر، ويصبح هذا النوع أكثر شيوعًا أواخر فصل الشتاء وأوائل الربيع.

وتوجد كذلك الفيضانات العمرانية، والتي تمثل كل أنواع الفيضانات سالفة الذكر لكنها تحدث في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان، وحينها تفوق المياه قدرة التصريف.

ما الدول الأكثر عُرضة لخطر الفيضانات؟

أظهرت بيانات الدول الأكثر عرضة لخطر الفيضانات في العالم، أن هناك ملايين الأشخاص عرضة بشكل مباشر لمعاصرة الفيضانات.

وتُعَد هولندا وبنغلاديش أكثر الدول حول العالم التي يتعرض فيها أكثر من نصف السكان للخطر؛ بسبب الفيضانات، بنسبة 58.7% و 57.5% على التوالي، بحسب ما نقلته وحدة أبحاث الطاقة عن موقع فيجوال كابيتالست اعتمادًا على دراسة حديثة نشرتها مجلة نيتشر البريطانية.

وفي المرتبة الثالثة، تأتي فيتنام؛ حيث يتعرض 46% من سكانها إلى خطر الفيضانات، تليها مصر بنسبة 40.5%، بينما تختتم ميانمار بنسبة 39.9% قائمة الدول الـ5 الأكثر عرضة لخطر الفيضانات.

ويأتي في المراكز الخمسة التالية على الترتيب كل من: لاوس (39.7%)، وكمبوديا (38.1%)، وغايانا (37.9%)، وسورينام (37.7%)، والعراق (36.8%).

ويوضح الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدته وحدة أبحاث الطاقة، أكثر 10 دول عرضة لخطر الفيضانات حول العالم:

أكثر الدول عُرضة لخطر الفيضانات في العالم

وبصفة عامة، تُشكّل منطقة جنوب شرق آسيا وحدها أكثر من ثلثي سكان العالم عُرضة لخطر الفيضانات بنحو 1.24 مليار شخص، وفقًا للتقرير.

ما حجم الخسائر البشرية والمادية؟

تتسبب الفيضانات في خسائر بشرية واقتصادية فادحة عامًا تلو الآخر، مع تزايد التداعيات السلبية لآثار تغيّر المناخ، وكان آخرها تلك التي اجتاحت باكستان هذا الصيف وأدّت إلى مقتل أكثر من 1400 شخص وغرق ثلث البلاد.

وفي عام 2021، تضرر أكثر من 100 مليون شخص من خطر الفيضانات، في حين بلغت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن حالات الجفاف والفيضانات والعواصف 224.2 مليار دولار، أي ما يقرب من ضعف المتوسط ​​السنوي طوال العقد الماضي (2010-2020)؛ إذ كان يبلغ 117.8 مليار دولار.

خطر الفيضانات
تأثير أحد الفيضانات في ولاية كولورادو الأميركية - أرشيفية

وتقدر دراسة حديثة أن المخاطر التي تخلفها المياه -الناتجة عن الجفاف والفيضانات والعواصف- قد تؤدي لتآكل قرابة 5.6 تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول منتصف القرن الحالي (2050)، مع توقعات بأن تُشكّل الفيضانات وحدها 36% من هذه الخسائر المباشرة.

وتؤكد الدراسة أنه مع استمرار نزيف الخسائر سواء البشرية أو الاقتصادية التي سببتها الفيضانات؛ فإن الدول كافة حول العالم بحاجة للتركيز على البنية التحتية الوقائية وإيجاد حلول فعّالة للمجتمعات المتضررة بالفعل وتلك الأكثر عرضة لخطر الفيضانات.

كيف يواجه العالم خطر الفيضانات؟

مع هذه الخسائر البشرية والاقتصادية، يجب أن يكون العالم أكثر وعيًا بحقيقة أن مخاطر الفيضانات باتت أكثر من أيّ وقت مضى، في ظل التغيّرات المناخية المستمرة.

وعلى سبيل المثال، تضرر أكثر من 18 مليون شخص من الفيضانات التي ضربت باكستان عام 2010، مقارنة بأكثر من 33 مليون شخص جراء الفيضانات الأخيرة، في يونيو/حزيران 2022.

ومن أجل مواجهة التداعيات المتزايدة، تحتاج الدول إلى التركيز على البنية التحتية الوقائية وحماية النظم الإيكولوجية والمجتمعات التي تأثرت بالفعل أو الأكثر عرضة لخطر الفيضانات.

ويرى تقرير لمجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية أن العالم بإمكانه اتخاذ خطوات لتقليل دمار الفيضانات من خلال تحسين البنية التحتية لصرف المياه والمباني والاهتمام بالبيانات والتوقعات التي تعكس تغيّرات المناخ محتملة الحدوث.

وقبل كل ذلك، يُعَد كبح تغير المناخ وسيلة مهمة لتجنب أسوأ السيناريوهات لارتفاع مستوى سطح البحر وتصاعد مخاطر الفيضانات، وذلك مع خلال تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة، وتحسين كفاءة استهلاك الوقود وتبني السيارات الكهربائية وغيرها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق