رئيسيةالتغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةتقارير منوعةطاقة متجددةمنوعات

منغوليا تسعى لزيادة مبيعات الفحم إلى الصين وتستثمر في الطاقة المتجددة (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • الفحم يمثل أكثر من نصف إجمالي صادرات منغوليا إلى الصين.
  • • حاجة الصين إلى الكهرباء تتجاوز بكثير ما يمكن أن توفره مصادر الطاقة المتجددة.
  • • شهية الصين لفحم الكوك منخفض الكبريت تخلق طلبًا كبيرًا على المناجم المنغولية.
  • • منغوليا فوّتت فرصتها لتصدير المزيد من الفحم إلى الصين بعد تراجع الواردات الأسترالية.

على الرغم من الجهود العالمية لإنهاء استخدام الوقود الأحفوري الملوث؛ فإن منغوليا تكثف جهودها لتصدير الفحم إلى الصين المتعطشة للطاقة، حسبما قال مسؤول حكومي منغولي لوكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".

يأتي ذلك بالتزامن مع اجتماع قادة العالم في قمة المناخ كوب 27 في مدينة شرم الشيخ، بجمهورية مصر العربية، من أجل إيجاد حلول لمستقبل الكوكب؛ حيث كان دور الصين في انبعاثات الكربون العالمية ملحوظًا وبارزًا.

وترسل منغوليا 86% من صادراتها إلى الصين؛ حيث يمثل الوقود الأكثر تلويثًا ما يزيد على نصف هذا الإجمالي، وتُحدّث بنيتها التحتية على أمل في بيع المزيد لجارتها الجنوبية، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وصرح نائب وزير التعدين المنغولي، باتنايرمدال أوتغونشار، لوكالة فرانس برس: "نحن بحاجة إلى استغلال هذه الفرصة السانحة واستغلال السنوات الـ10 المقبلة لنتمكن من تصدير أكبر قدر ممكن من الفحم".

في المقابل، تُعَد الصين أكبر ملوث في العالم، وقد تعهّدت بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، ولتحقيق هذه الغاية؛ فإنها تبني شبكة الطاقة المتجددة لديها للاستعداد للاستغناء عن الفحم.

وتُعَد حاجة الصين إلى الكهرباء أكبر بكثير مما يمكن أن توفره مصادر الطاقة المتجددة. وقد أمرت السلطات الصينية المنتجين، في الربيع، بإضافة 300 مليون طن متري من طاقة التعدين هذا العام، أي ما يعادل شهرًا إضافيًا من إنتاج الفحم.

منغوليا وتصدير الفحم للصين

حرصت منغوليا على إدخال وشحن 19 مليون طن متري من الفحم إلى الصين، حتى الآن من هذا العام، وتجاوزت إجمالي الصادرات لعام 2021 البالغ 16 مليون طن متر، وفقًا لمكتب الإحصاء الوطني.

الفحم
شاحنات نقل الفحم في ميناء غانتس مود في منغوليا، على الحدود الصينية - الصورة من وكالة الأنباء الفرنسية

وقال نائب وزير التعدين المنغولي، باتنايرمدال أوتغونشار، إن المسؤولين الحكوميين يريدون من منغوليا تجاوز الرقم القياسي البالغ 37 مليون طن متري، الذي أُرسِل في عام 2019، ومواصلة إمداد الصين بشحنات مستمرة من الفحم في العقد المقبل.

وأكد أن الطلب على فحم الكوك لن ينخفض في السنوات الـ10 المقبلة، لكن التكنولوجيا قد تتغير، مشيرًا إلى أن السنوات الـ10 المقبلة تمثل فرصة مواتية، حسبما نشر موقع قناة "صوت أميركا" (Voice of America) في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

ويبذل نائب وزير التعدين المنغولي جهوده من أجل أن تستثمر بلاده بكثافة في الفحم والسكك الحديدية الجديدة لربط المواني الصينية ومحطات المعالجة، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

اغتنام الفرصة لبيع الفحم

قال نائب وزير التعدين المنغولي، باتنايرمدال أوتغونشار، إن الوقت ينفد أمام منغوليا لبيع الفحم الحراري؛ حيث يجري التخلص التدريجي من محطات توليد الكهرباء التي تعمل به.

وأوضح أن ارتفاع أسعار الوقود الأكثر تلويثًا يعني وجود حافز ضئيل يدفع حكومة منغوليا إلى التباطؤ.

وقد قفزت قيمة صادرات الفحم في منغوليا إلى 4.5 مليار دولار في الأشهر الـ9 الأولى من عام 2022، أي ما يقرب من 3 أضعاف ما كانت عليه في المدة نفسها من العام الماضي.

وأفاد محللون بأن حظرًا غير رسمي على الفحم الأسترالي أثارته الخلافات السياسية في عام 2020 فتح الباب على مصراعيه أمام المصدرين المنغوليين.

وقال كبير المستشارين في شركة الأبحاث والاستشارات وود ماكنزي، سايمون وو: "دون أستراليا؛ فإن شهية الصين للكوك منخفض الكبريت تخلق طلبًا كبيرًا على المناجم المنغولية".

وأضاف أن منغوليا فوّتت فرصتها في تصدير المزيد من الفحم إلى الصين بعد تراجع الواردات الأسترالية، وألقت باللوم على نقص خطوط السكك الحديدية.

وقد أنهت حكومة منغوليا خط سكة حديد بطول 233 كيلومترًا من منجم تافان تولغوي إلى حدود غاشون سوخيت، في سبتمبر/أيلول، وهو مشروع استغرق إكماله 14 عامًا.

ويرى المحللون أن الاستقرار السياسي النسبي في منغوليا قد يساعد الحكومة على إتمام مشروعات أخرى طال انتظارها.

وصرح رئيس مجلس الأعمال في منغوليا، تيمنسوغت تسيفغميد، لوكالة فرانس برس، بأن البنية التحتية القائمة الآن، إلى جانب المشروعات قيد التنفيذ، قد تسمح لمنغوليا بدفع صادرات الوقود الملوث إلى 70 مليون طن متري سنويًا، ربما بحلول عام 2025.

وقال تيمنتسوغت: "إذا كانت الصين مستعدة لاستيراد المزيد من هذا الوقود، وهناك المزيد من العمل الذي جرى القيام به لتحسين الحدود وخطوط السكك الحديدية؛ فإن التجارة ستتوسع".

تجدر الإشارة إلى عدد سكان منغوليا يبلغ 3.3 مليون نسمة، ولديها القليل من الصناعات الثقيلة، ولا تستهلك بمفردها الكثير من الفحم مقارنة بالصين، جارتها الجنوبية.

تأثُّر منغوليا بتغير المناخ

الفحم في منغوليا
مناجم تاغاي تولغوي للفحم في منغوليا - الصورة من نيكاي آسيا

تمثل منغوليا 0.11% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم، وفقًا للأمم المتحدة، لكنها تتأثر بشدة بتغير المناخ، حسبما نشر موقع قناة "صوت أميركا" (Voice of America) في 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وتسببت العواصف الشتوية القوية، إلى جانب الجفاف وحرائق الغابات، في نزوح المجتمعات؛ ما أجبر العائلات البدوية على النزوح إلى العاصمة بعد أن فقدوا ماشيتهم.

تقول الأمم المتحدة إن تغير المناخ يجعل هذه الكوارث الطبيعية أكثر شيوعًا في منغوليا؛ حيث يؤدي الاكتظاظ في المناطق العشوائية في العاصمة المنغولية أولان باتور إلى تلوث التربة والهواء، خصوصًا في فصل الشتاء؛ حيث يُحرَق الفحم لأغراض التدفئة في أجواء الصقيع.

وقال رئيس مجلس الأعمال في منغوليا، تيمنسوغت تسيفغميد، إن منغوليا لديها معضلة تتمثل في حاجتها إلى عائدات نقدية قصيرة الأجل لتلبية احتياجاتها المالية وفي الوقت نفسه تحاول الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة المكلفة للحد من انبعاثات الكربون، وتقليل تلوث الهواء.

وأوضح أن الأزمة النقدية في منغوليا لديها حل واحد فقط، في الوقت الحالي، يتمثل في بيع المزيد من الفحم.

وأضاف أن شحنات الفحم وصادراته ستبقى أحد المصادر الرئيسة لإيرادات الحكومة، ولا توجد مصادر أخرى يمكن أن تحل محل هذه الحاجة المالية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق